بسم الله. دستور يا سيدي يا سلطان الأولياء،مدد، مدد، مدد
(مولانا الشيخ يقف).
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا ونبينا محمد رسول، الله صلى الله تعالى عليه وسلم! ألف ألف صلاة، ألف ألف سلام، عليك وعلى آلك وصحابتك، يا سيد الأولين والآخرين، يا حبيب الله! (مولانا يجلس)
السلام عليكم، يا عباد الله! كما نحيي أيضاً سلطاننا، الذي يتحكم في هذا العالم، وفي جميع الأحياء فيه؛ من أصغر مخلوقاته إلى أكبرها؛ كلٌ يعيش تحت حكمه. لا أحد يمكنه أن يعيش حسب رغبته (إرادته). لا أحد يفعل ما يشاء كما يشاء. الذي أوجدهم وأحضرهم إلى الوجود، جعلهم تحت السيطرة، وإلا فلن يتمكن أحد، من البقاء في الوجود. وهذه الطاقة التي تصل إليهم، تأتي عبر قناة كبيرة، ثم تنتشر (تمتد) إلى جميع الأشياء
مثلاً، هناك مركز للطاقة، لتوليد الكهرباء، تمد العديد من البيوت بالطاقة الكهربائية. المركز الواحد يكفي لتمديد الطاقة إلى بيوت كثيرة، وليس هناك حاجة، إلى بناء مركز لكل بيت. هذا من أجل الفهم. عليكم أن تفهموا! الحمار يفهم، ولكن الكثير من الناس لا يفهمون. والنملة أيضاً تفهم، ولكن البشر لا يفهمون. من العار أن لا يفهم الإنسان ما تفهمه النملة الصغيرة. ما هذا!؟
ونسلم على سلطاننا، الذي يدبر كل شيء في هذا العالم، وفقاً لما هو مكتوب في اللوح المحفوظ. كل شيء بتفاصيله الدقيقة موجود في اللوح المحفوظ، ولكن ليس بمقدور كل إنسان أن ينظر فيه. فقط من أُعطي الإذن الكامل، له الحق أن ينظر فيه، وأن يفهم، وأن يرسلها. أما نحن، فما علينا إلا السمع والامتثال بالطاعة والإتباع، لما يأتي إلينا. نعم، تلك هي مهمتنا.
يا علماء السلفية! بماذا تفكرون؟ أنتم تفكرون في شيء ما، وهي ليست كطريقة تفكيرنا. كل شيء في الوجود، له خاصية. له شكلٌ خاص وكيان خاص وفهم خاص، لأن الله سبحانه وتعالى لا يخلق (يصنع) نُسخاً. هو "المُبدع"! ما معنى هذا، يا علماء السلفية؟
"المبدع"؛ كدليل على هذا، يجعلونني أخاطب كافة الأمم والناس في هذا العالم.
{بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (البقرة 117).
"المُبدع"، معناه أن كل المخلوقات التي يبعثها الله سبحانه وتعالى إلى الوجود، بتجليه السماوي، فريدة بذاتها، ليس لها مثيل. إن الله سبحانه وتعالى لا يخلق نُسخاً، إنما يبدع الأشياء، أي يحدثها وينشئها على غير مثال سبق.
عندما تنظر إلى مجموعة تقول، "أوه، كلهم جميعاً نفس الشيء" لا! نقول، "كل النمل نفس الشيء"، لا! كل نملة لها شخصية ذاتية، هوية خاصة. عندما تدخل في مكتب حكومي، أول شيء يُطلب منك، "أين هويتك؟" فهل ترد عليهم، "أنا ابن الدكتور فلان"؟ لا، إنهم يطلبون معرفة هويتك! كل خلق الله سبحانه وتعالى مبتكرة، خلق أصلي؛ لن تجد له مثيلا أو طبق الأصل، أبداً. لذلك، هذا الاسم "المبدع"، يدهش العقول، ويدهش إدراكنا، الله أكبر!
