إنها واحدة من أقدس الليالي – ليلة عرفة- نسأل المغفرة من الله تعالى في هذه الليلة المباركة – ليلة صعود الحجاج إلى عرفات ونقف لشرف هذه الليلة لنعظّم الله جل وعلا وفق قدرتنا وإمكانياتنا ونقول كما يقول الحجّاج كما تقول الملائكة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. تكبير لا نهاية له لرب السموات وألف صلاة ألف سلام عليك يا سيدي يا رسول الله يا سيد الأولين والآخرين.
نطلب المغفرة من الله في هذه الليلة الشريفة
ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا مرشدنا يا سيدنا امنحنا حمايتك وعنايتك التي مُنِحت لك بواسطة أشرف خلق الله لقد مُنِحنا هذه القوة لحفظ وحماية كل من يعيش على هذا الكوكب. ونقول بسم الله الرحمن الرحيم. أيها البشر عليكم أن تحاولوا تعلّم قول بسم الله الرحمن الرحيم على الدوام وهذا يعطيكم علاقة حقيقية صلة حقيقية لوجودك المادي مع وجودك السماوي الروحاني. حين تقول بسم الله الرحمن الرحيم هنا لا يمكنك قولها حتى يقول وجودك السماوي بسم الله الرحمن الرحيم ورب الخليقة يأمر أشرف خلقه في حضرته القدسية أن يسمع ويصغي ويعطي ذلك العبد الضعيف مَطلبَهُ.
لذلك حين نقول بسم الله الرحمن الرحيم هذا مثل تقليدي كلمة تقليدية تجري على لساننا وهذه الأسماء المقدّسة لله تعالى لا يمكن أن تَصل إليها مستويات العوام من الناس يجب أن تكون . يجب أن تصل من محيطات سماوية إلى السادة على هذا الكوكب. وسيد هذا الكوكب يتلقى وفق مراتبه في تلك المراتب السماوية وهي لا متناهية وهذا يصل (أي مدد بسم الله الرحمن الرحيم) إلى كل أحد خُلِقَ من قبل ويصل إلى كل من سيولد ويأتي إلى الوجود. بسم الله الرحمن الرحيم هذه منابع قوتنا الحقيقية التي تجعل البشر يقفون على هذا الكوكب.كوكبنا يأخذ قوة يستمد قوة حين نقول بسم الله الرحمن الرحيم .
كل الكوكب يُنشِد ويحاط بأناشيد سماوية ملائكية جميلة حيث الملائكة تردد بأصوات عذبة بموسيقى سماوية: بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم (مولانا يقولها مع لحن خاص بها). 7 مرات في أقل من لحظة تحيط كوكبنا وإلاّ فإن كوكبنا لا يمكنه أن يتحرك سيكون كوكباً ميّتاً. والعلماء يحاولون فهم شيء عن الكوكب ولكنهم ينظرون فقط إلى الصخر ليس إلاّ. ينظرون فقط إلى هذه الكتلة المادية (ولا يرون قوة الحياة التي تسري في هذا الكوكب وتجعله كوكباً حيّاً). لأن هذا الكوكب يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويستمد قوته وحياته من بسم الله الرحمن الرحيم وينتهي حين لا يبقى عليه من يقول بسم الله الرحمن الرحيم.
عندها سيكون مثل كوكب ميّت يجري في الفضاء . الآن كوكبنا كوكب حَيّ وأي شيء يجعل كوكبنا حيّاً؟- إنها أسماء الله الحسنى التي تدع الناس يقولون بسم الله الرحمن الرحيم وهذه القوة تأتي إليه وتجعل كوكبنا يمشي تجعل كوكبنا حيّاً. وهل يموت الكوكب؟ نعم. قطب هذا الكوكب يقول حين تكفّ وتتوقف عن قول بسم الله الرحمن الرحيم (أي حين لا يبقَى هناك من يقول بسم الله الرحمن الرحيم) عندها ينتهي الكوكب يصبح الكوكب ميّتا. (وهذا مطابق للحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى لا يبقَى على الأرض من يقول الله الله).
ولكنه مربوط بأحياء الآن. مربوط بنظام شمسي الآن. مركز القوة الكبيرة هي الشمس. وللشمس ليس فقط سيد واحد (مثل كوكبنا له قطب واحد) . لا ولكن (70000) سيد ينبغي أن يكونوا مسؤولين عن الشمس وإلا ّفإن الشمس لن تعطي طاقة لن تعطي حياة لن تعطي نورا. تنتهي. إنهم مسؤولون عن ذلك هم في موقع المسؤولية التامة.
وهذا شيء من المعرفة والعلوم السماوية التي تأتي الآن لمن هو في أدنى مستوى أدنى مرتبة وأعلى وأعلى هنالك سادة مرشدين لا حصر لهم يحيطون هذا النظام الشمسي ويجعلونه يتحرك ويعمل في وضعية مُثلى بكمالٍ تام لا يشوبُهُ أي نقصان. بلا أي خطأ تحت عناية ثقيلة لا أحد يستطيع تخيّلها.
