Go to media page Available in: English   Arabic  

العالم يهرب من الحقيقة

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

السلام عليكم دستور يا رجال الله ..مدد.

الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد.

ألف صلاة وألف سلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اشفع لنا يا رسول الله. ثم السلام على جميع الأنبياء والأولياء والصالحين. يا رب اشفع لنا معهم ثم السلام على سيدنا قطب الزمان, سلطان الأولياء المتصرف بهذا الكوكب.

مدد مدد يا سيدنا يا حضرة أستاذنا, يا سيدنا سلطان الأولياء.

السلام عليكم أيها المستمعون. نبدأ أولا بقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. هذا التعويذ وهذه البسملة هما أكبر عطية ومنحة وهبها الله عزّ وجل لنا أهل الأرض. اللهم أمدنا وأيدنا بمدد من سيد هذا الكون ليساعدنا على تسهيل البلاغ الذي سنقوم به ليكون سهلا للفهم وسهلا للتطبيق .

الحياة على هذه الأرض كمباراة كرة قدم. فريق مع الرسول صلى الله عليه وسلم وضده فريق آخر مع الشيطان. الشيطان يحب أن يلهي الناس ويجعلهم معجبين بكرة القدم والرسول صلى الله عليه وسلم ضد هذه الفكرة .فالمعجبين بكرة القدم ولاعبيها هم غافلين أصحاب الرؤوس الفارغة كالكرة نفسها. حاولوا أن تفهموا ما أريد أن أقوله وأوضحه لكم. فأنا واحد مثلكم لا غير. ولكن الأولياء يضعون قوة سرية بقلبي ممدودة بخط سريّ موصول بهم لتمتد هذه القوة إلى لساني وعقلي وأفعالي فيقومون باستخدامها كما يريدون.

مثل هذه الكاميرا أمامي تقوم بتصويري وتسجيل ما أقول, ولا داعي لها بغباء الذين حولها. الذين يسمعون ويسعدون بما يقال لكن هذا الاستمتاع لا يعذرهم من كونهم أنصاف حمير. قسمهم الأعلى يبدو على هيئة إنسان أما قسمهم الأسفل فهم مثل الحمير ينظرون إليّ بعيون توحي بالاستيعاب وتخزين المعلومات ولكن بعد فترة يسهوا وينسوا.

أنا أيضا مثلكم , أنا راعي عديم القيمة. فلو كنت حقا راعيا مفيدا لكنتم تروني أحمل عصا واستعملها كالسيف لتهذيب النفوس وتدريبها والحرص على إخراج وإظهار ما في النفوس من طيبة أو خبث. نحن نقوم الآن بإلقاء صحبة قصيرة لأنهم متعبين, أنتم لا تحسون بالتعب أبدا عندما تقومون بالقفز لكن تتعبون من الاستماع!

مرحبا بكم بماذا تفكرون الآن؟ بمَ ستأكلون بعد الانتهاء من الاستماع الى هذه الصحبة؟ أو إلى أين ستذهبون! وهل تفكرون إلى أين ستذهبون بعد هذه الحياة, يوميا تذهب مئات الناس الى هناك, لكن هل تأخذون العبرة منهم؟ هل تقفون لتتفكروا بالحياة بعد الموت أم أن همكم التفكير بالأزمات التي تحلّ بكم وعليكم. لقد أضعتم ما كان مسخّرا لكم من الله تعالى والآن تجلسون وتفكرون بحلّ هذه المشكلة والمسألة والعلّة كلها علّة حسابية.