نتطرق إلى الذرة. هل تحسبون أن كل الذرات نفس الشيء؟ بل، لكل ذرة هوية خاصة، ومهمة خاصة. حتى أن لكل ذرة تسبيح خاص. فمثلاً تسبيح ذرة الهيدروجين يختلف عن تسبيح ذرة الأوكسجين. فكل شيء في الوجود فريد من نوعه. لأجل ماذا!؟
يا علماء السلفية! هل تعرفون لأي شيء؟ قلنا، أن الله سبحانه وتعالى لا يصنع نُسخاً، أبداً. بل أنتم تصنعون النُسخ. أما "هو"، فمن صفاته الإلهية، "المخالفة للحوادث". معنى هذا، أن الله سبحانه وتعالى مغاير لجميع المخلوقات، الذين خلقهم. لا يمكن لأي شيء أن يكون مثله، أبداً! "مخالفة للحوادث"، معناه أنه سبحانه وتعالى مختص بالصفات الألوهية، لا يمكن لنبي ولا ولي، ولا أحد غيرهم، أن يكون في هذا المجال!
(مولانا الشيخ يقف)، الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! "مخالفة للحوادث"، الله، الله! (مولانا الشيخ يجلس)
لذلك، الذرة هي أصغر الأشياء التي نعرفها من بين الموجودات. يقال، بأن هناك، حوالي 90 نوعاً من الذرة. لا 90 ولا 90 بليون ولا 90 تريليون ولا كتريليون، أبداً! كل ذرة لها هوية خاصة، كما أسلفنا سابقاً. كم عدد الأشخاص هنا؟ نحن البشر، اجتمعنا هنا واختلطنا مع بعضنا البعض. أليس لكل واحد منا هوية خاصة؟ إذن لم لا تقبلون، أن لكل ذرة هوية خاصة؟ مثل هذه المصادر من العلوم الخفية (السرية)، بدأت تنفتح للبشر، الذين لديهم رغبة وشوق في فهم ومعرفة المزيد عن ربهم، خالقهم. وقبل أن تطلب إدراك وفهم رب السموات، حاول أن تفهم الأسرار المحيطة بالذرة الواحدة. إن استطعت أن تحل لغز كل أسرار الذرة، فسوف تجد هناك، مئات ومئات الآلاف ومئات الملايين ومئات التريليونات، من العلوم. لأن كل واحد منه تجلّ من تجليات الخالق عز وجل! كل واحد ممثل أو نائب في مستواه.
من الممكن إدراك وزن المرء، أو مستواه العلمي من خلال كتبه. كل ذرة، هي مخلوق، يمكنك من خلاله أن تصل إلى معرفة الله سبحانه وتعالى. أووو، ليس له نهاية ولا يمكن إحصاؤها، سبحان الله، سبحان الله، سلطان الله! عندما نقول، الله أكبر، الله أكبر الأكبر! ما معنى "أكبر"؟ إن أنتم أمعنتم النظر في الذرة لفهمتموه، فليس هناك ضرورة للنظر في أي شيء آخر. أمعنوا النظر فيها وتفحصوها جيداً، فسوف تدركون شيئاً عن خالقكم. كل ذرة تحمل نوعاً آخر من العلوم عن خالقها. وكل واحد من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، يحمل شيئاً عن خالقه. ولكن أن تعرف كل شيء عنه سبحانه، مستحيل. فكل ما يأتي إلى الوجود، يأتي ومعه شيء من معرفة الله.
(مولانا يقف تعظيما وإجلالاً لله سبحانه وتعالى) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الأكبر! سلطان الله، سبحان الله، يا رب!
أيها الناس! سوف نقول الآن، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، لأن الشيطان يقترب، ممن يتحدث عن مثل هذه الأشياء، ويقول لهم، "لا تقولوها، فإنني لا أطيق سماع الأخبار الحقيقية والصحيحة!" لذا قولوها، واطردوا الشيطان. قولوا، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". إنني ألجأ إليك، وأحتمي بك يا ربي! ولكن، لا تجعلوا ربكم حارسكم الشخصي وراعيكم، أبداً! ذلك ظن بعض الناس.
