مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء
السلام عليكم يا عباد الله، عز وجل. (مولانا يقف).
يا ربنا! اغفر لنا، أعنا، بارك لنا. ألف ألف صلاة، ألف ألف سلام، على سيد الأولين والآخرين، حبيب رب العالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. مدد يا رجال الله!
نقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. إن أنت طلبتَ الاتصال مع المقامات العلوية، عليك أن تقول, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فيطرد الشيطان. ونقول, بسم الله الرحمن الرحيم، فتقول الملائكة, "أهلاً بك, أهلاً وسهلاً، يا عبد الله".
أنا لا أعلم شيئاً. أنا أعتمد فقط، على ما يُقذف في قلبي، من قِبَل شيخنا الأكبر، لأحدّثكم به. أنا لا أدعي بأني أعرف شيئاً. كل واحد يعرف أكثر مني. وعلى حسب علمه، يحاسب الرجل.
يا عبدي! تعال وقل، ماذا تعلمت في حياتك كلها؟ "تعلمت هذا، وذاك". وعشت حياتك، وفقاً لما تعلمته. واستقمت عليه؟ تعلمت, ولكن لم تحتفظ بما تعلمته. ماذا يجب عليك أن تتعلم؟ مدد يا سلطان الأولياء، مدد يا رجال الله. ماذا ستتعلم؟ عندما يسألك الله عز وجل، يجب أن نعرف ماذا تعلمنا، ولماذا تعلمنا.
ما هو هدف الحقيقي من التعلم؟
"تعلمت أن أكون سائقاً. تعلمت أن أقود طائرة".
ماذا تعلمت؟
"تعلمت أن أكون مهندس كمبيوتر".
ماذا تعلمت؟
"تعلمت أن أبني المباني الإسمنتية".
ماذا تعلمت؟
"تعلمت صنع السيارة".
ربما تسألك الملائكة, أية ماركة! (ضحك) أذهب إلى الخارج لألقي ...
حسناً؟ من لا يعجبه, فليذهب. هناك, سوف يتلقى ... أكثر من هنا.
أوه, ماذا تعلمت أنت؟
"أنا تعلمت أن أخبز".
وأنت, ماذا تعلمت؟
"أنا رجل, ما تعلمت أبداً, ولكني ألصق على صدري وعلى ظهر قميصي, ’شخصية سياسية’, أنت تعرف؟ لأنني شخصية من الدرجة الأولى, وقد حاربت ضد الملكية واستوليت على عرشهم, لأجعل نفسي سعيدة وفخورة".
وأنت؟
"تعلمت أن أصنع فونغراف".
"تعلمت ركوب الخيل".
هذا أفضل!
وأنت يا عبد الرزاق, ماذا تعلمت؟"
يقول,"تعلمت أن أحمل الحمير, أشياء كثيرة". عبد الرزاق سعيد جداً, سوف أبعثه إلى ...
ماذا تعلمت؟
" أنا تعلمت أن أصنع النقانق, لأن شعب الشيشان يحبونها كثيراً, وكنت أعد للكلاب بعض العظام, لأنهم أيضاً يحبون ذلك".
أنت, ماذا كنت تتعلم؟
"تعلمت أشياء, لا يمكنني التحدث عنها في حضرة قدسك, أنت تعرفه؟"
وأنت؟
"تعلمت أن أكون راعي غنم".
