Available in: English   Turkish   Arabic   Go to media page

كن طالباً للعلوم السماوية

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

(مولانا الشيخ يقف).

دستور يا رجال الله. لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا ونبينا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم! اللهم زده عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً. يا الله، أنت الله ونحن عبيدك الضعفاء، فارحم ضعفنا وارحم ذلنا يا رب العزة والعظمة والجبروت. (مولانا يجلس).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها المشاهدين، الذين حضروا لأجل هدف راق ومهم!عندما يريد الصياد أن يصطاد، يضع كل تركيزه واهتمامه في صيده ولا شيء آخر يلفت انتباهه. كل هذا الجهد والاهتمام لأي شيء؟ لصيد تلك العصفورة الصغيرة سواء أفلح في صيده أم لا. لا حول ولا قوة إلا بالله! الله، لا حول ولا قوة إلا بالله!

الناس، همهم يقتصر على هذه الحياة الدنيا التي نحن فيها الآن، ولا ينتبهون ولا يلتفتون إلى ما وراءها. وهذه الحياة مثل تلك العصفورة الصغيرة، وما وراء تلك، الله أكبر! ما منحه الله سبحانه وتعالى من عطايا، لا أحد يعلم!

ثم السلام عليكم أيها المشاهدين! لا تكونوا من الغافلين. لا تظنوا أن هذه الدنيا ستدوم لكم. سيأتي يوم وستنتهي الحياة على هذه الأرض. ونحن غافلون عن سبب وجودنا على هذه الأرض.

ونقول السلام عليك، يا من هو مسؤول عن كل ما يحدث على هذا الكوكب! بين البشر، أولاً ومن ثم لكل المخلوقات الموجودة عليه. وهذا الشخص عُيّن لحمل تلك المسؤولية وأُلبس من السماء لباس القوة، ليكون قادراً على السيطرة على كل من على هذا الكوكب، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وعلى المحيطات ومن أقصى العالم إلى أدناه. سبحان الله، تعالى عظمته! كيف يمكن أن يكون هذا؟ أحياناً أنظر وأرى على منديلي نملة صغيرة تركض، فأسألها، " من خلقكِ أيتها المخلوقة الصغيرة؟" فتجيبني قائلة، "من خلقكَ خلقني!" الله أكبر!

لماذا الناس لا يفكرون؟ لأنهم سكارى، ولا يعيرون انتباههم إلى مثل هذه الأمور. الله أكبر! وهذه الأرض لا تساوي شيئاً، وصغيرة جداً من أن تُرى أو تُلاحظ في الفضاء الشاسع. فهي صغيرة جداً، ولكننا نحن نعيش عليها، نعمل فيها ونبذل جهدنا ونجري عليها. ونطلب ونحاول(الحصول عليها)! أيها البشر، ما الذي تقومون به؟ ولماذا؟

عندما سُئل سيدنا نوح عليه السلام، "يا أطول الناس أعماراً من بين الأنبياء، ولم يعش أحد أطول منك عمراً. فما هو انطباعك حول الألف سنة التي عشتها؟ وبما أنك الأب الثاني للبشرية على الأرض، بعد ما قضى الطوفان على البشر كلياً إلا من بقي من نسلك، فماذا ستقول لأبنائك؟" فيرد قائلاً، "يا أبنائي ويا أحفادي. أرى وكأن قافلة وصلت إلى الخان، دخلوا فيه ثم مضوا ذاهبين. فمثل الدنيا مثل رجل دخل إلى الخان من الباب الذي كُتب عليه ’المدخل‘، ثم خرج من الباب الذي كُتب عليه ’المخرج‘. هذا هو مثال حياتي في الألف سنة التي قضيتها في هذه الدنيا".

فماذا عنكم يا علماء السلفية، هل هذا صحيح أم لا؟ نحن لا نرغب أن نناقش حول هذا الموضوع، ولكنه حقيقة واقعة وثابتة للبشرية.

بلايين من البشر، دخلوا من الباب، جلسوا قليلاً؛ فمنهم من يبقى أقل ومنهم من يبقى أطول بقليل، ومن ثم يقومون ويمضون إلى الخارج. هذا هو انطباعي حول حياة البشر على هذه الأرض. حيث أنني أطول الناس أعماراً، وها أنا الآن أنتقل من هذه الحياة! فماذا عن الأمم الأخرى؟ سيأتي من بعدي أنبياء، وأعمار أممهم ستكون أقل وأقصر، حتى يكون أقصرهم أعماراً أعمار أمة خاتم الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف).

