بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يخاف العالم من الصين؟
مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره
صحبة الجمعة 20 أيار 2011
(مولانا الشيخ ناظم يقف)، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، حبيبك ورسولك، يا رب العالمين زده عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً، يا أكرم الأكرمين، اغفر لنا بجاهه عندك، تب علينا يا تواب يا الله! (مولانا يجلس).
مدد يا رجال الله، مدد يا أولياء الله! أمدونا بمددكم، يا رب العالمين، نحن عبيدك الضعفاء، فقوّنا يا ربنا على أعدائنا، خذهم أخذ عزيز مقتدر، يا جبار يا قهار يا الله!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحيم. السلام عليكم أيها الحاضرون اسمعوا وعوا! .. اسمعوا كلام أنبياء الله وأوليائه الصالحين وعوا ما يقولونه لكم، يمدكم ربكم بمدد من السماء! اسمعوا كلامهم، ولو أنهم بعثوا إليكم حماراً ليحدثكم! فأنا لا أدعي لنفسي المعرفة أبداً، ولا أقول أني جئت معلماً لكم. ما أنا إلا أضعف عبد من عباده. ولكن عندما يأتينا مدد من عندهم بقدر ذرة، نقدر على أن نقيم الدنيا ولا نقعده، ونقلبها رأساً على عقب. وهذا أمر سهل بالنسبة لهم. والقوى الربانية لا يمكن قياسها. حتى الذرة يمكنها أن ترفس الأرض وتقلبها رأساً على عقب، وذلك بقدرة الخالق. بأمر من خالقها يمكن للذرة الصغيرة، برفسة واحدة، أن تخرج الأرض من مدارها، لتهيم في الفضاء الواسع. ولكن الناس غافلون في هذا الزمان. كل واحد على وجه الأرض يعمل على هواه، والتكنولوجيا ساهمت في ذلك كثيراً.
أيها الناس! هناك ثمة أمور كثيرة كلفوني أن أذكركم بها، فقد تفشى داء الغرور بين الناس، ظانين بأنهم يملكون ثمة قوة. إن كانت ذرة صغيرة، بإمكانها رفس الكرة الأرضية وإخراجها من مسارها، لتتيه في الفضاء الشاسع، فما بالك بذرات، لا يحصى لها عدد، تحيط بنا وبأرضنا؟ إذا جاء الأمر إلى الذرة، أن "ارفسها!" فقبل أن ينتهي خطاب ذلك الأمر، تكون قد أفنت تلك الذرةُ المجموعةَ الشمسية بأكملها، أو أدخلتها بركلة قوية داخل ثقب أسود. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر! (مولانا يقف تعظيماً لقدرة الخالق جل وعلا، ثم يجلس) .. الله الله .. ولكن الإنسان متغطرس مغرور. وأصل الغرور من الشيطان. وهو الذي يوقظ الغرور في نفوس الناس. وما نقوله الآن يضعف كيد الشيطان ويحطم كل حيله.
ولكن هل من الضرورة، أن يخاطب ربنا جل وعلا، بنفسه تلك الذرة، ليبلغها بهذا الأمر؟ بل يكفي أن يبلغها أحد الأولياء بهذا الأمر، نيابة عن أشرف الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،(مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم)، زده يا ربي عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً، (مولانا يجلس). ثم تقوم تلك الذرة بإنفاذ المهمة.
ولكن الناس سكارى. ومتى أصبحوا سكارى أصبحوا غافلين. والغافل بعيد عن التفكير. وقد وردت مئات المرات في القرآن الكريم آيات كريمة تحثنا على التفكير، {أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ}، {أَفَلاَ تَذَكَّرونَ}، {أَفَلاَ تَعْقِلوُنَ} .. ولكن لا حياة لم تنادي.
والسكر نوعان؛ السكر التقليدي؛ وهو السكر من شرب الخمر، وسكر الفكر؛ وهو ما يقوم به الشيطان من حشو العقول بالأفكار الملوثة. وللأسف، وقع معظم الناس في فخاخه وسكروا من خمر الشيطان. والشيطان لا يقدم للناس كؤوس الخمر ليسكروا، بل يحقن نفوسهم بشيء يسكرها. فالمرء عندما يسكر لا يعير أدنى اهتمام بأنبياء الله، ولا بما جاء من عندهم. بل يتكلم في عجرفة ويقول، " .. ها أنا ذا .. أنا لا أحتاج لأن أؤمن بشريعة الله، بل أتدبر أموري على طريقتي .."
هذا هو الحال الذي يسود دول العالم. صمّت آذان الناس، وحتى في العالم العربي والإسلامي، عن الرسالات التي نزلت من عند الله جل وعلا، والتي قام بها الأنبياء عليهم السلام بتبليغها. والقرآن الكريم نزل بشرع الله. ولكنهم ما زالوا في مصر والشام وفي العراق وتركيا وإيران واليمن وسودان وتونس والجزائر، وفي الدول الإسلامية الأخرى مثل باكستان وبنغلادش وأفغانستان مصرين على الديمقراطية ولا تسمع أحداً من هذه الدول يطالب بتطبيق شريعة الله. من أين جئتم بالديمقراطية يا شياطين؟ وما هدف النظام الديمقراطي، إلا أن يجعل الناس عبيداً للجبابرة الطغاة الجهنميين. وهؤلاء لن يفلحوا أبداً بعد شهرهم هذا!
