مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء
الفاتحة.
دستور يا سيدي
لا إله إلا الله, لا إله إلا الله, لا إله إلا الله, سيدنا ونبينا ومولانا محمد رسول الله. زده يا رب عزاً وشرفاً, نوراً وسروراً, ورضواناً وسلطاناً. فاكتب شهادتنا عندك يا ربنا, نحن مؤمنين مسلمين مطيعين عابدين, اجعلنا زاهدين يا رب العالمين.
السلام عليكم أيها المستمعين! الذين يمنحون من وقتهم القليل لحياتهم الأبدية. أُعطيتَ 24 ساعة في هذه الحياة القصيرة. ولكنك لا تحرص أبداً, على تخصيص دقيقة واحدة من وقتك لربك, من الأربع وعشرين ساعة, التي منحت لك. وتدعي أنك ذكي للغاية, وصاحب شهادة جامعية. حاول أن تنال شهادة سماوية, ولا تحاول أن تناله هنا, في هذه الحياة المزيفة, لا.
نطلب من سيدنا الجليل, المسؤول عن كل شيء يحدث في هذه الدنيا ... !
ربما يقول بعض الناس, كيف يكون شخص واحد مسؤولاً, عن كل شيء في هذه الأرض؟ هذا أمر جليل! " وَمَا ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ". إنها ليست مسألة صعبة, أن يعطى الذرة الواحدة السلطة لتوجيه هذا العالم. وقد ورد في القرآن الكريم عدة مرات, ربما 70 مرة, يقول الله سبحانه وتعالى: "لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون". التفكير, هو السبيل للوصول إلى المعرفة الحقيقية. بدون تفكير, لن تجد طريقاً إلى الفهم الصحيح. يكفي لله عز وجل, أن يعطي الأمر لأصغر, أصغر بكثير عدة مرات, من الذرة!
الله سبحانه وتعالى, يوجّه خطابه لكل شيء. ولكن, ما يوجّهه من خطاب للإنسان, يختلف عن ما يوجهه لسائر الخلق. والأمر الذي يوجهه إلى الذرة, شيء آخر. أمره المقدس سبحانه وتعالى, يصل إلى كل شيء. إذا أراد لشيء أن يكون, يقول: "كن", فيكون. "كن ذرة", فيكون. "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ". "أنت كن كوكباً, أنت كن مجرة, أنت كن ثقباً أسود في الحال, فوراً, قبل أن أنتهي من أمري, يجب أن تكون موجوداً".
(مولانا يقف), سبحان الله, يا ربنا, يا ربنا! (مولانا يجلس).
شرف الإنسان بعلمه وفهمه. الإنسان الجاهل, لا قيمة له. على حسب فهمه, يكرم الرجل. ولكن عندما, تبذل جهداً أقل, وأقل, وأقل, ستكون صفراً خلف الواحد. وهذا الصفر بذاته, إن وضعته على يمين الواحد يكرم. ينال قيمة ورفعة وإن وضعته خلف الواحد, يفقد كل شيء, لا قيمة له. نحن الآن صفر, أمام الواحد على يمينه. كلٌ يحاول أن يصبح شخصاً مهماً أو شيئاً مهماً. هناك أصحاب اليمين, وهناك أصحاب الشمال, "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِين. وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ" ولكنهم لا يفكرون, أنك إذا أردت, أن تصبح شيئاً, يجب أن تكون من أصحاب اليمين. أصحاب اليمين, رزقوا شيئاً من رب السموات, من الخالق ـ 10, 100, 1000, 10,000, 100,000, ملايين, بلايين, تريليونات, كترليونات, وهكذا يستمر ... وهذا عطاء من رب الخلائق.
كل المخلوقات تسبح ربها, بأعظم التسبيحات, لأنهم يريدون شيئاً من عطاء ربهم. ورب السموات يرزقهم شيئاً, شيئاً, شيئاً. وهذا الرزق, ليس من مملكات الله عز وجل, اللامتناهية. لا. إنما ذلك مظهر, مثل النظر في المرآة. تنظر فتجد نفسك فيها. ولكن, ما تراه عبر المرآة, ليس حقيقياً, لا. إنما الحقيقة هنا. ولكن, ما تراه في المرآة شيء, يمكنك أن تراه, أو يمكنك أن تلمسه. ووجودك المنعكس في المرآة, لا يعني شيئاً, وليس له قيمة. ربك سيمنحك وجوداً ولكن, ليس كوجودك في المرآة. سيجعلك ربك تنظر في المرآة, وخارج المرآة لا يمكنك أن توجد. غفر الله لنا.
أيها الناس, السلام عليكم! أنا عبد ضعيف مثلكم, ولكن ما يمنح لي من فهم ...
الفهم ليس مادة. الفهم دائمأً يزيد ويزيد ويزيد, ليس له بداية أو نهاية. يمكنك أن تجري وراءه. ولكن, ما نعنيه في قولنا بـ "ليس له بداية ولا نهاية", أي ليس كوجود ربك, الموصوف بـ "القدم والبقاء", أي استمرارية الوجود, من الأزل إلى الأبد. لذلك, لا أحد يعرف ما هو "الأزل" وما هو "الأبد". لذلك, أيها الناس! جميعنا, يجب أن نحاول أن نفهم شيئاً ما, يمكن لعقولنا الواسعة, أن تستوعبه.
