(مولانا الشيخ يقف)
دستور يا رجال الله، دستور يا سلطان الأولياء، مدد، مدد. رب اغفر. مدد.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرّف وكرّم وعظّم وجلّل وجمّل. دستور يا سلطان الأولياء، مدد يا سيدنا وسيد هذه الأرض، والذي يتحكم في كل شيء فيه! أستعيذ بالله، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيز}
(مولانا يجلس).
يا علماء السلفية، مرحباً! سوف نتحدث، من خلال صحبتنا، عن كيفية تحكم رجل واحد على هذه الأرض وما فيها! بالطبع ستعترضون ولكن ما نحن بشيء، وإنما أنا عبد ضعيف. وهذا الذي يتحكّم في العالم، أجلسني هنا لأخاطب الناس، كما يريد هو. ليس كما أريد أنا أو أرغب، لا. أنا متحدث ضعيف، أخاطبكم نيابة عن رجال الله المقدسين، الذين ينتمون إلى السماء. أجلس هنا، وهم يقولون لي، "تحدث إلى الناس، بما نلقيه إليك. تحدث إليهم. نحن لا نطلب أن تتحدث من علمك!"
أن تتحدث "من علمك"، يعني أنك عبد ضعيف! ماذا سيكون رأس مالي أنا في العلم؟ لا شيء! ولكنهم يطلبون مني،" اجلس وخاطب الناس". ونحن سنرسل، ما يبعث السرور والمتعة في قلبك وقلب من يطلب الفهم وقوة العبادة لربهم سبحانه وتعالى، نعم! يرسلون شيئاً بمقدار ما تحتاجه النملة من عطاء. يكفي للنملة القليل من العطاء، من قطب هذا الكوكب، كوكب الأرض. عندما يعرض ذلك العطاء ويُجهّز لجميع الناس، ستقول حينها، "نملة؟ كيف يمكن لمقدار عطاء نملة، أن تكفي لكوكب كبير، مثل الأرض؟ هذا مستحيل!" كل شيء مستحيل عندكم، ولكن عند الخالق ممكن!
{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شّيْءٍ قَدِيرٌ} (الملك، 1)
هل تفهمون العربية؟ ماذا يقول ربنا، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شّيْءٍ قَدِيرٌ}. له القدرة المطلقة، لفعل أي شيء، كما يريد! وصل البلاغ الرباني إلى جميع النمل، في وادي النمل، ليس بقدرة النملة وإنما بقدرة خالقها. أراد رب الخلائق، أن يظهر نقطة من قدرته وقوته الإلهية اللامتناهية وإحاطته لكل شيء. وهذا غيض من فيض مما عند رب السموات، مالك سموات لا حصر لها.
كم من السموات ذُكر لنا؟ سبع سموات. هل من المستحيل أن تكون هناك ثمانِ سموات؟ أم هل من المستحيل أن تكون ثماني بلايين من السموات؟ أم هل من المستحيل أن توجد بلايين وتريليونات من الدرجات السماوية. يقول الله سبحانه وتعالى، "أنا قادر على كل شيء، إذا أردت شيئاً إنما أقول كن فيكون!"
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون}، (يس، 82)
يا علماء السلفية، اجعلوا مدارك فهمكم أوسع قليلاً، ولا تجعلوها في سجن ضيق. حاولوا أن توّسعوا نطاق خيالكم. مثلاً، يمكنك أن تضع بعد الواحد أصفاراً تصل إلى التريليونات. هذا شيء لا يذكر أمام خالقنا، ربنا الله سبحانه وتعالى. قوته وقدرته وإحاطته (وسعته) سبحانه ليس له حدود. أما عندكم فكل شيء بحدود. يجب أن تتحرروا من ضيق تفكيركم.
يا علماء السلفية! عليكم أن تعملوا جهدكم لتفهموا أكثر وأكثر عن قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه قادر على أن يخلق كل شيء يمكنك أن تتصوره بعقلك، وأن يحيطه بست اتجاهاته.
{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شّيْءٍ قَدِيرٌ}
وإذا أرادت مشيئته الإلهية أن يخلق شيئاً، فإنما يقول له {كن فيكون}، فيوجد. وإذا أرد أن يفني من الوجود شيئاً، فيقول، "لا تكن!" فيختفي كل شيء. من أين يأتي كل شيء وإلى أين يختفي! عليكم أن تقوموا بتصحيح معتقداتكم بشأن رب السموات.
يا علماء السلفية! أنتم حبستم علمكم في داخل نقطة صغيرة، ومن ثم تفتخرون وتقولون ’نحن علماء سلفية‘. بشأن ملاحظاتكم ومقاصدكم. ما هو مقصدكم؟ أسألكم، أن تقدموا لي توضيحاً أو تفسيراً حول النملة التي حذرت جميع النمل، بأمر من خالقها. هل ما أقوله موجود في القرآن أم لا؟
أستعيذ بالله،{قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}، (النمل، 18)
وحتى لو وضعت النملة في أذنك ما كنت لتسمع صوتها. أكان من الممكن أن تسمعها وتفهمها؟ لا. ولكن تلك النملة نادت، بأمر سماوي مقدس، جاء عن طريق خليفة ربنا. وخليفته يجب أن يكون موجوداً، لأنه بدون خليفة لا معنى للوجود، ولن يفهم أحد شيئاً.
