Go to media page Available in: English   Turkish   Arabic  

كمال البدر ليس له نظير

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني

7 يوليو 2010

يا ربي. دستور يا سيدي (مولانا الشيخ يقف).

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. سبحانك، أنت السلطان، نحن عبيدك الفقراء والضعفاء. أمدنا يا ربنا بمددٍ من عندك بجاه سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! زده يا ربي عزاً وشرفاً، نوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً، ولجميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان. يا ربنا بارك لهم! سبحان الله، سلطان الله، سبحان الله، سلطان الله، عزيز الله، كريم الله. (مولانا يجلس).

مدد، ثم السلام عليك يا صاحب الوقت، ويا صاحب الإمداد على الأرض، في الدنيا من أولها إلى آخرها، يا متصرف فيهم بأمر صاحب الرسالة المطلقة، سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس). ثم السلام على الحاضرين والسامعين والمطيعين والمحبين والعاملين في سبيل الله، في رضا رسول الله، صلى الله عليه وسلم!

السلام عليكم يا حاضرين! كيف حالكم؟ أظن أن لا أحد يشعر بالجوع اليوم. "يا شيخ، كيف نصبر عن الطعام؟ يجب أن نأكل! كل فترة نشعر بقليل من الجوع، فنطلب من النادل أن يحضر شيئاً نأكله... يُقرع الجرس!

- "نعم سيدي!"

- "من فضلك، أريد كوباً من الشاي مع بعض الكعك الخفيف المحلى، ربما بعض البسكويت".

- "في الحال، سيدي". ويأتي النادل بالطلبية في الحال... يشرب ويأكل هكذا، (مولانا يحاكي شخصاً يأكل).

- "أريد أن أتسلى.. أحضر بعض الفستق! هذا أحسن، حتى أظل أمضغ وأمضغ كما يمضغ الثور والجمل والغنم الطعام. فهم يجلسون ويستمتعون بمضغ الطعام .. ونحن أيضاً نريد أن نستمتع ونسلي أنفسنا ... هل أحضرت لنا الفستق واللوز؟ بعضهم مالح وبعضهم محلى .. سأتسلى بهم".

لا أظن أن الحاضرين هنا يفعلون هكذا، ولكن يوجد من ورائهم أناس يتصرفون كالبهائم، ليس لهم همٌّ إلا بطونهم.

مرحباً يا علماء السلفية! السلام عليكم! أليس هذا صحيحاً؟ فلنُسمِّ هذا تحذيراً أو تعليماً، أو يمكنكم أن تقولوا تسلية. ثم قولوا، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".أيها الناس، قولوا جميعاً، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وإلا سيركب فوق ظهوركم الشيطان ويجعل منكم حميراً له! أيها الناس، لا تجعلوا أنفسكم حميراً للشيطان! قولوا، "أعوذ بالله من الشطان الرجيم"! فإنه إذا سمعكم الشيطان سيهرب خائفاً.

ثم قولوا، "بسم الله الرحمن الرحيم"، (مولانا يقف) هذا هو مصدر قوتنا! (مولانا يجلس). هذا هو مصدر قوتنا! مدد يا سلطان الأولياء! لقد جئنا لنتحدث عن موضوع ما، إن شاء الله، مع علماء السلفية. ما هي مهمة العلماء؟ يجب أن تكون مهمتهم اتباع سنة خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه الصلاة والسلام! على العلماء أن يمشوا على الصراط المستقيم، الذي بيّنه لنا خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. كيف كان أسلوب خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه الصلاة والسلام في الدعوة؟ يقول الله تعالى في كتابه العزيز، (مولانا يقف)، أستعيذ بالله:

{إِنَّا أَرْسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}، (الأحزاب 45 والفتح 8).

إنها واضحة كوضوح الشمس في السماء، (مولانا يجلس). وهذه الآية بمثابة محيط لا متناهي. وبهذه الثلاث أو أربع كلمات يتبين لنا جلالة وعظمة ومجد الخالق، وذلك حسب قدرتنا على الفهم والاستيعاب.

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنيِراً}، (الأحزاب، 45- 46).

سبحان الله العلي العظيم. الله أكبر! هذه الآية الكريمة تبيّن للناس كافةً، حقيقة رسالته، صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت ذاته تظهر لنا أيضاً حقيقة وجوده. فاستخدموا عقولكم! يا إخوتنا من النصارى واليهود، استخدموا ما عندكم من العقل والحكمة! أنتم تعلمون أن كتاب العهد القديم أُنزل على بني إسرائيل، وكذلك كتاب العهد الجديد أُنزل على المسيح عليه السلام من أجل بني إسرائيل. وذُكر فيهم أن الله سبحانه وتعالى كان يكلم سيدنا موسى عليه السلام، ما يوضّح نبوة ورسالة موسى عليه السلام لبني إسرائيل.