إنهم لا يفهمون كيف يعمل هذا النظام الشمسي. يعمل بنفسه؟!- لا يمكن .
فقط للشمس وحدها (70000) من الربانيين ( الأولياء) المُمّددين بالقوة السماوية يحملون هذا النظام وهم يمضون ويسعون (يتحركون) وفق أمر قدسي لرب العرش بلا أي خطأ. إلى أين يمضون ويسعون؟ يسعون إلى محيطات لا حدود لها. وقد لا تجد لهذه المحيطات اللامحدودة أي قياس وأي جهة. لا فوق وتحت وشمال وجنوب وشرق وغرب لا. لا. وهم يؤدون تعظيمهم الأقصى لربهم جل وعلا يسبّحونه ويمجّدونَهُ على الدوام ويصدر صوت عظيم لتسبيحهم من شدة عظمة هذه الأصوات التي تصدر عن التسبيح والتمجيد لا يمكن لأذنيك احتمال سماعها. لو سمعت أي صوتٍ ربما لن تسمع بعدها أبداً. ستصاب بالصمّم لأن جسدك لا يحتمل هذا الأمر العظيم. هذا شيء فيما وراء معرفتنا وهذا الوجود لا يصل وجودنا إلى درجة أولى منه. لا يمكنك أن تسأل كيف (كيف ذلك) إذا سألت كيف؟ سيأتيك خطاب من أولئك الأولياء: احفظ حدود فهمك لا تسأل عن أشياء فيما وراء فهمك وقابليتك. وَحالكَ هو مثل حال طفلٍ جنين في رحم أمه لا يعرف شيئاً خارجه فقط يعرف ما حوله ولكنه لا يفهم شيئاً قبل أن يخرج وينظر ماذا هناك في الخارج. والإنسان أيضاً محاط كما الدرجة/ المرتبة الأولى محاطة على هذا الكوكب ووراء تلك الدائرة الإحاطة هنالك إحاطة أخرى. عليك أن تولد في شروط مختلفة. كل مرة ترتقي وتصعد إلى الأعلى عليك أن تولد في ظهور (تجلّي) جديد آخر مُجَهّزاً للعبور إلى الأعلى وذلك الذي انتقل إلى أعلى سيكون في مجالات ملك لا مرئية مجالات مجهولة ثم ينتهي / يفنى ويأتي ظهور جديد آخر حين تصل إلى كل مكان (لا مكان) ولا زمان (حيث لا مكان ولا زمان) وجودك يصبح في مرتبة أعلى وأعلى وأعلى في كل وقت عليك أن تكون في وجود جديد لن يكون نفس وجودك القديم. الله تعالى يعطيهم هذا.
لذلك نقول يا مرشدنا الذي يوجّه هذا الكوكب أرجوك امنحنا شيئاً من الفهم والمعرفة لنفهم ونعرف وهو يقول: أيها البشر الذين يعيشون على هذا الكوكب حين تنتهي مدة حياتكم هنا وتتركون الهيكل العظمي هنا، وجودك الملائم على هذا الكوكب يُؤخذ إلى أعلى وفي تلك المرتبة سَتُرى في شخصية أخرى. وهذه من المستحيل أن تُعرَف حتى تصل إلى هناك.
لذلك الله تعالى يمنح لحبيبه وأشرف خلقه ليلة المعراج وَيُريه بعض أسرار الوجود التي سيصل إليها البشر ويكشف له ويظهر له حتى وصل إلى أعلى مقام أعلى مرتبة التي فيما وراءها لا أحد يعلم ماذا هناك. أعلى محطة لوجودنا هو مقام جبريل عليه السلام. حين تصل إلى هناك عليك أن تتوقف إذا تجاوزت ستحترق في إحدى الثقوب السوداء أو الثقوب البيضاء. يبتلعك وتنتهي.
لذلك قال جبريل للحبيب حين قال له " تعال معي". قال " ليس بوسعي لو تقدمت مقدار شعرة لاحترقت" لأن شخصيتي أو التجلي الذي أنا فيه يصل إلى هنا بعد ذلك سيحترق وينتهي. لأن الأنوار التي خاض ودخل فيها الحبيب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم لا أحد من الخلائق يمكنه أن يخطو فيها خطوة واحدة. هذا المقام هو فقط لواحد لا ثاني له. لن تجد هنالك ثانٍ لا. فقط واحد. حين وصل خاتم الأنبياء وباقي المراتب تنتهي، وفقط واحد يصل إلى الحضرة الإلهية. فقط واحد يصل إلى هذه المحيطات الإلهية اللامتناهية ورب الحضرة الإلهية سأل "من أنت؟" وفقط واحد يمكنه أن يخاطب ربه وجهاً لوجه: "من أنت؟" والإجابة كانت من ذلك الواحد أنتَ يا ربي. لذلك يقول (صلى الله عليه وسلم) لا أحد هناك سوى الواحد ، لا اثنين (لا إثنينية). لا أحد بوسعه أن يعرف عن هذا المقام . مستحيل. لذلك حين سُئِلَ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم " من أنت؟" قال "أنت". لا أحد إلا واحد . لا اثنين. لأنه لا يمكن أن يكون هناك اثنين. لا. فقط واحد.