هناك أنواع عديدة من العلوم. إذا سألهم رب السموات، لا أدري كم من الناس، قد يجيبون، قائلين، "يا رب! حاولت أن أتعلم أوامرك، كنت أتعلم، كيف أحمي نفسي من الشرور، وتعلمت، كيف يمكن للإنسان أن يحمي نفسه من الشياطين". ربما تتساءلون، "ما هي الشياطين؟" الشياطين، مخادعون، يخادعون الناس، غشاشون. من بين مليارات الناس، ربما تجد حفنة من الناس يحاولون معرفة ربهم. لنترك جانباً "معرفة ربهم"، هذه الحفنة، تحاول معرفة حقوق خالقهم. الناس في عصرنا، أغبياء. إذا سألتهم، كيف أتيت إلى الوجود؟ سيرد عليك قائلاً، "من خلال أبي وأمي، خرجت إلى الحياة". هل تقول، أن خالقك، هو أبوك وأمك؟ حاشا! تفو (بصق)، عديمي الأدب! لا أحد يقول، "ربي هو الذي خلقني". بعد أن عرفت خالقك، هل علمت ما هي المهمة التي أوكلها إليك ؟ هل تعلمت وظيفتك؟
هذه الآية الكريمة، للبشرية جمعاء، للذين يستمعون إلينا الآن، شرقاً وغرباً، "ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"، (سورة التكاثر، آية 8).
آية كريمة. يا علماء السلفية، ماذا تقولون؟ أنتم عرب، وأنتم تدعون أنكم تعرفون الكثير. ولن تقولوا أبداً أن غير العرب قد يفهمون شيئاً. أوجّه إليكم سؤالاً، ما معنى قوله تعالى، أستعيذ بالله: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ"، (سورة الصافات، آية 24). من هم، "وَقِفُوهُمْ"، لماذا يا رب؟ "إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون". يا عرب، أين العرب؟ ولكنني أقول، لهؤلاء العلماء المغرورين، السلفية أو الخلفية!
"وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ".
لماذا لا تقولون، نحن علماء حنابلة أو شافعية أو مالكية؟ ما معنى "سلفي"؟ معنى "السلف"، ما مضى من الأمم، من لدن آدم عليه السلام، إلى يومنا. هل أنتم تمثلون كل هؤلاء الناس؟ لماذا تنعتون أنفسكم بـ "السلفي"؟ هل تعتقدون، أنكم تعرفون ماذا كان يعلم سيدنا عيسى عليه السلام تلاميذه، الحواريون؟ حتى "البابا" لا يعرف! وأسأل الحاخام الأكبر أيضاً، ماذا تعلمت من التوراة، العهد القديم؟ هل كنتم مع موسى عليه السلام، وأنتم تقفون، بفخر واعتزاز عند حائط المبكى وتبكون. على أي شيء تبكون؟ هل كان سيدنا موسى يأتي إلى هناك ليبكي؟ هل كان يأتي إلى هيكل سليمان ليصلي ويبكي؟ لماذا يهرع الناس اليوم إلى حائط المبكى؟ هل هذا بأمر من الله عز وجل؟
اليوم، بداية جديدة، لسنة هجرية جديدة، سنة 1431 ، ولكن رب السموات ليس راضياً عنا، لأننا كلنا عباد عصاة! لا يمكنك العثور على عدد قليل من العباد الطائعين. لذلك، بدأ للتو، غضب سماوي يتحرك ويقترب. أنا لا أعرف ما سيحدث في هذا الشهر المبارك، شهر "محرم" الحرام. وقاية الله عز وجل كانت تصل إلى الأنبياء، عندما كانت الشياطين وأعوانهم يضايقونهم ويندفعون إليهم ليقتلوهم. وكان الأنبياء يدعون ربهم قائلين، "يا ربنا! أدركنا، أعن عبادك الضعفاء. عبادك العاصون يهرعون إلينا، ليقتلونا، حتى يتمكنوا في الأرض، فيحوّلوا أرضك، إلى مرتع للشياطين. هدفهم الأكبر، أن يجعلوا هذه الأرض، بدون دين، أي لا دين فيها.
