القطب الغوث الشيخ ناظم عادل الحقان
السلام عليكم:
السلام عليكم تُنزل الرحمة كل مرة تعطي السلام فإن مطراً من الرحمة ينزل من السماء. لذلك قل دائماً السلام عليكم .
يا ربنا يا خالقنا (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) أنت رب السماوات ونحن نحاول أن نعظمّك ونمجدّك يا ربنا يا خالقنا لو لم تَخلِق لم يُخلَّق أحد و نقول الصلاة والسلام عليك يا سيدنا محمد يا سيد الأولين والآخرين ونطلب الشفاعة من الحبيب الأعظم في الحضرة الإلهية.
أيها الناس اسمعوا وأطيعوا وحاولوا أن تكونوا عباداً طائعين لخالقكم لله تعالى إنه أمر مهم جداً لكم ولي ولكل واحد من البشر أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم ينبغي لكل أحِد أن يعلم أننا خُلِقنا ثم أُرسلنا إلى هذا الكوكب لم نُخلَق لِلأرض (أي لنحيا على هذه الأرض) ولكننا سُجِنا في هذه الأرض لأن كل ما هو سيء يؤتي ثماره وكل معصية ثمرتها هي السجن والحبس وحينما تكون مسجوناً فإنك تكون في ظلمة ولا يمكنكِ أن تذوق شيئاً (أي لا طعم لشيء عندها) على الرغم من أنك خُلِقت لتكون سلطاناً في الأرض لتكون خليفة لرب السموات جل وعلا حينما يُسجّن إنسان حُرّ إنسان سعيد إذا ما قام بخطيئة بشيء من المعاصي، وإنا أتكلم عن قوانين يطبقها البشر على الأرض الآن. إذا قام أحدٌ ما بخطيئة أو جريمة فإن الحكومة تقبض عليه وتضعه في السجن. العديد من الناس يأتون إليّ بالشكوى قائلين: " يا شيخ أحد أقاربي أو أبنائي اعتُقِلَ ووضع في السجن أرجوك اطلب لَهُ المغفرة في الحضرة القدسية.
" يا شيخ اطلب له المغفرة في المراتب السماوية التي تعتني بالخليقة. اطلب المغفرة لأقاربنا لأنهم الآن في السجن والسجن هو مكان معاناة للناس يتحملون فيه الشدائد والمحَن".
حينما يقدمون الطاعة والتعظيم لله تعالى فإن السلام يُمنح لهم ولكل أحد، ولكن حين يكسر الإنسان هذه القاعدة ويخرج عن الطاعة ويمضي في الطريق الخطأ فإن المصائب تنصَبُّ عليهم كما ينزل المطر على الأرض
أيها الناس: احذروا من أن تُسجَنوا وَتُحَبسوا من آثار أفعالكم وخطاياكم. إحذروا من القيام بأعمال السوء.
الحكومات تقبض على ذلك الشخص (الذي يتجاوز القانون)وتعتقله وتزجُّ به في السجن حيث لن يكون مسروراً هناك.
ولذا إذا قام أحد بإيذاء مخلوقات الله تعالى إذا قام بشيء ضد الإنسانية مسبباً المشاكل والأذى لخلق الله جل وعلا فإن هناك محكمة سماوية، محكمة في مستويات سماوية. ستعاقب ذلك الشخص الذي يقوم بما يناقض القانون السماوي ثم يأتي أمر من السماء بحبسه وسجنه ، نعم إنها مسؤولية سماوية لأن القيام بأعمال السوء لا يُشرّف البشرية
البشر تم تكريمهم وتشريفهم ولكن إذا خلعوا هذا الشرف وقاموا بأمر غيرُ مُشرّف ولا يتناسب مع ذلك الشرف الذي مُنحَ لهم فإنهم سيؤخذون إلى السجن وسيتم حبسهُ ذلك الشخص وإذا لم يأتِ الحبس؟ هناك سجن في نفسه إنه يُسجن في نفسه، إحذر كن على حذر. إذا أردتَ حياةً طيبة ، حياة كريمة . حياة عذبة. حياة مُشَرفة احفظ نفسك لا تخطو في الطريق الخاطئة.
سبحان الله . الله تعالى يرسل الكثير من الخلفاء الذين هم حقاً يتبعون خطى الأنبياء وكثير من الناس الذين هم على خطى النبي سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، بعد الصحابة، بعد السلف الصالح ولكن أولئك الذين يدعون بأنهم سلف (أي السلفيين) فإنهم خاطئين ويسيرون في الطريق الخطأ ولا يتبعون في الحقيقة السلف الصالح الذين كانوا يتبعون الصحابة خطوة بخطوة.
إننا نقول أنّ أحرص الناس على إتباع خُطى الصحابة الكرام ومن بعدهم التابعين ومن ثم تابع التابعين من كانوا يتبعون؟
في كل خطوة كانوا يخطونها كانوا يتبعون الصحابة ومن بعدهم السلف الصالحين لم يضيّعوا أبداً خطى الصحابة ومن بعدهم كثير من الناس يحاولون إتباع خطى الصالحين، الذين هم عبادٌ مكرمون مُشّرفون في الحضرة السماوية الأكثر حرصاً على ذلك هم السادة النقشبندية الذين هم على خطى الصحابة والتابعين.