لو كان نوح عليه السلام حياً لوقف تعظيماً لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، (مولانا يجلس). ولكن علماؤنا السلفيين لا يقبلون الوقوف عند ذكر اسمه المقدس، صلى الله عليه وسلم؟ عليكم أن تتعلموا، يا علماء السلفية، أن تقدموا أجل التقدير وأعظم الاحترام لخاتم جميع الرسل وأحب وأعظم وأشرف وأعز الخلق، عليكم أن تتعلموا أن تقفوا تعظيماً له عندما يُذكر اسمه! إذا وقفتم إجلالاً وتعظيماً له، صلى الله عليه وسلم، فلن يغضب الله سبحانه وتعالى، ولكنه سيغضب إن لم يُقدَّر حق التقدير أحب وأشرف وأعظم خلقه والخليفة المطلق من الأزل إلى الأبد. لا تظنن أن محمداً آخر سيأتي! (مولانا يقف تعظيماً له). (محمد) واحد يكفي! واحد يكفي! عليكم أن تقفوا عند ذكر اسمه! لا تقولوا هذه بدعة وهذا حرام وهذا شرك. وإنما ذلك احترام وتعظيم لمن عظّمه الله سبحانه وتعالى وأجلّه في حضرته القدسية ولخليفته الأبدي. لن يؤاخذكم الله ولن يعاقبكم لأنكم وقفتم تعظيماً له، لأن الله سبحانه وتعالى قد كرّمه ومن أجله خلق كل شيء، لا أحد يعرف بدايته ولا أحد يعرف نهايته. والدين الإسلامي قائم على دعائم قوية، وهي أقوى الأعمدة على الإطلاق.

"أعطِ كل ذي حق حقّه"، يا علماء السلفية، تلك هي التعاليم التي يعلمونني إياها ساداتنا ويرسلون بها إلي. هل هذا حديث أم لا؟ كل ذي قدر وعز فمِن قدر وعِز خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم. وقد جعله الله سبحانه وتعالى خليفته المطلق من الأزل إلى الأبد، ولن يغيّر خليفته، أبداً. "هو" واحد وخليفته واحد؛ خليفة مطلق! عليكم تقديم أجل التقدير وأعظم الاحترام لأكرم مَن في الحضرة القدسية. وأساس ديننا الاحترام والتعظيم والتشريف؛ وهو مبني على ذلك. من لا يوقّر ويحترم من أُكرم من قِبل السماء، فقد ضل طريق الصواب، وأصبح من أتباع الشيطان. لأن الشيطان لا يرضى أبداً أن يرى خليفة الله الحقيقي يُحترم ويُعظّم.

هل تعرفون يا علماء السلفية، لماذا غضب الشيطان وأبى أن يسجد لآدم؟ وقد كان مجتهداً بعبادة ربه. وكان يتمنى أن يُعطى هذا التشريف له (أن يكون خليفة ربه). ولكن لا، لم يُعط هو (وإنما أُعطي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!)

في ذلك المشهد العظيم (عندما أسجد الله سبحانه وتعالى الملائكة لآدم عليه السلام)، لم يُأت بخاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) لأن المشهد العظيم لم يكن ليحتمل تلك الأنوار (أنوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم). وإنما جيء بآدم عليه السلام، ووضع على جبهته قبس أو شعاع صغير جداً من أنوار من سيكون خليفته. فلو جيء بالعالم كله ووضع في ذلك الشعاع الصغير، لا يمكن تصوّر القوة التي فيه، يمكن أن يضيء هذا الشعاع الصغير الكون بأكمله. لم يأتوا بسيد الرسل الكرام وإنما جاءوا بآدم عليه السلام. الله أكبر، الله أكبر! "يفعل ما يريد ويحكم ما يشاء"، الله جل وعلا. لا يمكن أن يظهر أنوار خلفاء الله القدسية، لأن الخلائق لا يمكنهم أن يحتملوها، بل سيحترقون أو يختفون!