ولكن الغضب السماوي واقع على رؤوسهم! إنني أفرّ إلى الله عز وجل، لأنني لست راضياً عن نفسي. من كان راضياً عن نفسه، فإنه ليس براض عن ربه عز وجل، لأن النفس، وفقاً لما جاء من عند رب السموات، هي أول من بارز الله عز وجل بالمعاصي. لن تقبل نفوسنا الطاعة أبداً. لذلك، إن سألني رب السموات،"ماذا تعلمت عني؟"وبعدها، "ماذا تعلمت عمّا عليك من حقوقي، وأنا الخالق، ما هي حقوقي على عبادي، هل تعلمتها؟"
"لا، نحن كنا علمانيين".
"خذوهم إلى النار!"
أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.
كنت في المدينة المنورة، وسمعت هناك، أثناء حدوث كسوف، صوتاً سرياً يقول، "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله". أيها الناس! قولوا أستغفر الله. كان خاتم الرسل، صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة". (صحيح البخاري). إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله 70 مرة، فلن يكفي، من أجل أنفسنا، 70 مليوناً!
إذا نظرت في وجوه الناس، يمكنك أن تلاحظ، أن عدداً قليلاً من الناس، وجوههم نظيفة، مشرقة ومستنيرة. عدد قليل، قليل جداً! (مولانا ينظر في المرآة، كمن يقلد أحداً). ذاك الرجل وسيم جداً... والنساء ينظرن إلى المرآة عند كل خطوة... (ضحك). كثير من الناس يبالغون في استخدام العطور، وذلك لغرض إخفاء الروائح الكريهة التي تنبعث منهم. لذلك، يستخدمون هذه العطور المختلفة لتغطية روائحهم.
صحابة خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام، كانوا يلبسون قميصاً واحداً، من شدة الوسخ، لا يمكنك معرفة لونه إن كان أبيضاً أم أسوداً. لم يكن لديهم الماء لغسله. وإذا غسل أحدهم ثوبه، كان عليه الجلوس عارياً منتظراً حتى يجفّ. وكانوا يلبسون هذا القميص طيلة حياتهم. كان شيخنا الأكبر يقول لي، "يا ناظم أفندي، ما كنت لتتمكن من التفريق، إن كانت ثيابهم بيضاء أم سوداء، ولكن الرائحة التي كانت تفوح منهم، كانت مثل أجود عطور الورد".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، "طهروا طرق القرآن". حافظوا على نظافة طريق الإيمان، طريق الذكر وطريق الحياة. وكانت الصحابة، رائحة أنفاسهم، كانت طيبة، لأنهم كانوا طاهرين. وكانوا يتبعون أوامر الله عز وجل، "طهروا طرق القرآن". غفر الله لنا.
"طيبوا أفواهكم بالسواك، فإنها طرق القرآن". (صحيح الجامع).
أيها الناس! الناس، في ضلال، لذلك الكوارث تتلاحق عليهم، ولا تتراجع عنهم. وإنما تزداد عليهم يوماً بعد يوم، حتى يعودوا إلى الصواب، إلى طريق الجنة. وإلا سيموتون، سيُقتلون، سيُحرقون وسيُبعدون! كل الدول في العالم، تترقب اليوم، وقوع "هرمجيدون"، وهذا ما جاء في الأحاديث الشريفة بـ "الملحمة الكبرى".
أيها الناس! اسمعوا وأصغوا وأطيعوا. رب السموات، يسألكم: ماذا تعلمتم عن خالقكم، وماذا تعلمتم عن حقوقه، وكيف تقومون بإنجاز ما يترتب عليكم من حقوق؟ تعلموا هذا! ولكن لا أحد يتعلم، كلهم منشغلون في معرفة المزيد، عن هذه الدنيا! حتى في العالم الإسلامي، همهم كيف يصبحوا مثل الغرب ...
غفر الله لي ولكم. ونحن نأمل أن يمدنا ربنا بمدد من عنده، بحرمة هذا الشهر، وأن يعين عباده الضعفاء. نحن لا ندعي، بأننا نقوم بعبادته (كما يجب)، ولكن نسأله المغفرة. اغفر لنا، يا ربنا، بجاه أكرم عبادك، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
(مولانا يقف).
الفاتحة!