لذا, نقول, السلام عليكم! ... يا رب الخلائق!
بين كل اثنين, هناك ارتباط. لا أحد, يمكنه العيش لوحده. كل ذرة مرتبطة بأخرى عن يمينها, وأخرى عن شمالها, وبأخرى أمامها وأخرى من خلفها, وبأخرى من فوقها وأخرى من تحتها. ويجب أن تعرف كل واحدة منها, بأية صيغة تسبيح جليل, تسبح الله سبحانه وتعالى. ويجب أن يكون هناك, انسجام وتناغم بين الكل. الانسجام الذي بين ذرتين, أو أربع, أو ست ذرات, تحتار منه العقول. عظمة القدرة الإلهية! وهذا مما خُصّص للخلق. وليست عظمة "الذات", لا. لا.
تنسجم الذرات وتأتلف بنظام دقيق, متراكب. الذرة الواحدة, محاطة بست اتجاهات. إذا خرج أحدهم عن مكانه, لن يستمر هذا المخلوق في الحياة, بل ينتهي. أستعيذ بالله, " إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالتا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَليماً غَفُوراً". أسأل الدكاترة والعلماء, وخاصة علماء السلفية, وكذلك أسأل النصارى المثقفين, ماذا فهمتم من هذه الآية الكريمة, "إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ ..."؟ ائتوني بتفسير, كيف يمسكهما رب السموات؟ كيف؟ رب واحد, رب السموات, الخالق, الذي خلق الأرض والسموات. كيف يحتفظ ويسيطر على كل شيء فيهما. حتى الذرة وما هو أصغر من الذرة, في قبضة خالقه سبحانه وتعالى. وإن لم يمسك الله سبحانه وتعالى كل شيء في يديه الكريمتين, لما بقي شيء في الوجود ولزال كل شيء وانتهى. لذا كل شيء, حتى الذرة أو ما هو أقل من الذرة, يتم ضبطه باتجاهاته الستة, بقدرة الخالق سبحانه وتعالى, ليستمر في الوجود."وَلَئِنْ زَالتا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَليماً غَفُوراً".
يا علماء السلفية, اسمعوا, اسمعوا وحاولوا أن تفهموا. إن لم يحفظ الله خلقه, ويرعى شؤونهم, فلن يكون هناك أحد في الوجود. يجب أن يرعاهم ويحفظهم. محيطات القدرة الربانية تمسك كل شيء, من جهاته الستة, كي يظهر في الوجود. لذلك معنى, لا إله إلا الله ... هؤلاء الذين يطلبون الولوج إلى المحيطات المجهولة, إلى محيطات العلم الإلهي, يقولون إن لم يحفظ الله عز وجل كل شيء في وضعه, لزال كل شيء واختفى من الوجود, أو وصل إلى محيطات القدرة اللامتناهية, وانتهى. هو يقول "كن", وكل شيء في الوجود يكون.
أيها الناس, السلام عليكم! نسأل السلامة والفهم الصحيح, عن أنفسنا, وحول أنفسنا, أو حول ما يحيط بهذا العالم. أستعيذ بالله,"وما قدروا الله حق قدره". لا أحد يعرفه. لذا أمر الله عز وجل خاتم أنبيائه وأشرف رسله, أن يطلب منه, "وَقُلْ رَبِّ زِدْني عِلماً". إلى أين تتجهون, أيها المسلمين؟ ماذا يطلب الله عز وجل من أشرف عباده, "يا أكرم عبادي, أطلب مني أن أزيدك علماً ومعرفة, ولا تسألني عن شيء آخر". هذا العلم المخصص للخلق. من هذا العلم, يمكنك أن تصل إلى مرتبة معرفة وجود ربك. هناك الكثير من العلوم في عصرنا. لا تسأل, لماذا هذا, أو لماذا ذاك؟ كل فرع من فروع العلم, إذا كان "علماً", يرقى بك إلى معرفة وجود رب السماء.
هل أنت تدرّس طلابك أن جميع العلوم توصلك إلى معرفة الوجود المطلق لرب الخلائق؟ هل أنت تدرّس هذا؟ لا. ماذا تدرس إذن؟ أنت تدرّس, مثل, "روى أنس بن مالك, روى معاذ بن جبل, روى أبو هريرة! ولكن , ماذا جاء في هذه الأحاديث؟ هل تعلم عن أي علم يتحدث وما يراد به أن يصل إلى الناس؟ أنا لست حافظاً للأحاديث الشريفة. ربما, أحفظ 10 أحاديث أو 20 من الأحاديث الشريفة. ولكن, كل شيء حفظته من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم, محيط بذاته, لا نهاية له. محيط من العلم والمعرفة اللامتناهية, ترقى بك إلى حضرة الوجود الرباني. تأخذك من نفسك, لتمثل بين يديه, مواجهاً حضرته. "تأخذك من نفسك" معناه, تصبح لا شيئاً. وعندما تصبح "لا شيء", تظهر لك علامات وجود ربك, الله عز وجل. إذا كان علمك لا يوصلك إلى أي هذه المرتبة, لن تكون قادراً على فهم أي شيء عن خالقك. وهذا أيضاً, بحر عميق. لذلك, الذرة أو ما هو أقل من ذرة, كلٌ يقودك إلى وجود خالق كل المخلوقات. ولا يمكنك أن تقول, "تعلمت هذا, أو ذاك". ولكن, عليك أن تتبع السبيل الذي يوصل العباد إلى الحضرة الإلهية.