أحد أئمة الطريقة النقشبندية سيدنا عبد الخالق الغجدواني قدس الله سره وأعلى درجاته كان يقول" يا أتباعي إنني أتذكر خلال (37) سنة لم أَدُس على نجاسة أو أقفز فوقها وهذه معرفة عميقة منحت له ومن خلاله للأتباع الحقيقيين
" لم أضع قدمي على نجاسة ولم أقفز فوقها أبداً"
إنني حذر ومُتيقظّ على الدوام لماذا؟ "لأكون نظيفاً لأكون نظيفا" أحياناً تضع قدمك على نجاسة وتحاول أن تنظف قدمك من آثارها ولكنني لم أدس على نجاسة أبداً لأنني كنت حريصاً أين أضع قدمي وخطاي. .
(37) سنة كان حذراً ومتيقظاً للغاية بحيث لا يدوس على نجاسة. ما هي النجاسة؟ إنها ما يدعوك إليه الشيطان .
الشيطان يدعوك قائلاً تعال وضع قدمك في هذا المكان . نعم الله غفورٌ رحيم ولكن هذا سوء أدب مع الله عليك أن تحاول وأن تمنع نفسك من أن تقف على نجاسة. ماذا قلنا الآن؟ قلنا حينما تدوس على نجاسة فإنك ستكون قَذِراً. والقَذِر يؤخذ إلى المحكمة والمحكمة تصدر حكمها عليه وتقول: هذا الشخص قام بأعمال سيئة للغاية ضعوه في السجن ولا حاجة لمبنى السجن ذاته.
ولكنهم – الملائكة قد تحبس وتسجن ذلك الشخص حتى لو كان جالساً على العَرش. نعم هذا هو سجنه لا أن يوضع في غرفة ويُغلّق عليه لا .. وقد يُنزِلون هذا العقاب حتى بملك أو مَلِكة أو إمبراطور بحيث أنهم يجلسون على عروشهم ولكنهم يشعرون بأنهم في سجن بأنهم محبوسين.
أيها الناس: لا تدعوا أنفسكم مسجونة والسبب الحقيقي الذي يجعلك في سجن هو قذارتك هو القذارة.
الله خلقك نظيفاً . أيها الناس: ينبغي أن تتعلموا ما هي الحياة الطيبة حياة مليئة بالهناء والسعادة وتأخذك إلى رب السموات حيث ستكون سعيداً وفي مسّرة ومتعة. حاول أن تعلم هذا وأن تتبع هذا الطريق.
ولكن الناس لا ينظرون ولا ينتبهون ويضعون أقدامهم ليس فقط أقدامهم بل أنفسهم يسبحون في محيطات (ليست نظيفة) غالباً الناس يحبون أن يخوضوا في هذه القنوات. قنواتٍ قذرة لا تلقي بنفسك في هذه القنوات وإلاّ ستكون قذراً ابتعد عنها. هذه نصيحة كل الأولياء.
أيها الناس احذروا من السقوط في هذه القنوات القذرة.
لأنك لو غسلت نفسك بعدها بكل مياه القنوات لن تكون نظيفاً وطاهراً. لذلك عليك أن تكون على حذر. ولكن قاداتنا الآن وقوانيننا يسعون لأن يلقوا الناس في هذه القنوات ويطلبون من الناس إتباعهم ولكن سيفاً سماوياً سيأتي ليقطع رؤوسهم سيفاً ربانياً يقطع رؤوسهم لأنهم يقودون الناس في قنوات قذرة. أيها الناس هذا خلاصة ما جاء في الكتب المقدسة.
أيها الناس:" لقد خلقتكم نظيفين . ارجعوا إليَّ نظيفين". ليغفر لنا الله. أيها الناس إننا نقترب من النهاية من مغادرة هذه الحياة. إذا لم يكن اليوم فغداً. إذا لم يكن خلال هذا الأسبوع ففي الأسبوع القادم . إذا لم نغادر هذه الحياة هذا الشهر ففي الشهر القادم. إذا لم نغادر هذا العام ففي العام القادم. يوماً ما سيأتي مَلَك سماوي ليأخذ الأمانة قائلاً لكَ أعطني الأمانة التي سُلِّمت إليكَ نظيفة وأُتمنتَ عليها لتحفظها نظيفة ردّها إلينا . إننا نردّها إلى خالقها".
أيها الناس: حاولوا أن تكونوا طاهرين هنا وهناك وحينما تغادرون هذه الحياة ستكونون في محيطات من الأمن والسعادة والسلام والمتعة والبهجة.
عندها لن يخيفك شيء. لن يؤذيك شيء )لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
ماذا سنقول أيها المستمعين الكرام؟ عليكم أن تفهموا. إنهم يرسلون إليّ إلى قلبي وأنا أرسل إليكم(أي الأولياء) أنا لا أعرف شيئاً. هم فقط يعرفون.
الله يعطيكم شرفاً ورفعة يعطيكم أنواراً لتُعَرفوا أنكم عباده صالحين وأنكم في طريقكم إلى الفردوس إلى الأبد يا ربنا! نأمل من محيطات رحمتك اللامتناهية أن تنظف نفوسنا وأن تهبنا من جنانك اللامتناهية لتكون مكاناً لنا.