الذرة الواحدة، لها القدرة على صد وطرد بليون من الشياطين. ذرة واحدة تكفيهم، لأن الشيطان لا يدرك سر قوة الذرة؛ فقط، عند ما تصيبه، يمكنه أن يفهم. يخاف الناس، في هذه الأيام، من إنفلونزا الخنازير. ولكنهم، لن يدركوا مدى خطورته، قبل أن يصابوا به. ألقي على الشيطان، ذرات سماوية! الذرات، أنواع مختلفة؛ ذرات سماوية وذرات أرضية. ولكل أرض أنواع مختلفة من السموات. وفقاً، لإدراكنا، هناك سبع سموات. ولكن، لكل عالم من العوالم، سبع سموات، ينتمي إلى ذاك العالم. ويوجد بلايين وتريليونات من العوالم. وكل ما يأتي إلى الوجود، له وضع آخر وكيان آخر؛ هم ليسوا سواءً. مثل هذا الكون، هناك أكوان، لها سموات، كما لدينا، ولكنها مختلفة أيضاً. عوالم لا حصر لها، وسموات لا حصر لها. لكل عالم، سبع سموات. هو الله، سبحانه وتعالى! لذلك، نقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". لا تجعلوا الله يمسه، فإن مسّهُ سبحانه وتعالى، يأخذ الخلق كله إلى "عماء" ويجعله يختفي في ثقب أسود.
يمكنك أن تسأل، من الذي عُيّن للدفاع عن سكان هذه الأرض؟ الذي يقوم بكل شيء، نيابة عن خالقه. مثل مسؤول رسمي، يأتي ويقول، " أعلن إعلاناً رسمياً، من قِبل جلالة ملكنا"؛ نيابة عن الملك أو السلطان؛ يقوم هذا النائب بتصريح ويقول، "أيها المخلوقات، جئتكم نيابة عن خالقي وخالقكم، اسمعوا وأطيعوا!"
نحن لا نعرف شيئاً عن الأدب الحقيقي. لا تجعلوا معاملتكم مع الله سبحانه وتعالى مثل سائر الموجودات، حاشا، حاشا، حاشا ثم كلا. عليكم استخدام بروتوكول، لوضع كل شيء في نصابه الحقيقي. لذلك، عليكم معرفة التشريفات؛ وهذا مهم جداً في المملكة السماوية. سموات لا تُحصى ومملكات لا تُحصى، وكلهم قد منحوا ذلك التشريف من رب الخلائق، من البداية إلى النهاية. من غير بداية ولا نهاية.
لذلك، "احفظ الأدب مع الكل"، هذا أمر (واجب) مقدس للإنسان، أي عليك أن تحافظ على الأدب، مع الجميع. التشريفات؛ بروتوكول سماوي وبروتوكول أرضي. لكل مخلوق، بروتوكول خاص، ومن ثم يأتون إلى الوجود.
ونحن نقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". لا تتخذوا الله، كحارس شخصي، يحميك من الشيطان. أستغفر الله، أستغفر الله! هل تظن، إن استنجدت بملك من الملوك، فهل سيأتي شخصياً، ليحميك، أم أنه سيبعث إليك من ينوب عنه؟
لذلك، إنهم يحاولون أن يوضحوا شيئاً، من خلالي، أن الله سبحانه وتعالى، خلق الإنسان، في أرحام الأمهات، يقول الله سبحانه وتعالى،
{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هَوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} (آل عمران، 6).
الله سبحانه وتعالى، هو الذي يخلق، وهو الذي يشكل صور خلقه في أرحام أمهاتهم. ولكن حقيقة، لا يخلق الله سبحانه وتعالى الخلق بيديه، وإنما تقوم بها الملائكة، نيابة عنه، سبحانه وتعالى.