الله الله, الله الله. ونقول, أيها الناس! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا رب! إحفظنا من الشيطان, ومن أعوانه, لأنهم يفسدون مفاهيمنا, ولا يتركون لأحد فهما صحيحاً, أو فهماً كاملاً. وأول شيء يجب أن تتعلم, "معرفة الله". واجب عليك أن تعرف عن خالقك. ربما, ترتقي وتصل إلى درجة, فتقول, "يكفي بالنسبة لي هذا الحد", لا. وراء كل أفق, يظهر أفق آخر. لذلك, هناك محيطات لا متناهية, عن معرفة الله, عن وجود حضرة الله سبحانه وتعالى, لن ينتهي إلى الأبد. لذلك, من الغريب, أن تنظر وترى وتتعلم أشياء, لم تمر من قبل, ولن تمر من بعد. كل وقت, كل دقيقة تأتيك واردات, واردات سماوية, وهذا لا ينتهي. يمكنك دائماً أن تحصل على الواردات السماوية, وهذا يمنحك المتعة. كلما فُتحَ لك شيئاً من الواردات, تجد جمالاً وانتعاشاً وعذوبة, لن ترغب بتركها أبداً. وستظل تجري وراء هذه الواردات, لتجد مزيداً من السعادة والانتعاش والعذوبة في نفسك, فتحظى بتكريم لم يخطر في بالك. لذلك, هناك أمر من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس, أيها الناس! كونوا على استعداد أكثر لتفهموا من المقامات السماوية, لتحصلوا على متعة دائمة, لا تسأم منها أبداً. في كل دقيقة وفي كل ثانية رؤية جديدة, واردات جديدة, وعلم ومعرفة جديدة, لم يمر عليك من قبل.
أيها الناس! يجب علينا, أن نحاول أن نتعلم المزيد, لذلك مطلوب منا مرافقة أصحاب العلم الذين يعرفون عن هذه الحياة وعن الآخرة. لكي نحظى بذوق جديد وتسبيح جديد, وقوة ربانية جديدة, من القوة التي, خصص بها الخلق. أنا لا أتحدث عن محيطات القوة الإلهية, المخصوصة لله عز وجل, لا. ولكن ترزق قوة خاصة بك. وسيكون لك ولمن هو في نفس الدرجة. لهذا, أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, (يقف مولانا), أن يقول: زدني علماً, "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً". زدنا يا رب, زدنا يا رب! لأن العلم يطهر جسدنا وعقلنا, ومعرفتنا, وينوّرنا. وهذه الأنوار سوف تشع من خلال أجسامنا, كالشمس وكالقمر وكالنجوم. حاولوا أن تصبحوا شموساً سماوية, أو نجوماً سماوية, تمنحكم متعة وقوة, في هذه الدنيا وفي الآخرة. غفر الله لنا.
الله الله, الله الله, الله الله, عزيز الله
الله الله, الله الله, الله الله, سبحان الله
الله الله, الله الله, الله الله, سلطان الله, جل جلاله
الفاتحة
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم, دوم دوم
غفر الله لنا, بجاه أشرف الخلق في الحضرة القدسية, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, (مولانا يقف, ثم يجلس).
أيها الناس, أيها الناس, أيها الناس! قبل التوبة, على الأقل, حاول أن تحضر مثل هذه المحاضرة وأن تسمع خطاباً غير عادي من محيطات العلم, لتنال شرفاً ونوراً.
محيطات لا متناهية. عندما تُدعى إلى وليمة, لا تأكل كل ما يوضع. "الذي قسم لك حاصل لديك", عليك أن تأخذ, ما خصص لك, في الحضرة الإلهية, وعليك أن تفهمه. الأحياء, يأكلون ويشربون. ولكن, الأموات, لا يطلبون شيئاً من هذا.
يا ربنا! لا تجعلنا من الأموات, ولكن نسألك أن ترزقنا من حضرة قدسك قوة الحياة الحقيقية لنبقى في حضرتك إلى الأبد, في هذه الدنيا وفي الآخرة.
الله أكبر وأجل!
الله الله, الله الله, الله الله, عزيز الله
الله الله, الله الله, الله الله, كريم الله
الله الله, الله الله, الله الله, سبحان الله
الله الله, الله الله, الله الله, سلطان الله
يا رب شكر, يا رب شكر! لا تحرمنا يا رب, من الفيوضات الربانية التي أكرمت بها عبادك الصالحين.
لا تجعل مستوانا من مستوى الحمير.
الفاتحة.