ليغفر لنا الله ويهب لنا بعض الفهم . وهذا فقط أشبه بالسطح الخارجي لمناطق مجهولة ، محيطات مجهولة، مجالات مُلك مجهولة، والملك سيختفي.
كل شيء سيختفي (ويفنى). هذا هو مقام التوحيد. للقبول بأنه فقط ثمّة واحد، لا ثانٍ ، الكل له (صلى الله عليه وسلم) ولكنه ليس ذلك الواحد. لا.
ليرزقنا الله الفهم. أيها البشر أنتم مخلوقات هامّة جداً. لقد خُلِقتم وَوُهِبتُم فهماً ومعرفة حتى الملائكة لا تصل إليها. لذلك حافظوا على شرفكم ورفعتكم أيها البشر لا تُضيّعوا الشرف الذي مُنِحَ لكم من ربكم. كونوا خلفاء رب السماوات جل وعلا. حين تصل إلى تلك النقطة ستجد نفسك في مناطق مجهولة ، مجالات ملك مجهولة، محيطات مجهولة. أوه .. أوه. لن تكون عندها سمكة صغيرة في مكان واحد في المحيط. ولكن حين يصل العبد إلى الوجود الحقيقي يعرف عن نفسه أنه في كل مكان مع ربه.
ليغفر لنا الله ونسأل الله تعالى أن يمنحنا بجاه الحبيب الأعظم شفاعته في هذه الليلة المباركة أن نُلبَّس بفهمٍ جيّد يأخذنا من أسفل سافلين إلى أعلى المقامات. وهذه الفرصة قد أعطيت للبشر مرة واحدة. لا تظن أنها ستُعطى مرة أخرى للعبور والانتقال إلى تلك المراتب والدرجات. لا.
لن تكون هنالك فرصة أخرى .لا يمكنك الرجوع مرة أخرى. لا. إنها مرة واحدة لذلك الذي يصل إلى وجوده الحقيقي في المراتب السماوية. انتهى (يفنى يصل إلى الخلود/ الأبدية).أما الذي لا يصل فسيختفي وينتهي (يصير هباءً منثوراً). ليمنحكم الله خلال هذه الليلة الشريفة شيئاً لتفهموا عن كرم الله تعالى وقدرته وسعته ومحيطات القدرة اللامتناهية التي تجعلنا نقف على هذا الكوكب وتعطينا فهماً على هذا الكوكب وكواكب لا تُحصى في هذا الفضاء.
الله الله الله الله الله الله عزيز الله
الله الله الله الله الله الله سبحان الله
الله الله الله الله الله الله سلطان الله
لأن قوانا السماوية مشغولة بأماكن مقدسة في الحجاز على عرفات وهي مشغولة بالحجّاج ترحب بهم لأن الناس غير قادرين على الوصول إلى مرتبة يسمعوا فيها ترحيب الله تعالى. الملائكة تُرحّب والأولياء يُرحبّون أيضاً وكلهم مشغولين بحماية كل حاج ليكون محفوظاً وحتى لا يضيّع فرصته في هذه الليلة الشريفة (ليلة عرفة) ونسأل أن يمنحنا الله تعالى لكل واحدٍ منا ملاكاً ليكون (بدلاً منه) على ذلك الجبل المقدّس ليقوم بما هو مُشّرف للمسلمين والمؤمنين وليقول لبيك اللهم لبيك لبيّك لا شريك لك لبيّك. إنّ الحمدّ والنعمةَ لك والملك لا شريك لك. الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. فاتحة
(40) دقيقة يكفي إنه محيط ثقيل ندخله في هذه الليلة الشريفة. لذلك إنها محيطات قوة حقيقية تُفتَح في هذه الليلة المباركة وتدخل في قلوبنا أيضاً لإيقاظ الناس أو لجعلهم إذا كانوا أمواتاً لجعلهم أحياءً . لا شيء يجعل المرء حَيّاً سوى القوى السماوية التي تسعى نحو المؤمنين وتسري فيهم حتى يصبحوا متيّقظين وأحياءً ويصلوا إلى الحياة الحقيقية في الحضرة القدسية.
دُم دُم دُم دُم دُم دُم دُم دُم
دُم دُم دُم دُم دُم دُم دُم دُم
فاتحة
السلام عليكم عيد مبارك. سنوات كثيرة نسأل أن نكون مع المهدي عليه السلام لنصل إلى الليالي الشريفة في عرفات. حقاً لا يمكنني إعادة ما قلته الآن كما قلته، لأنه قد مضى وواردات جديدة أتت. لا يوجد نسخ متشابهة. لا. الواردات تمضي وأخرى جديدة تأتي. كل لحظة فيض جديد يأتي لجاه وشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. اللهُ يعلم.