Available in: French   German   English   Arabic   Dutch   Go to media page

Mawlana Shaykh Nazim Adil Al-Haqqani Sultanul Awliya | Sunday, Dec 06, 2009 | Lefke CY

كل البشر إخوة

القطب الغوث الشيخ ناظم عادل الحقاني ـ ليفكا, قبرص ـ الاحد 19 ذوالحجة 1430

بسم الله الرحمن الرحيم

دستور يا سيدي

أنت الله, أنت ربنا, أنت وليّنا, لا إله إلا أنت سبحانك سبحانك سبحانك . سبحان الله العظيم وبحمده الكريم , إغفر لنا.

ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر لا إله إلا الله ألله أكبر ألله أكبر ولله الحمد !

ألله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله العظيم وبحمده الكريم بكرةً وأصيلا

لا إله إلا الله ألله أكبر ألله أكبر ولله الحمد!

يجب أن نكون سعيدين وفخورين لأن الله يمنحنا هذا القدر من التكريم. الذي لا يستطيع أحد تقدير بدايته ونهايته. وكل التكريم للأكثر ثناءً والأكثر تمجيداً في حضرته الإلهية, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أعطوا المزيد من الإحترام لتجنوا البركات. الحمد لله, الذي جعلنا من أمة الحبيب. الحمد لله , كل الشكر والمجد لله الذي منحنا هذا التكريم.

أيها الناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

يا خاتم الأنبياء ألف ألف صلاة وألف ألف سلام عليك وعلى آلك وأصحابك يا خير الخلق أجمعين. يا ربي زده عزاً وشرفا ونوراً وسروراً ورضوانا وسلطاناً. هو سلطان. كل المخلوقات مُنحت له فقط, سبحان الله!

ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

يا ربنا نحن ضعفاء. مخلوقات ضعيفة جدا! لدرجة أننا نتعب من الوقوف لمدة خمسة دقائق. وهذا ليس بعذر.علينا الوقوف من البداية إلى النهاية لإكرامك. يا معشر الناس! يا معشر البشر ! نحن نسلم عليكم بقولنا السلام عليكم , فهي كلمات جميلة من السماء الى البشر واستعمالنا السلام عليكم، ذلك السلام من الله خالقكم, الله جل جلاله. السلام عليكم هي رحمة الله أيضاً عليكم. فهي منحة وتكريم من رب السموات الذي يأمر خلفاءه بقولها . السلام عليكم: قولوها دائما للوصول الى مقامات أعلى. السلام ورحمة الله تسموا بكم إلى الأعلى. كلما تقولوها تصعدوا أعلى بالمراتب والمحطات السماوية. لذلك كان يشجع خاتم الأنبياء أمته بتبادل السلام عن طريق استعمال عبارة السلام عليكم ورحمة الله. كما وأن "وبركاته" محيط آخر من نعمه. تلك المنحة السماوية التي نستعملها عندما نلقي التحية على بعضنا بقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الناس تعالوا واصغوا ! نحن نستعمل هذا كمقدمة تبعاً للأمر المقدس من الأولياء. عندما أسأل سلطان هذا الكوكب المسؤول عنه وهو الذي يجلب الر حمة والبركات للناس والمخلوقات التي تعيش عليه. كما أنه يأخذنا لمستوى النباتات,الأشجار, لأن النباتات خُلقت أيضاً لخدمة البشر ولأجل سعادتهم. فهي تجعلهم راضين وتعطيهم السعادة والمتعة والحِكم السماوية. كل ما أوجده الله خُلق من أجل البشرية. رب السموات زيّن لنا الكوكب الضخم بنباتات لا تحصى .

عند زيارتي للبنان, أخذوني لنزهة إلى جبل عالي, أرز لبنان. وزرنا تلة وكانت محمية من إخواننا الدروز. وخاطبتهم بكلمة أخوتي ما يعترض عليه ربما بعض الناس. لا , لا يحق لكم الإعتراض! الله عزّ وجل خلق البشر ليكونوا أخوة وأخوات. وكونوا إخوانا . هذا ينطبق على جميع الأمم. أمر الله جلّ وعلا " أيها البشر عليكم أن تكونوا أخوة وأخوات لأنكم جميعا مجرد مخلوقين." رب السموات خلقكم وهو الذي يعطي كل شخص ميزته. البشر ليسوا كآلة الإستنساخ. الله جلّ وعلا خلق البشر ومنح كلًّا منهم خصوصيته.

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا [13 : 49] (أي جعلكم الله أمماً وقبائل كي تتعرفوا على بعضكم البعض.)

