Go to media page Available in: English   Turkish   Bahasa  

بسم الله الرحمن الرحيم

الملائكة المسوّمون

مولانا الشيخ ناظم الحقاني

6 أبريل 2011

مولانا الشيخ هشام يحدث مولانا الشيخ ناظم الحقاني عن الوضع المتأزم والتوترات في البلدان العربية وخاصة في ليبيا.

كل الفرق الضالة يجب أن يزال عن الوجود. القوة في يد أهل الحقيقة، وليست في يد هؤلاء السفلة من الناس. لم يبق لهم إلا القليل من الوقت. يسلط عليهم الجن حتى يصبحوا مجانين. كان أبرهة ينوي أن يهدم الكعبة. ولكن للكعبة رب يحميه. ومن علامات ظهور سيدنا المهدي عليه السلام اختلاف قبائل العرب. وهذا ما يحصل. اختلف العرب. نرجو من الله أن يبعث المهدي عليه السلام هذه السنة. لأن هذه السنة سيكون حجاً أكبر، فيقف سيدنا المهدي عليه السلام في عرفات ويكبر.

مولانا الشيخ هشام: أنتم أعلم سيدي، نحن منتظرين.

(ينشدون في حضرة مولانا):

قل يا عظيم أنت العظيم قــد همّنـا هـمّ عـظـيـم

وكـــل هـــمّ هـــمـــّنـــا يزول باسمك يا عظيم

مولانا الشيخ ناظم: الحق يعلو ولا يعلى عليه .. أنت الحق! .. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان محكوم من قبل الجيش. والجيش يمنعه من التدخل العسكري في ليبيا. وعدم تدخله ليس من أجل المصالح الاقتصادية كما يظن البعض. بل المسألة أكثر دقة من ذلك ولا يعلمه أحد. وهي أنه لو غلب الثوار وانتصروا على القذافي، فسيعود الملكية إلى ليبيا من جديد؛ المملكة السنوسية. وسيكون تداعيات هذا الأمر على الحكومة التركية سيئاً. لأن الشعب التركي غير راضٍ عن الوضع الحالي في تركيا. فالأغلبية يؤيدون عودة الملكية من جديد في بلادهم. ولذلك لا يريد الجيش أن يتدخل.

الشيخ هشام: هذا كلام دقيق سيدي .. كلام رباني.

مولانا: هذا سر، ولا يعرفه أحد. وإلا فالجيش التركي يمكنه أن ينهي مسألة ليبيا بيوم واحد، لو قاموا بإرسال قواتهم وطائراتهم. فما هي قوة القذافي أمام قوة الأتراك؟ فالأتراك أقوياء. ولكن الأمر الجلل. عندما يذهب القذافي سيعود الملكية إلى ليبيا من جديد. وتداعيات هذا الأمر خطير للغاية على الحكومة التركية. إذ أن الشعب التركي سوف يطالب بعودة سلطان العثمانيين في تركيا. وعودة السلطنة في تركيا لا بد منه، لأن صاحب الزمان، سيدنا المهدي عليه السلام، سيستلم الأمانات من يد السلطان سليم في إسطنبول. وهذا لا يمكن تغييره.

مهما يكن الأوضاع في المنطقة، نحن لا نخاف أبداً! لا من الشيعة وأضرابه. فإذا جاء جيش بني أصفر إلى الشرق الأوسط في ثمانين غاية (أي لواء أو راية) (تحت كل غاية اثنا عشر ألف)، ووصلوا إلى منطقة يقال لها "العمق"، ستكون مقتلة عظيمة بينهم وبين سيدنا المهدي عليه السلام، الذي سيأتي مؤيداً بعسكر الشام. وعسكر الشام سيكون ثلاث فرق؛ فرقة الشهداء وهم أفضل الشهداء، وفرقة الفارين، الذين لا يتحملون ويرجعون. ويبقى فرقة واحدة ينصرهم الله حتى يكون لهم الغلبة المطلقة، فيطاردون العدو حتى يصلوا إلى إسطنبول ومن هناك إلى أبعد الحدود. ويد المهدي عليه السلام ستكون مع هذه الفرقة المنتصرة وإن كان في الظاهر في إسطنبول. وهذا هو السر. ولهذا لا يريد الجيش التركي أن يتدخل ويساعد الثوار في ليبيا. بغض النظر عمن سيأتي، فالترك لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية في أي حكومة كانوا.