سيدخل رجب، شهر الله الحرام بعد حوالي 15 يوماً. بعدها لن يفلحوا أبداً، بل ينتهي أمرهم! لقد أضاعوا فرصتهم لاستيعاب شريعة الله. وبدلاً من ذلك فتحوا الباب للأفكار الشيطانية. ولكن الوقت حان لإغلاق ذلك الباب. انتهى! حتى أولئك الذين أقاموا الدنيا وأقعدوه وادعوا بأنهم، "أنصار الإسلام"، لا يسعون في تحقيق وتطبيق الشريعة. بل يقومون بعمليات إرهابية في مختلف دول العالم. لم أسمعهم مرة واحدة يتحدثون عن رغبتهم في تطبيق شريعة الله. فليترك هؤلاء بلاد الكفر وشأنها، وليصبوا اهتمامهم على بلدانهم؛ البلدان الإسلامية، ولينظروا أياً من هذه البلدان ينادي بالشريعة؟ الويل لهؤلاء! يرمى بهم في سابع دركات جهنم، لإعراضهم عن شريعة الله.
حتى مصر، قائدة الأمة الإسلامية لا تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. لأن أعظم وأهم شيء يتوجب على المسلمين القيام به لتطبيق الشريعة، تعيين إمام أو سلطان يجمع تحت رايته كل البلدان الإسلامية، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. ولكن حب الدنيا وحب الرياسة يقفان حائلاً أمامهم لتحقيق ذلك. فكل واحد يهوى أن يكون له عرش يجلس عليه.
لماذا تخاف كل الدول من الصين وتحسب له ألف حساب؟ فعندما يعلن الصين تضامنه مع سوريا ويرفض أي تدخل ضد الحكومة السورية، فالجميع يتخوفون. حتى أمريكا والإتحاد الأوروبي وروسيا ترتعد فرائصهم خوفاً من التنين الأصفر. فلماذا يخافون منهم ولا يخافون منا؟ لأنهم بلغوا تقريباً البليونين. ونحن المسلمون وصل عددنا أيضاً تقريباً إلى البليونين. فلماذا يخاف العالم من الصينيين ولا يخافون من المسلمين؟ لأن الصينيين تحت إمرة رجل واحد. إذا قال رئيسهم، "الحرب!" فالجميع يطيعه. وإذا قال، "السلام"، فالجميع يتبع أوامره. والمسلمون يبلغون هذا العدد، ولكن لا يوضع لهم أي اعتبار، ولا يُحسب لهم أي حساب، فلماذا؟ لأنهم كتنين له خمسون رأساً وليس رأساً واحداً. ولهذا السبب لا يحسب لهم أي حساب. الويل لكم أيها المسلمون، إن لم تتحدوا وتتفقوا على حاكم واحد يلي أمركم! سوف يبعث الله من يلقنكم درساً ويعلمكم كيف تضعون العالم تحت سلطتكم!
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقوُا}، (آل عمران:103). إن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه العزيز، أن نتمسك بشرعه المتين الذي أُنزل إلينا، وأن لا نتفرق. ولكننا ابتعدنا عن شرع الله سبحانه وتعالى ونبذناه وراء ظهورنا، ثم تفرقنا. فبعد أن تفرقنا إلى أربعين دولة أو أكثر. لم يعد لدينا قيمة.
دمشق تعتمد على الصين. وآخرون يعتمدون على الولايات المتحدة. والبعض الآخر لا ينحازون لا إلى هذا ولا إلى ذاك. فلم الانحياز، والإسلام يدعو إلى الجماعة. قال خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، "يد الله مع الجماعة"، (رواه البخاري). معنى هذا الحديث، إذا اجتمعت كلمتكم واتحدت أطرافكم سيؤيد الله سبحانه وتعالى وحدتكم ويمدكم بمدد من السماء. ولن يغلبكم أحد ولو كانت سبعة أضعاف الصين قوة.
"ولن يُغلب اثنا عشر ألف من قلة"، (أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس). أليس هذا الكلام عربياً يا علماء العرب؟ "لن يُغلب من أمتي اثنا عشر ألف من قلة". معنى الحديث، إذا اجتمع اثنا عشر ألفاً من المؤمنين الصادقين، فليس هناك قوة يتغلب عليهم، ولو اجتمع كل العالم ضدهم. ونحن اليوم نعد حوالي البليونان ومع ذلك نرتعد من الخوف. فماذا يمكن أن يدبر النصارى واليهود من مؤامرة ضد المسلمين؟ لا شيء. بل {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ}، (الشورى:16).