الله جلّ وعلا خلق البشر ومنح كلاً منهم ميزاتهم الخاصة بهم, للدروز بعضها وللعرب واليهود والأتراك والإيرانيين والبنغلادشيين والروس الباكستانيين والهندوسيين. كل فرقة من البشر مُنحت ميزاتها. فراستهم ولغاتهم تختلف. كما أن مظاهرهم وقدراتهم الداخلية تختلف. لا وجود لشخصين متطابقين لأن البشر ليسوا كآلة الإستنساخ. لا, عندما أقول أخواننا الدروز,نعم, هم إخواننا وكذلك العرب والروس الصينيين والأمريكان والمجريين. نحن نقول بأن هناك إثنان وسبعين فئة مختلفة من الناس وكل منهم مُنح خصوصيته. سبحان الله! كما فراستنا تختلف كذلك يختلف وجودنا الداخلي ووضعيته ومظهرنا.

نعم لتتعارفوا. رب السموات يقول: أيها البشر إني أمنح كل أمة ميزاتها ولكل مجموعة خصوصيتها التي تخصهم حصراً لهم. العرب لهم ميّزات تختلف عن ميّزات الأتراك. وجودنا يختلف تبعاً لإختلاف لغاتنا ومظهرنا. ربنا جلّ وعلا يقول:" لتعارفوا", خلقتكم أمما وقبائل مختلفة لتتعرَّفوا على ميّزات بعضكم البعض. ما مُنح للشعب البريطاني لم يُمنح للشعب الفرنسي. وما مُنح الشعب الإلماني من بركات ربهم تختلف, ليسوا مماثلين لما مُنح الروس. والروس ميزاتهم تختلف عن الصينيين التي لا يستطيعوا الوصول اليها ولليابانيون ميّزات لا يستطيع الصينيين وصولها.

إنه مذكور في القرآن الكريم لتعارفوا. عليكم أن تنظروا لتأخذوا الحكمة من بعضكم البعض. الحِكَم لماذا؟ الحِكَم تؤدي بنا إلى فهم الخالق. إذا لا وجود للحِكَم نبقى مقفلين لفهم الخالق. لذلك قوله "لتتعارفوا" هذا أمر مُلزم به. هذا مصري وهذا لبناني وذاك عراقي وهذا تركي وذاك كردي. لا تتكبروا كثيراً وتقولوا نحن أتراك لا أحد يصل لمرتبتنا .لا! الأكراد مُنحوا خصوصيات لا يستطيع الوصول اليها الأتراك. كمثل التاج على رأس السلطان. على ذاك التاج قد تجدون جواهرا لا تعد وكل واحدة لا مثيل ولا بديل لها. تلك هي المثالية لذلك الملك. الله جلّ وعلا خلق البشر وأعطى كلا منهم خصوصيته ليكونوا كالتاج على رأس خاتم الأنبياء, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

لا تُقلِّلوا من قيمة الناس. لا تقولوا "نحن أعلى أُمة ",لا. لديكم بعض الخصوصيات , ما للأتراك يختلف عن ما للصينيين والأكراد حيث أن الميزات تختلف. لا تحقّروا الناس. الناس كلها سواسية, للبعض تيجان ولكن لديهم أماكن ومراكز خاصة على ذلك العرش. لا تستطيع القول الإلماس أثمن ما يوجد على التاج وباقي المجوهرات لا قيمة لها. "أنا الأول وأنت لست بمنزلتي. لا يمكن. الله تعالى هو الخالق, خلق كل أمة وأعطاها ميزاتها التي لا تستطيع الأخرى الإستيحاذ عليها. الروبين يختلف عن اللؤلؤ وكذلك عن الزُمرد والإلماس والياقوت إذ إنهم يتمايزوا عن بعضهم البعض. المجوهرات على التاج لا تتعارك مع بعضها البعض. إذ أن الياقوتة تنظر الى الزمردة وتقول لها "جميلة جداً"ولا تقول لها "أنا أجمل منك". لأن الزمردة تحمل ميزات خاصة بها. كما أن هناك ألوان مختلفة من اللؤلؤ فمنها الأبيض والزهري. الزهري لا يقول" أنا أفضل من هذا " حيث أن للؤلؤ الأبيض ميزة وجمال وفائدة تخصه.كل منهم يمنح الناس شيئا مختلفا عن الآخر, ويخدمهم بطريقة مختلفة.

لذلك كل الأمم عليهم أن يتعارفوا, وهذا يعني أن الله خلق أمماً وقبائل مختلفة وأعطى لكل منهم خصوصيته, ليشاهدوها وكي يتعارفوا ويأخذوا منافعاً من حِكَم الآخرين أو المخلوقات الأخرى وليستفيدوا من شيء ما. لكن الناس لا تفهم الآن خصوصاً العرب الذين لغتهم العربية. إنهم يقرؤون كلمة "ليتعارفوا" بالمفهوم "ليتحاربوا".

أي ليس بمعنى أن نتقارب ونعطي جمالاً باهراً للمخلوقات، إنما لنتعادى. وهنا سؤال: هل تتشاجر الحجارة الثمينة وتدمر بعضها البعض ؟ لا ! علينا أن نتآلف. جميل جداً الوئام والإنسجام والوفاق لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يتخيل حقيقته. سبحان الله تعالى.