إنه واحد أحد. وخليفته واحد، ليس له ثانٍ. من هو خليفته؟ يا علماء السلفية! هل تحدثون الناس عن خليفة رب السموات؟ وأنتم تقرؤون القرآن الكريم وتتلون هذه الآية الكريمة، أستعيذ بالله:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ}، (البقرة، 30).
ما معنى خليفة؟ خليفة معناه نائب، ولكن كلمة "نائب"، أضعف من أن تحمل معنى خليفة. هناك نواب لا حصر لهم ولكن يوجد فقط خليفة واحد. كل البشر نواب. ولكن مَن مِن بين كل النواب، يمثّل رب السموات، ومن يمثّل جميع الخلائق؟ لا يمكن أن يكون للسلطان إلا وليّ عهد واحد. لذلك، يمكن أن يكون له أحد عشر ولداً، وكلهم نواب ولكن خليفته ووارث عرشه، وولي عهده واحد، إيه؟ والباقي ليسوا كذلك. بل هم أمراء، هم ليسوا خلفاء بمطلق المعنى. إنما يكون خليفة السلطان ولي عهده.
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابْكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}، (آل عمران، 144).
أنتم تقرؤون القرآن الكريم، ولكنكم تدعون أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، بشر مثلكم. لا، هذا خطأ جسيم! إنه بشر ليس كالبشر! "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسولٌ"، أشرف هوية، للتعريف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) وأنتم تقولون إنما هو بشر كسائر البشر؟ لا. هويتك شيء وهويته صلى الله عليه وسلم شيء آخر.
لذلك في زمننا، عم الجهل وانتشر شرقاً وغرباً بمن فيه العالم الإسلامي. إنهم لا يعرفون شيئاً عن الهوية الحقيقية، لخاتم الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) من يكون هذا الرجل!؟ مثلك؟ لن يكون أبداً مثلك! كان الشيطان يفكر بأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، مجرد مخلوق عادي مثله، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم). لم يكن يعرف شيئاً عن شخصيته الحقيقية. ولم يكن أبداً ليقبل، أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،(مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) خليفة رب الخلائق كلها! لذلك أصبح مثل الكلب المسعور.
إن كنت لا تعرف مَن هذا الذي شرّفه الله سبحانه وتعالى وأسجد له الملائكة، فقد ذُكر في الكتب المقدسة، ولكنكم لا تفهمون! إن الذي أسجد الله له الملائكة، ليس آدم وإنما ’هو‘. وقد ذُكر، بأن الملائكة كانت تأتي وتنظر إلى آدم، ثم تسجد له، ثم تذهب. فقال سيدنا آدم عليه السلام، وهو مندهش، "يا ربي! إنهم يأتون إلي وينظرون إلى جبهتي فيسجدون ثم يذهبون!". فقال له ربه، "يا آدم! هذا نور محمد، الذي من أجله ولجاهه خلقت الخلق، جعلت فيه أنوار قدسي. فهو خليفة وجودي وربوبيتي". فقال آدم، "يا ربي! إجعل هذا النور في مكان آخر في جسمي، أستطيع أن أراه". فجعله الله سبحانه وتعالى، في إبهامه. فكان آدم عليه السلام يقبلها ويمسح بإبهامه على عينيه.
وفي زمننا، يأتي العلماء السلفيون ويقولون هذا منكر، أنتم الذين تفعلون المنكر! هذا شيء وارد وصحيح، ولكنكم فرضتم على أنفسكم سجناً ضيقاً، وحشرتم فهمكم في زاوية ضيقة، بحيث أنكم لا تقدرون عن الخروج منها، لكي تعرفوا شيئاً عن هذا الفرد، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خليفة رب السموات! وقد اشتهر عند بعض أولياء الله وورثة الأنبياء، أن من قام بتقبيل إبهامه ومسح بها على عينيه، عند سماع المؤذن يقول، "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"، (مولانا يقف)، لم يصبه العمى ولا الرمد. لقد شارفتُ على التسعين من عمري، ومع ذلك لا أضع نظارة، عندما أقرأ القرآن الكريم، الحمد لله! لأنني منذ صغري، أفعل ذلك. أنا أقرأ ولا أحتاج إلى النظارة. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدره، عليه الصلاة والسلام، لا يمكن لأحد أن يتصوره. عظمته وشرفه، خارج عن نطاق تصورنا! تأتي بعض الأشياء، عليك أن تفهم!
