صحبة الجمعة 29 أبريل 2011
السلام عليكم. (مولانا يقف)
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. اللهم صل على سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. أمدونا يا رجال الله!(مولانا يجلس).
دستور يا سيدي يا سلطان الأولياء، مدد يا صاحب الإمداد، مدد. إن من أهل الله وأحبابه، القائمون في حضرته سبحانه وتعالى، والذين كساهم برداء القدرة، من هو قادر برفسة واحدة، على أن يقذف بالكرة الأرضية من خارج مسارها .. هووو. وإذا قام بفتح ذراعيه ومدهما هكذا، (مولانا يفتح ذراعيه ويمدهما إلى فوق)، يمكنه أن يضم بين ذراعيه جميع الكواكب والنجوم التي ترونها في الليل، والمنتشرة شرقاً وغرباً، ويقذف بها بعيداً، دون أي جهد يذكر. لأن أولياء الله مظاهر قدرة الحق جل وعلا.
أيها الناس، السلام عليكم! قدموا لله الخالق، جل وعلا أجلّ التعظيم والتقدير. فبحار قدرته لا يعرف كنهها أحد، ولا أحد يعلم من أين تبدأ وإلى أين تنتهي. وقد خلع عليكم كسوة الخلافة. وجعلكم خلفاءه في هذه الأرض. وهذا تكريم جليل وتشريف عظيم أن تكونوا خلفاء لله سبحانه وتعالى.
أيها الناس! أينما كنتم في أصقاع الأرض، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. لقد أضعنا الأدب مع الله وفقدنا تعظيمنا له سبحانه وتعالى. يعيب علينا نحن، بني آدم عليه السلام، أن لا نقدّر هذا التكريم الذي لا حدّ له ولا نهاية، والذي ألبسنا الله به، وجعلنا خلفاء له جل وعلا. فبدلاً من أن نستجيب لدعوته، نفر من حضرته جل وعلا. ويكفي تكريماً لنا وتشريفاً، أنه سبحانه وتعالى يدعونا إلى حضرته كل يومٍ خمس مرات.
لو تلقيتم دعوة من أحد ملوك الدنيا بالحضور إليه، لأسرعتم بالاستجابة إلى تلك الدعوة الملكية. اليوم يحتفلون في لندن، بعرس الأمير وليم (ابن ولي عهد إنكلترا). وكان كل واحد يتمنى أن تأتيه الدعوة من جلالة الملكة، وأن يكون من الذين تشرفوا للحضور في حفلة ذلك العرس. فكيف إذا كانت الدعوة من الله سبحانه وتعالى؟ يدعوكم كل يوم خمس مراتٍ، بجلال وجهه وعظمة سلطانه، سبحانه وتعالى ويناديكم، "يا عبادي، هلمّوا إلى حضرتي!" وأنتم ترفضون تلك الدعوة!؟ لا يمكن أن تحظوا بمثل هذا الشرف إلا من قِبل رب العالمين. فالعظمة كلها لله جل وعلا! .. يدعوكم خمس مرات كل يوم، "دعوا الأغيار، واقبلوا دعوتي وتعالوا إلى حضرتي!"
إذا قال لك أحد الضباط، "تعال إلي الساعة الثالثة" مثلاً، هل تستطيع أن تقول له، "لا يمكنني ذلك، لدي شغل"؟ بل أنت تسرع لتلبي دعوته! وربك يدعوك إلى حضرته ولا تقبل دعوته سبحانه وتعالى!؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وعلى هذا استحق الناس العقاب. الآن، سيعم البلاء كل العالم. لأن الناس لم يعرفوا حق قدره جل وعلا. والله سبحانه وتعالى يريد أن يعاقبهم جميعاً. والعلامات الأولى لهذا العقاب الإلهي بدأت تأتي إلينا عبر المحيطات والقارات قطرة قطرة. وإذا أراد الله عز وجل أن يهلككم بالغرق، فله أن يغمر الأرض كلها بمياه المحيطات. فأين هي تلك التكنولوجيا حينها لتوقف تلك الكارثة وتمنعكم من الغرق؟ وأين المفر من عقاب الله عز وجل حينئذ؟ وإذا أراد الله عز وجل أن يحرك الأرض ويزلزلها تحت أقدامكم، فماذا أنتم فاعلون حينها؟ يكون قد انتهيتم!
كتحذير أولي، بدأت قطرات من البلايا تنزل على الناس. وما ذلك التسونامي الذي ضرب اليابان قبل أكثر من شهر إلا قطرة من تلك البلايا. والآن نسمع أن عاصفة تورنادو اجتاحت أمريكا وحصدت المئات من الناس، ومسحت من على وجه الأرض كل ما وقف أمامها وقذف بها بعيداً في الهواء. فماذا قدمت التكنولوجيا من وقاية للناس؟ لا شيء! .. انتهى الأمر! .. وما كانت تلك إلا قطرات من بحار القدرة. جميع الأولياء الآن في خوف شديد. فإذا جاء الأمر، ففي غضون دقائق أو حتى ثواني ستغرق الأرض تحت مياه المحيطات. أو يُأخذ الناس على غفلة ويُقذف بهم بعيداً في الهواء.
أيها الناس! أيها البشر! عظموا ربكم جل وعلا وقدروه حق التقدير. وإلا فانتظروا عذاباً يأتيكم من فوق رؤوسكم أو من تحت أرجلكم، وانتهى الأمر! .. خافوا من ربكم، الذي خلقكم وصوركم، وقوموا بإقامة شرائعه، وكونوا عباداً لله صالحين، تنجوا في هذه الدنيا وفي الآخرة! كان هذا تحذيراً ربانياً. أشعر بالأسف الشديد أنه لا أحد يقوم بتحذير الناس، لا في الشرق ولا في الغرب، لا في الشمال ولا في الجنوب، في كل أصقاع الدنيا، غير هذا العبد الضعيف .. أنا عبد ضعيف، والذين يدّعون العظمة والقوة، لا يقومون بتحذير الناس. وكذلك لم أسمع من أحد من رجال الدين المسيحيين أو اليهود ولا حتى من المسلمين؛ لم أسمع أحداً منهم يحذر الناس بهذه الطريقة.
أيها العلماء والمثقفون! على عاتقكم المسؤولية الكبرى. فإن لم تبلغوا الناس وتحذروهم مما هو آت، فسيكون عقابكم أشد من غيركم في هذه الدنيا وفي الآخرة.
أيها الناس! كونوا عباداً صالحين لله سبحانه وتعالى، تنالوا سعادة الدارين. هذا يكفي لهذا اليوم. أنا تعب. ولكنهم أمروني أن أحذر الناس. ادعوا لي وادعوا لأنفسكم. أدعو الله أن يبعث لنا المخلّص الذي سينقذ الناس في هذه الأرض. يوم القيامة تقترب منا بسرعة هائلة. غفر الله لنا!
أيها الناس! أطيعوا الله ورسوله. ومن يطع فقد نجا. وأما العاصون فسوف يعاقبون. اللهم اغفر لنا وابعث لنا من يجمع قلوبنا ويوجهها إلى الله جل وعلا. غفر الله لي ولكم وللناس أجمعين بجاه خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف تعظيماً ثم يجلس). الفاتحة
(مولانا يمنح الإذن لمولانا الشيخ هشام أن يعطي البيعة لجماعة من روسيا وغيرهم. حوالي 90 نفراً من روسيا جاءوا قبل يومين).