ولكن أصل الأمر عودة الملكية في طرابلس ليبيا، معناه عودة شريعة الله وتطبيقها في المملكة الليبية السنوسية. وهذه ستكون دعوة للجميع أن يحذو حذوهم. ولكن جميع الأمم الإسلامية من العرب والأتراك لا يؤيدون الشريعة بل يقفون ضدها. ومن يعترض على شريعة الله فهو كذاب وإن تسمى باسم الإسلام. {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ}، (المائدة،44)، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ}، (المائدة،45)، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ}، (المائدة،47). سوف يقضي الله عليهم ويقطع رؤوسهم. {فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ}، الفاتحة.

لا يوجد أحد من بين العلماء، في الشرق ولا في الغرب، في الأمة الإسلامية أو خارجها من يتحدث بمثل هذه الأمور.

الشيخ هشام: ليس لأحد مثل هذا العلم.

مولانا: تلك كانت واردات وتعليمات وردت إلينا من مشايخنا. حتى لا يقنط الناس من رحمته جل وعلا، {لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ}، (الزمر،53). إن الحق ليعلو ولا يعلى عليه أبداً. ولو أن سبعين دولة من دول العالم اجتمعوا وأرادوا أن يساندوا ليبيا أو تركيا، فلن ينفعهم ذلك حتى يحكّموا شرع الله المتين. ولذا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون الظهور في العام القادم في الحج الأكبر. لأن الدنيا لا يمكن أن تتحمل أكثر من ذلك. ولا يمكن الانتظار لسبع سنوات أخر للحج الأكبر التالي. آن الأوان واستوى الأمر .. استوى الليل والنهار!

لا تخافوا! فهؤلاء ليسوا مؤيدين بمدد من السماء، ولذا لا تخافوا منهم مهما عملوا. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف، "لن تُغلب أمتي من اثني عشر ألف من قلة". فهؤلاء الإثنا عشر ألف من الأولياء يمكنهم أن يزيحوا الدنيا من طرف إلى طرف آخر. الله أكبر!

والآية الكريمة تقول، {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا}، (التوبة، 40). هذا ما قاله الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما دخلا في غار ثور ليختبئوا من أعين المشركين الذين كانوا يلاحقونهما في طريق هجرتهما إلى المدينة المنورة. كانا اثنين في الغار؛ الرسول صلوات الله وسلامه عليه ومعه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وكانت كل الدنيا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومشركي العرب ضدهم. قامت الدنيا بأجمعها ضد سيد الأولين والآخرين .. يقول الله عز وجل، {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا}. إذا كان الله معنا فلم الخوف؟ .. لم الخوف من القذافي أو الكذابي أو من الشيعة أو من هذا أو من ذاك؟ .. ما هذا الهراء؟ .. إن كان بقدورهم فعل شيء فليخرجوا إلى ميدان المعركة وليظهروا أنفسهم، وليجدوا ولياً واحداً يؤيدهم ويكون سنداً لهم! .. أستغفر الله! هذا من المحال.

هل هناك خلل أو خطأ في ما قلته يا شيخ هشام أفندي؟

الشيخ هشام: سكر زيادة.

مولانا: هناك آية كريمة عن الملائكة المسوّمين، ، { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ } (آل عمران 127-123). والمسوّم هو الذي يطرح ذيل عمامته في ظهره.

لقد أنزل الله سبحانه وتعالى يوم بدر ثلاثة آلاف من الملائكة لنصرة المسلمين. وقد أنجزوا مهمتهم. وأما تكملة الآية الكريمة تقول، {بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}. "يمددكم"، أي أن الله سبحانه وتعالى سيبعث في المستقبل، طائفة من الملائكة مسوّمين. فهؤلاء الخمسة آلاف من الملائكة لم ينزلوا بعد. وهذه لفتة قرآنية مهمة للغاية، يجب الانتباه إليها جيداً.