يسأل بعض الناس، من هو محمد، صلى الله عليه وسلم؟ (مولانا يقف). تقولون، "إنه شخص من قبيلتنا". هذا فقط ؟ أي شيء آخر؟ هل تظنون أن له رأسان، أربع أيادٍ، أو له أرجلاً عشراً؟ "لا، إنه مجرد شخص مثلنا". أنتم عرب، أنتم علماء سلفيون. ماذا يردّ النبي صلى الله عليه وسلم عندما تقولون، أنه مجرد "شخص مثلنا"!؟ يقول، لا! لا! فعندما كان يمشي مع الصحابة، كان يجعلهم أمامه، ولا يجعل أحداً يمشي خلفه، ويقول لهم، "يا أصحابي، أجعلكم أمامي لكي تكونوا بأمان، أما أنا فأرى من خلفي كما أرى من أمامي، لذا لا تقلقوا علي". هل هذا عربي أم تركي. وهل ورد هذا في كتب الأحاديث الشريفة، أم لا؟
في حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري". رواه البخاري. وقال الإمام أحمد: "كان يرى مِن خلفه كما يرى من بين يديه".
يا علماء السلفية! إن جاءكم من يسأل عنه، صلى الله عليه وسلم، من اليهود والنصارى، أو أي كان، ويقول: "من هو محمد؟" صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف). أتردّون عليهم، "إنه بشر مثلنا؟" بشر مثلكم تماماً؟ كيف يمكن أن يكون كذلك؟ كيف يمكن! كيف يمكن أن يكون كذلك!!! إن كان بشراً مثلكم، فهل أنتم قادرون على أن تفعلوا مثل ما كان يفعل؟ أنتم تتباهون بقولكم، نحن دكاترة، "دكاترة في الشريعة". ما معنى "دكتور في الشريعة"؟ في زمنٍ، الكثير من الناس يفتقرون إلى الروحانيات، ليشعروا بالراحة والطمأنينة في نفوسهم، وقد يأتي إليك هؤلاء ليسألوك،
"هل تؤمن بخاتم الرسل؟"
"نعم".
""كيف كان هو؟"
فتبدأ تشرح وتجيب بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، من قبيلتنا، بشر عادي، يأكل يشرب كسائر الناس.
فيردّون عليك، "ليس هذا مقصدنا! لم يكن مقصودنا عن بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم". لا، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بشراً عادياً! مستحيل! لو كان بشراً عادياً مثلكم، ما كان ليُرفع ويذكر اسمه، خمس مرات في اليوم، على ممر العصور، كلما نودي بـ "لا إله إلا الله" قرن بـ "محمد رسول الله"! (مولانا يقف) إنه ليس بشراً عادياً! أنتم مخطئون، ولا تخبرون الحقيقة! أو أنكم لا تعرفون الحقيقة! عليكم أن تصرّحوا بهذا!!
أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.
من السهل أن تدّعوا، "نحن علماء سلفيون". عندما تسألهم عن أوصاف النبي، صلى الله عليه وسلم، يأتونك بكتب،عن ثلاثة علماء. العلماء عندهم ثلاثة ـ ابن تيمية، ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب. هؤلاء هم السلف الصالح! ثلاثة فقط من بين الملايين من المسلمين؟ وماذا عن سائر علماء الأمة؟ بماذا يختلف هؤلاء عن سائر العلماء، بماذا يختصون؟ أخبروني، ما قول هؤلاء عن خاتم الرسل، الذي أنزل عليه القرآن الكريم من عند ربنا؟ إنما يأتي الناس إليكم ليسألوكم لأنكم تدّعون أنكم علماء سلفيون وأنكم تعرفون كل شيء، وأن ما تخبرون به هو الحق وما يقوله غيركم باطل.
بل أنتم على الباطل ونحن على الحق!!
أنا عبد ضعيف جداً، ولكن أحياناً أصبح قوياً جداً. ربما أعجز الآن أن أخطو، إلا بضع خطوات، ولكن أحياناً يمدوننا بقوة تنقلنا شرقاً وغرباً، وليس هناك حاجة لإظهارها لكم. أضعف عبد!
يا علماء السلفية! عليكم أن تعرفوا الآن، بأن غير المسلمين من البلدان الأوروبية وغيرها سوف يأتون إليكم، ليسألوكم عن أخباره صلى الله عليه وسلم، ويقولوا، "صفوا لنا محمداً"، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف). "كيف كان، حدثونا عن شخصيته؟" إن تخبروهم بأنه "بشر مثلنا"، فسوف يبتعدون ويفلتون منكم. إنهم يسألون عن صاحب أعلى المقامات من بين جميع الخلائق.
غفر الله لنا! الله الله الله الله، اغفر لنا يا الله! ابعث لنا من يعلّمنا ويشرح لنا عن صفات خليفتك وأحب خلقك، يجعل قلوبنا تذوب فيه!
توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله!
اغفر لنا يا ربنا اغفر لنا يا ربنا اغفر لنا يا ربنا!
شكراً يا ربي، شكراً يا ربي، شكراً يا ربي!
توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله!
بجاه من أرسلت عليه سورة الفاتحة.
فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا وبارك لنا، الفاتحة.
دوم دوم، دوم دوم،
دوم دوم، دوم دوم،
دوم دوم، دوم دوم،
دوم دوم، دوم دوم، أستغفر الله، الحمد لله، أستغفر الله. (مشاهد 523000)الحمد لله يا ربي! يا ربي! آه يا ربي!