أيها الناس! إذا عزمتم على فعل شيء، فليكن ذلك لوجه الله سبحانه وتعالى. وكل ما يجري على أيديكم، من جلب شيء أو فعل أو تدبير، عليكم أن تقصدوا به وجه ربكم. وإلا سيكون من أجل الشيطان. اقصدوا وجه ربكم في جميع أعمالكم. تلك هي من أعظم التشريفات والتعظيم لله سبحانه وتعالى. نيابة عنه (عن اسمه)، سبحانه وتعالى، تتصل بالملائكة والموكلين من الناس، فيعينونك على قضاء حوائجك. هذا مهم جداً، ولكن الناس لا يعرفونه. إذا أردتم البقاء في الوجود، عليكم أن تقصدوا وجه الله، في كل أموركم. لا تقوموا بأي عمل من دون هذه التشريفات؛ البروتوكولات.
أُمرتم، أن تقصدوا وجه الله في كل أعمالكم. فإن فعلتم ذلك، فإنها مثل الصاروخ، تحملكم وتقربكم إلى الحضرة الإلهية. ومن قصد بعمله حظ نفسه، فقد عمل من أجل الشيطان، وهذا العمل لن يشرفه، بل يتفاخر به الشيطان. الناس في أيامنا، نبذوا وراءهم أوامر الله سبحانه وتعالى وأصبحوا يأتمرون بالشيطان ويفعلون كل شيء باسمه، حتى في تنفسهم وحركاتهم وأعمالهم وفي كل شيء، نسوا أن يقصدوا وجه الله، فوقعوا في الهاوية. في هذا الزمن، كل الناس يعملون باسم الشيطان. هذا هو بروتوكول الشيطان. أما إذا أردتم وجه الله ورضاه في أعمالكم، فهذا هو البروتوكول المطلوب، أن تقوموا بكل أعمالكم باسم الله، وليس باسم أحد غيره. غفر الله لنا! هذا أهم شيء عند الله. ولكن الناس تناسوا وتغافلوا عن هذا البروتوكول، ولم يعطوه قيمته.
توبة يا ربي أستغفر الله. تبت ورجعت إلى الله يا ربي، أعف عنا! ياربي، بارك لعبادك الضعفاء! أنت القادر، الوحيد على قلب جميع الأمور ووضعها في نصابها الصحيح.
الذين يحافظون على التشريفات السماوية (البرتوكولات)، سيكافئون (سيحظون) بالوصول إلى الحضرة الإلهية. أما أولئك الذين يسعون وراء البروتوكولات الشيطانية، فسوف يقعون في الثقوب السوداء، بحيث لن يتمكنوا من الخروج منها أبداً.
توبة يا ربي، أستغفر الله. ونسأل الله سبحانه وتعالى، بحرمة وشرف، أكثرهم بركة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم).
الفاتحة
(45 دقيقة).
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
نعتقد جزماً، بأن سيدنا جبرائيل وسيدنا إسرافيل وسيدنا ميكائيل وسيدنا عزرائيل وحملة العرش، عندما يأتون بالعرش يوم القيامة، إلى موقف المحشر، فإنهم سيغنون غناءً عذباً جميلاً، لم يسمع قط أجمل منه؛ تسبيحا وتقديسا لله سبحانه وتعالى. عندما يسمعه الناس في المحشر، سيتمايلون طرباً. ماذا سيحدث بعد ذلك "هو" يعلم، لا نستطيع أن نصرّح به. لذلك نحن نقلّد ونغني:
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
دوم دوم دوم دوم
الفاتحة، يا ربي!
شكراً لاهتمامكم وإصغائكم، زادكم الله سبحانه وتعالى،نورا وشرفاً وأفاض عليكم من الفيوضات الروحانية والنورانية، لتتمكنوا من الاقتراب على أعتاب حضرة ربنا.
(529000 مشاهد)
(مولانا يدندن نغمة، دوم دوم دوم دوم ...)