إقرأ لي الآية!

الشيخ هشام: ، { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ }

(مولانا ينصت بتمعن لقراءة الشيخ هشام).

مولانا: كما هو ظاهر في الآية، نزلت ثلاثة آلاف من الملائكة في بدر. أما الطائفة الأخرى من الخمسة آلاف من الملائكة المسوّمين لم تنزل بعد. وإنما ستنزل في عهد سيدنا المهدي عليه السلام. ففي بداية الآية يقول الله جل وعلا، {أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ}، وهؤلاء قد نزلوا. ثم يقول، {بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}، أي يمددكم ربكم في المستقبل .. أنت تفهم العربية!

الشيخ هشام: في المستقبل، يعني في عهد سيدنا المهدي عليه السلام.

مولانا: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}، هذه بشرى لنا ..

الشيخ هشام: {وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ}.

مولانا: بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم.

الشيخ هشام: حضرتك موسوعة سيدي، ويكيبيديا.

مولانا: تلك كانت إشارة مهمة قذفت في روعي. فليأت القذافي إن شاء بـ 60 ألف من المقاتلين وليأت إيران إن شاء بـ 100 ألف جندي ولينظروا ماذا سيحل بهم. سوف تأتي الأفاعي لتبتلعهم جميعاً. تلك هي النقطة المهمة.

الشيخ هشام: بدأتم بالقرآن وختمتم بالقرآن سيدي.

مولانا: هذا مهم جداً، وهي من بركاتك .. كنت أنتظر وصولك هنا، حتى يعطوني هذا الخبر .. فأنت لست بالقليل .. "مش قليل".

الشيخ هشام: (بتواضع)، أنا خفيف العقل سيدي.

مولانا: أنت تفهم .. لقد رباكم مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني أحسن تربية .. هناك مسألة مهمة أخرى لم أتحدث عنها بعد!

بعض النساء من أهل بيته ينشدن في حضرته:

قل يا عظيم أنت العظيم قــد هـمّنـا هــمّ عــظـيــم

وكـــل هـــمّ هـــمـــّنـــا يهون باسـمك يـا عـظـيـم

أنـت الـقـديـم فـي الأزل أنـت الـلـطـيـف لــم تــزل

عــنـا أزل مـا قـد نــزل من فادح الخطـب الشـديـد

حـي قـديـم قــديـم واجـد بـاقي غـني غـنـي مــاجـد

عــدل إلــه إلـــه واحـــد بر رؤوف رؤوف بالعـبيد

ولـلنـبـي صـل يـا سـلام منا صلاة صلاة مع سـلام

يوم الجـزا امنحنـا سـلام مما نخاف نخاف يا مجـيد

والآل والصحب الأسـود سـادوا بـه بيـضـاً وســود

لا سـيما ماحي الـحـسـود سيف الإله إله ابـن الولـيـد

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله.

عفارم .. عفارم! عليكم ان تقرأوا هذه القصيدة يومياً .. وأنت يا حجة رقية عليك أن تقرأيها .. عليكم أن تحصلوا عليها وتقرأوها كل يوم. إقرأوها قبل الأذان أو بعده، واقرأوها أيضاً في الليل. عليكم أن تقرأوها في كل وقت هذا مهم جداً. وأنت علمهم هذه القصيدة في أندونيسيا، ليقرأوها بعد كل أذان. وكذلك يجب أن تقرأها كل فرقة أو جماعة من جماعاتنا، أو أي أحد يستمع إلينا. فالتسونامي آت والأمواج قد اقتربت. فإن لم يقرأوا هذه فلن يجدوا ملاذاً يقيهم منها ويحفظهم. في أندونيسيا 300 مليون نسمة. على الجميع أن يقرأوا هذه القصيدة، ليحميهم من التسونامي. ويتوجب أيضاً على سكان إسطنبول أن يقرأوها. فكل من يستمع إلينا، عليه أن يقرأها ليمدهم بالقوة.

UA-984942-2