وتمُرُّ الأيام، فاليوم ليس نسخة من الأمس، وغداً ليس نسخة من اليوم. كل يوم جديد يحمل معه ظهور جديد. وكذلك أنت اليوم لست تماماً الشخص، نفسه الذي كان بالأمس. وغداً لن تكون تماماً نفس ما أنت عليه الآن. الله أكبر!! (مولانا يقف)، العظمة لله، الله أكبر! (مولانا يجلس). أساس كل الديانات تعظيم الحق وتمجيد الخالق. فكل يوم يأتي بظهور جديد مقترناً بتسبيح آخر لرب الخلائق ، فافهموها!

يا علماء السلفية، أعيروا انتباهكم وكونوا آذاناً صاغيةً لتفهموا شيئاً! الشروط التي كانت متوفرة في عهد سيدنا موسى عليه السلام ليست نفس الشروط والأوضاع التي كانت متوفرة في عهد سيدنا المسيح عليه السلام. وفي عهد خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف)، كان قد تغير كل شيء، (مولانا يجلس)، واختلفت المفاهيم. فنحن نعيش في عصر، لن تدوم مراحل الناس على هذه الأرض إلى ما لا نهاية. فأنتم تعرفون يا علماء السلفية، أن هلال رمضان مثلاً، يكون في بداية أمره صغيراً، ويأخذ بظهوره فيكبر شيئاً فشيئاً إلى أن يكتمل، فيصبح بدراً في منتصف رمضان. وكذلك الأمر في كل شهر. فعندما يصبح القمر بدراً، يكون في أوج عظمته وكماله. في عهد آدم عليه السلام، كان يكفي لدعوة أبنائه بعض الصحف، أو ربما صحيفة واحدة. وعندما قضى نحبه وانتقلت النبوة إلى ابنه شيث عليه السلام، ازدادت تلك الأنوار السماوية ونمَت. فأوتي شيث عليه السلام أكثر من عشر صحف لهداية البشر الذين كانوا يعيشون على وجه الأرض في تلك الفترة. وجاء من بعدهم الكثير من الأنبياء والمرسلين وازداد عدد الصحف التي أُنزلت بقدر حاجة البشر. فالناس في النهاية بحاجة إلى "البدر".

مع ظهور كل نبي من الأنبياء، ازدادت الأنوار السماوية التي مُنحت للبشر، حتى وصلت إلى موسى عليه السلام. وفي زمنه انتصف القمر، وقد كان هذا كافياً لسد حاجات الناس في تلك الفترة. ثم بعث الله سبحانه وتعالى عيسى عليه السلام ومعه المزيد من الأنوار السماوية، وقد قام بنشر هذه الأنوار بين الناس بقوة المعجزات التي ظهرت على يديه. وقد أُيِّدَ بمعجزات عظيمة، لأنه كان "المبشِّر" لقدوم "خاتم الأنبياء والمرسلين". وهذا هو سبب تأييده بالمعجزات الخارقة العظيمة، التي كان من المستحيل أن يرفضها شخص سليم الفهم والإدراك. لأنه كان "المبشِّر" لخاتم الأنبياء والمرسلين وأفضلهم وأكملهم!

وبنو إسرائيل، لم يكن بوسعهم تحمُّل "المبشِّر"، فأنكروه وكذبوه، وقاموا بأسوأ من ذلك؛ حاولوا أن ينالوا من ذلك "المبشِّر"، الذي بشَّر بقدوم "البدر"! لا نقول أنهم حاولوا "قتله"، ولكنهم أرادوا النيل منه. ربما كانوا يستطيعون النيل من جسده ولكن، لم يكن لديهم القدرة للنيل من وجوده الحقيقي، لأنه كان يحمل في طيّاته تلك البشارة لقرب قدوم "الخاتم". وهذا هو السبب الذي جعل بني إسرائيل يريدون أن يكون موسى عليه السلام "الخاتم" لكل البشر. وحتى أنهم لم يريدوه للبشر جميعاً وإنما لبني إسرائيل فقط! ولكن الله سبحانه وتعالى يمنح عطاياه لكافة الأمم، فلماذا المحاولة لمنعها؟ هذا لا يمكن! ففعلوا فعلتهم لإيذاء عيسى عليه السلام، ولكن الله سبحانه وتعالى رفعه إلى السماء واختفى أثره في الأرض. وما ذلك الصليب الذي يدَّعون أن المسيح عليه السلام صُلب عليه إلا عرض تسلية قاموا به، فجاءوا برجل ووضعوه في ذلك الصليب وقالوا، "لقد قتلنا المسيح، وانتهى أمره!" أستغفر الله!