أيها المستمعين إسمعوا! إصغوا وحاولوا أن تفهموا ما يقوله القرآن. هل من كتاب يستطيع وصف آية مثل هذه الأخيرة ويظهر للناس أساليب الحياة الكاملة مثل القرآن الكريم؟ لا يوجد. لا يوجد. حيث أن الناس يتبعون الشيطان ولا يسعون لإتباع القرآن الكريم. لذلك نحن على هذا الحال. يقول لي إخواني الدروز نعم. كل إخواني الدروز أو الأتراك أو العرب أو اليهود. كلهم إخوة. وكذلك الإخوة والأخوات من الروسيين والصينيين واليابانيين. هناك وئام لا تستطيعوا تخيّله . لا تستطيعوا تخيّله.

لذلك كنت أستحي من استعمال بعض الإصطلاحات ضد المخلوقات وضد أقوامهم كالدروز. أنا أستحي, لأن رب السموات منحني تلك الميزة. إحفظوا تلك الميزة وقوموا بإحترامهم. تلك تعاليم خاتم الأنبياء. لا تمسّوا أحدا بأيديكم او بألسنتكم أو بغاية الأيذاء. إيذاء الناس بالقوة عن طريق الكلام أو الأفعال. من يقوم بهذين الأمرين فهذا ليس إكراما للبشرية. ربما ميزة الحيوانات. إذا وقفت أمام حيوان فقد يعض يدك. ومن يعضّ الآخر كلاهما بمستوى الحيوانات. أو إذا وقفت وراءه لربما يكون غضبانا منك وقد يركلك بقدميه.

الذين يؤذون الناس بألسنتهم, ليسوا ببشر حقيقيين. الذين يثيرون المشاكل والأذى من خلال قوتهم الفيزيائية. هم والحيوانات بمستوى واحد. إنهم يجعلونني أقول هذا. أنا لا أفكر بما سأقوله إنما يفتحون لي من أدنى مرتبة لأعلِّم الناس. الآن الأمم في القرن الواحد والعشرين وكل البشر فقدوا مقاماتهم كخلفاء لرب السموات إذ أنهم انحدروا إلى مستوى الحيوانات. لذلك يعطونكم هذا التعليم لإولئك المغرورين وهم من يفتخرون بقولهم نحن دكاترة وأكاديميين وأطباء وبروفسوريين لكن هل يحترمون كل إنسان ؟ لا. نحن لا نَتْبَعْ البشرية الحقيقية. إنما ننحدر للأسفل. سنتوقف هنا.

في أحد الأيام كما قلت ذهبت إلى "جبل الشيخ" , جبال لبنان والسلسلة الشرقية لجبال لبنان. كان هناك تلة محمية من إخواننا الدروز لأن بعض المجرمين المؤذيين , يؤذون جمال تلك التلة فلذلك وضعوها تحت حمايتهم.عندما دخلت كانوا يأخذوا تسعيرة للدخول من الزائرين لكن عندما نظروا إليَّ أبوا أن يأخذوا أي شيء مني وقالوا "أهلا بك يا شيخ". لديهم الأدب والاحترام. ثم قال لي المسؤول,"يوجد هنا ألف نوع من النباتات المختلفة على هذا الجبل." فماذا عن كل الشرق والغرب والشمال والجنوب ؟ كم من الآلاف ؟ من خالقها ؟ ولكلٍ منها ميزتها الخاصة.

لم يخلق شيئا سدى. إن تُوافقوني بأن لكل نوع من النبات خصوصية فما رأيكم بشأن البشرية ؟ هل مرتبتنا أقل من مرتبة النبات ؟ إذا الله جلّ وعلا أعطى لكل نبتة حكمتها, فماذا عن البشر؟ كانوا يطلبون بألا تلمسها ولا تقطعها ولا تدوس عليها بقدميك . أيها البشر! أيها المستمعين! ماذا تظنون ؟ إذا الأوامر العظيمة من السموات تنص على "أيها البشر إحفظوا ما خلقت, لا تدوسوها ولا تسحقوها." يجب أن تنظروا لوجوب إحترام الخالق لأنه هو من منحهم خصوصيتهم. لذلك أيها الناس أوقفوا القتل والأذى والسعي وراء المشاكل. أوقفوا الأسلحة النووية الفظيعة. أيها الإيرانيين والروس والأمريكان! أيها الشرق والغرب! ابتعدوا عنها واتركوها لتمنحوا الحياة للبشر ولا يحق لكم أخذ الأرواح. إمنحهم إكراما للخالق والخالق سيمنحك. اغفر لنا يا الله.

دوم دوم دوم دوم (ستة عشر مرّة)

توبة يا ربي , أستغفر الله, الفاتحة.

الله الله

UA-984942-2