وأولياء الله يناشدونكم ويقولون، لماذا تخافون من أسلحة الكفار؟ رجل واحد منكم أيها المسلمون، قادر على أن ينسف التكنولوجيا التي يملكونها، بنفخة واحدة. ولهذا عندما يأتي سيدنا المهدي عليه السلام يشرع بالتكبير، (مولانا والحاضرون يقفون للتكبير)، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، (مولانا يجلس).
عار عليكم يا حكام المسلمين، أن تقاتلوا شعوبكم المسلمة في دمشق، في مصر، في ليبيا، في اليمن، في تركيا، في العراق، في إيران، في تونس وفي الجزائر. عار عليكم، كيف يقاتل المسلم أخاه المسلم. أفلا تقرأون القرآن الكريم؟ والقرآن الكريم يتحدث عن وجوب قتال الكفار وليس قتال المسلمين. فكيف تقتلون من قال، لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أولئك القتلة استحقوا الموت. وموتهم سيكون شديداً. ينتزع منهم أرواحهم انتزاعاً وهم يصرخون. وسوف ينتقم الله منهم على كل روح أُزهقت بأيديهم. وهذا هو الإسلام. أشعر بالأسى على الذين يقومون بعمليات انتحارية. فقتل النفس وقتل الأبرياء من الناس حرام ولا يجوز شرعاً، والإسلام بريء من هذا. فالإسلام دين مفتوح. وإذا وقع قتال بين المسلمين وبين أعدائهم، فليكن وجهاً لوجه، فمن نال تأييداً من الله ارتفعت رايته، ومن نال تأييداً من الشيطان نكست رايته.
أيها الناس! لو جلسنا هنا إلى الأسبوع القادم أو إلى الشهر القادم أو إلى العام القادم، فلن ينتهي كلامنا. ولكن من المؤسف أن الناس سكارى ولا يعيرون أي اهتمام بما تقوله الشريعة، ويتسببون في اتهام غير المسلمين للإسلام. أولئك سيكون عقابهم أشد من غيرهم بسبعين مرة. الله أكبر! .. الله أكبر!
أيها المؤمنون .. أيها المسلمون، تعالوا واستمعوا إلى كلام من عند رب العالمين! إن كان أي خطأ فيما قلته، وهو أعلم به، فليأخذ روحي! وإن كان كلامي هذا حقاً ولم تقبلوا به، فأرواحكم هي التي ستؤخذ! رجب شهر العجائب. في ظرف سنة واحدة سينخفض عدد سكان العالم من خمسة بلايين إلى بليون واحد.
لا تتبعوا الشيطان وعملاءه، ولا تتبعوا الدجال! الكل حر في اختيار طريقه، ولكنني أخاف عليكم، وأحذركم من عاقبة ذلك. اعلموا أنكم يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهرٍ وسنة بعد سنة تقتربون من نهاية حياتكم وتدخلون حياة الآخرة. فتعالوا أيها الناس، واقبلوا بالحقائق! وخاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام)، علمنا حقيقة الإسلام فاتبعوه، وإلا يصيبكم عذاب من السماء يهلككم. غفر الله لنا.
أيها الناس! استغفروا الله كل يوم ولو سبعين مرة. ولا تشهروا بأسلحتكم في وجوه الأبرياء والصغار والكبار والعجائز والنساء! فهذا ليس من شيم المروءة. وليكن وجهتكم إلى الله، واسعوا في الطلب وراء أولياء الله واحرصوا على اتباعهم! فهؤلاء لا يخيفهم التكنولوجيا ولا الصواريخ النووية. غفر الله لنا! آمين.
أيها الناس، فكروا في هذا الأمر! .. الله الله .. توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله. تبنا ورجعنا إليك يا ربي .. أمان يا ربي، ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله، أعداء الله جل وعلا وأعداء حبيبي عليه الصلاة والسلام وعساكر الشيطان. غفر الله لنا! آمين. السلام عليكم. الفاتحة.
وفي الأثر، "أعط كل ذي حق حقه"، (رواه البخاري)! فلكل مخلوق يمشي على وجه الأرض، حق ولا يجوز اغتصابه بالقوة أو التعدي عليه. والله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان وأعطى له حقه. ونحن نسعى لتغيير كل شيء ما بين المشارق والمغارب وما بين الشمال والجنوب، ونسعى لصيانة كرامة الناس جميعاً وإعادة حقوقهم. نحن لا نقبل أبداً الفراعنة ولا النماردة ولا أمثال أبي جهل ولا الجبابرة. علينا إعطاء كل ذي حق حقه وإعادة كرامة كل إنسان. السلام عليكم. الفاتحة.
الشيخ نبيل: هناك جماعة من إسبانيا يعتزمون الرحيل الليلة وهم يريدون أن يجتمعوا بك.
(مولانا الشيخ هشام يعطي البيعة بأمر من مولانا الشيخ ناظم الحقاني).
مولانا الشيخ ناظم: اللهم ثبتهم على الحق، اللهم ثبتهم على الحق، اللهم ثبتنا على الحق، بجاه من أنزلت عليه سورة الفاتحة.