ليس من بين البشر من هم أكثر مهارة من بني إسرائيل بوضع السيناريوهات. إلى يومنا هم أكثر الناس تفوقاً في هذا المجال. وقد كان سيدنا موسى عليه السلام غاضِباً على بني إسرائيل أشد الغضب، لتحريفهم التوراة، وكان يقول، "لا تضعوا ما تكتبونه من فهمكم أنتم وتمزجوه مع ما نزل إلي من وحي من السماء! لماذا تفعلون مثل هذا (وتحرفون كتاب الله)؟ أنا سأترككم عن قريب وسأرحل من هنا!" وقد أخذهم موسى عليه السلام إلى الصحراء، لأن تعاليم موسى عليه السلام لن تكون كافية للأجيال القادمة. وقد جاء من بعدهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس)، مكمِّلاً للقمر، ليصبح بدراً في أوج عظمته وكماله. فلا يُتصوَّر من القمر أكثر كمالاً من كونه بدراً. لذلك، يكفي ذلك البدر لجميع الأمم إلى قيام الساعة، ولا حاجة لأن تدور وتبحث عن هذا وعن ذاك!

أيها المستمعين! شغلوا عقولكم قليلاً. إذا أردتم أن تتعلموا شيئاً، فعليكم أن تسألوا، كما يقول الله سبحانه وتعالى، {فَسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}، (الفرقان، 59)، (مولانا يقف تعظيماً للآية الكريمة).

يا علماء السلفية! {فَسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}، هل هذه آية كريمة أم من كلام الناس؟ (مولانا يجلس). إن كنتم كما تدَّعون "علماء سلفية"، فأتوني بتفسير هذه الآية الكريمة! لمن وجَّه الله سبحانه وتعالى هذه الآية الكريمة؟ أنتم "علماء"، فأخبروني! {فَسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}، ثلاث كلمات، والحقيقة أنها ثلاث محيطات! على كل فرد أن يسأل لماذا ولمن ولأي غرض، هذا مهم! ثلاث كلمات في آية كريمة! قولوا، فأنا لا أعرف شيئاً، ولكنكم أنتم تدّعون بأنكم "علماء سلفية". من يخاطب الله سبحانه وتعالى بقوله، "فَاسْأَلْ"؟ إن كان المقصود، رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإن الله سبحانه وتعالى أخبر بشأنه وقال، أستعيذ بالله، {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ القُرْآنَ. خَلَق الإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ البَيَانَ}، (الرحمن، 1-4). أي أن الله سبحانه وتعالى علّمه القرآن وعلّمه البيان. فهو رسول الثقلين؛ الإنس والجن، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين. فلمن وُجه الخطاب، "فَاسْأَلْ"؟ أجيبوني، ألستم تقولون بأنكم علماء؟ "فَاسْأَلْ"! لمن تتوجه هذه الآية الكريمة بهذا الخطاب؟ قولوا يا دكاترة الشريعة؟ أخبروني يا علماء الأزهر! أجيبوني لمن وُجِّهت هذه الآية الكريمة؟ "فَاسْأَلْ بِهِ"! "بِهِ"، محيط ثانٍ! سبحان الله، سبحان الله! إن احتجتم لمعرفة شيء ما، فعليكم أن تسألوا الخبير، الذي يعرف من البداية إلى النهاية. والخبير من اكتملت معرفته وخبرته. وعليه أن لا يكون ناقص الخبرة، ففاقد الشيء لا يعطيه.

يا علماء السلفية! هل وجدتم رجلاً خبيراً؟ وإن كنتم تبحثون عن معنى هذه الآية الكريمة، أو أردتم معرفة شيء آخر؟ فَاسْأَلْ بِهِ"! وما المقصود بـ "به"؟ يمكنكم أن تسألوا عن أي شيء، لأن كل شيء في الوجود واضح، وإنك إن بحثت عن المفتاح ووجدته، فيمكنك أن تدخل فيه وتعرفه. المهم أن تجد أولاً من يحمل هذا المفتاح. فالخبير هو الذي يحمل مفتاح كل الخزائن والكنوز المخفية!

اعترفوا وقولوا بأنكم لا تعرفون شيئاً! أنا العبد المتواضع، أوصيكم أن تبحثوا عن خبير لتسألوه! اسألوه عني؛ أنا لا شيء. إن وجدتم خبيراً فاسألوه عني أولاً، ولكم الحرية أن تقبلوا جوابه أو لا تقبلوه، لا يهم. ولكن اسألوه عن ذاك الرجل، الذي يجلس كل يوم ويتحدث عن أشياء ولا نفهم معظم كلامه. إن كنتم لا تفهمونه أنتم، فلا بد وأن يكون هناك شخص يمكنه أن يفهمه. لذلك، يا علماء السلفية، "فَاسْأَلْ بِهِ"؛ اسألوا عني هؤلاء الرجال الذين أوتوا قوة الفهم والإدراك، والذين لديهم القدرة في تحليل الشخصيات. غفر الله لنا، أستغفر الله، أستغفر الله!

الفاتحة.

(42 دقيقة). مولانا يصلي ركعتين صلاة الشكر)، الفاتحة.

لا يُحَمّل على الولد الصغير حمل رجل كبير... من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.

الفاتحة.

UA-984942-2