ليس كل منّا قادر على إيجاد حلّ لهذه "الأزمة الاقتصادية الحادة" التي يفكر بها الكل. أما الذين لا يفكرون هم على مستوى الحيوانات. إنهم أيضا بإمكانهم التفكير ولكنهم لا يستعملون القدرة التي وهبها الله لهم ولهذا يفشلون. أنتم تسيرون الآن فوق أرض ملغومة وإذا لم تنتبهوا وتحذروا جدا ستقتلون أنفسكم وتضيّعون حياتكم كلها هدرا. تعملون بالنهار وتتمتعون بالليل. فيا أيها الناس لم نأتِ إلى هذه الحياة لنتمتع بها فقط لقد جئنا لنتعلم ونفقه بهذا العقل الذي وهبنا إياه الله. لكن للأسف كثيرا من الناس يفضلون حالة الثمالة على حالة الصحو والوعي. يركضون وراء الكحول ويغشون أنفسهم في حالات السكر لدرجة فقدان السيطرة على أنفسهم. لهذا أرى بأن وقتنا وعصرنا هذا عصر ووقت مليء بالخطر.

الناس تسعى للحصول على السعادة عن طريق تدمير كيانهم الحقيقي وطمس معالمه الحقيقية تحت زجاجات الخمر. يهربون من واقعهم المادي الى واقع خيالي, يعيشون فيه تحت تأثير السكر, حالات لا يتسنى لهم عيشها وهم صاحين. يحاولون نسي مشاكلهم وأزماتهم بإغراقها بالخمر.

الكل يتساءل ما هو الحل؟ وما هو العمل؟ الأكثرية تركض وراء الخدع الشيطانية وتقع بها! يقعون في شباك الشيطان ويعتقدون بأنهم سيرتاحون من كل المشاكل. ولكن عندما "تذهب السكرة وتأتي الفكرة" يرون أن حالتهم ازدادت سوءا بدل أن تتحسن. العالم كله يعد نفسه لحرب عالمية, حرب ذكرت بكل الكتب السماوية حتى قبل نزول القرآن ما يسمونه بالملحمة الكبرى. العالم كله يتهيأ لمواجهة أكبر لعنة ستحلّ وتنزل عليهم كما ينزل البرد.

أيها الناس لا تفكروا أننا أول من يسكن هذا الكوكب لا بل نحن آخر الأمم, وها نحن نقترب من يوم القيامة. الكل يعيش المشاكل والأزمات ولا أحد يستمتع بحياته. الناس إما قاتل أو مقتول. الأمم تتسابق بصنع أسلحة الدمار وتطوير الأسلحة النووية الفتّاكة ويتمتعون بالقتل والتدمير وإيذاء بعضهم البعض. إذا استمروا على هذا الحال فإن الله سبحانه وتعالى سيجازيهم بقوة أكبر من قواهم ألا وهي الزلازل التي لا تدوم أكثر من دقيقة أو خمس, ستة أو سبع درجات. تبدأ بإسقاط البيوت على رؤوس أصحابها وتدمرها بقوة غير مرئية ثم تنتقل الى جميع النواحي. فإذا كنتم تحبون القتل والدمار فافرحوا ها قد أتاكم دمارا مدمرا.

احذروا إن الله عندما يرسل هذه الزلازل التي لا تبقي على شيء إلا وتدمره ستعلمون أنها "نهاية العالم" فالزلازل علامات الساعة التي أخبرت بها الأنبياء خصوصا خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك من علامات الساعة انتشار الزنى انتشارا يثير غضب الله ونقمته. فيا أيها الناس أين المفر؟ والى أين تفرّون؟

أيها الناس لقد منحكم الله أعلى مراتب الشرف "ولقد كرّمنا بني آدم" ولكنكم لا تعرفون هذا الشرف ولا تقدّرونه! نسيتم الله ونسيكم. أيها الناس ويا كل الأمم غيّروا الطريق الخاطئ الذي اتخذتموه طريقا للعيش. وارجعوا الى طريق الصواب الطريق المستقيم لتنالوا حماية الله وحفظه ولتخرجوا من الظلمات الى النور دنيا وآخرة.

اللهم اغفر لنا وابعث لنا من عبادك الصالحين, المكرمين من يساعدنا على تصحيح أخطائنا وتصويب خطواتنا لإبعاد سخطك وغضبك عنا وإنزال الرحمة بنا. اللهم اغفر لنا بحرمة أشرف الخلق في الحضرة الإلهية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. الفاتحة

UA-984942-2