أين علمكم يا علماء السلفية؟ هل تعتقدون بأننا نروي القصص والأساطير؟ ما فُتح من هذا العلم لنتحدث عنه لا يعدو نقطة من محيط. لا يمكن للخلائق كلها، أن تحتمل أكثر من تلك النقطة، الله أكبر! أين علمكم؟ لماذا لا ترجعون إلى بطون الكتب الإسلامية، بدلاً من أن تنشغلوا باتهام هذا بعلمه أو ذاك؟ تقولون، "هذا لا يصح، وهذا لا يجوز!" تفعلون (بالناس) هكذا وهكذا، لا! لا يمكنكم أن تقوموا بذلك! الإسلام أرفع من هذا. والإيمان أرفع وأجل من هذا، ومحبة رب السموات شيء آخر، لا يمكنكم تصورها! وحتى أنكم لا تطلبونها. بل تأخذون كتبكم وتضعونها تحت إبطكم هكذا. ماذا يوجد فيها؟ ماذا تعتقدون؟ دُونت وطُبعت ملايين الكتب حول علوم القرآن الكريم، وهذه علوم مقدسة. وكل هذه لم تجتز الدرجة الأولى (من العلم). نحن لم نضع أقدامنا بعد على الدرجة الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة ولا الخامسة.. فنحن لم ننته بعد من الدرجة الأولى، فكيف سنصل إلى الدرجات الثانية أو الثالثة، من الدرجات السماوية؟ ومتى نصل إلى حدودها؟ طبعاً، الحدود عندنا نحن، فأما ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى فليس له حدود! أيها الناس انتبهوا ولا تقولوا بأنكم علماء أو علماء سلفيون. اسألوا السلف الصالح عن رأيهم وعلمهم حول السموات؛ السماء الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة. إن لم تعرج عليها وتدخل فيها فلن تستطيع أن تخبر عنها شيئاً!

(مولانا يُري صورة عن المسجد النبوي الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم) هل النظر إلى هذه الصورة كالدخول في ذلك المكان الشريف؟ لا! إذن، حتى أنه لا يوجد صورة للسموات السبع لننظر فيها، إنما ننظر إلى أسمائها فقط. فكيف ستبحر في ذلك المحيط وتغوص فيه؟

أيها الناس! كونوا طلاباً. اطلبوا المزيد، كلما طلبتم أكثر كلما نهلتم أكثر من ذلك العطاء السماوي اللامتناهي. غفر الله لنا! نحن نحاول أن نوقظ النيام ونزيل الصقيع عن العقول المتجمدة ليتمكنوا من استيعاب شيء، لا يُذكر.

نحن نعيش على كوكب صغير، ومع أنه صغير الحجم، إلا أننا لا نصل إلى كل مكان فيه، فكيف بالسموات؟ هذا الكوكب صغير بحيث محيطاته المحدودة لن تكون إلا بمثابة قطرة صغيرة من محيطات السموات اللامحدودة.

علم آخر من العلوم الخفية! والآن أيها الناس، سنترك المجال للعلماء السلفيين ليتناقشوا فيما بينهم أي شيء مما نقوله صحيح وأي شيء لا يفهمونه وأيها لا يقبلونه! إن كنتم لا تقبلونه، فإنني أقول لكم، {قُلْ هَاتوُا بُرْهَانَكُمْ}! إن كنتم ترفضون حديثنا فهاتوا علماً يفوق علمنا هذا، مع دليل حقيقي وإلا فلا طائل منه!

أيها الناس، تعلموا! أو كما أمر رب السموات حبيبه المحبوب أن يبلّغ أمته، "أطلبوا العلم" كونوا طلاباً للعلم. "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد!". يا ربنا نحن لا نعرف شيئاً، إلا أن نأكل ونشرب ونمتّع أنفسنا، سواء أكان من الحلال أم من الحرام. حفظنا الله!

هذه الصحبة، ليست من بنات أفكاري وإنما مما يرسله إلي ساداتنا الأجلاء إلى قلبي. فهي واردات سماوية تأتي إلي. لذلك، عليكم مراعاة التقدير والاحترام لها. فلا تعترضوا عليها، إلا أن تكون لديكم أدلة قوية وقاطعة لاعتراضاتكم! لا تقولوا هكذا هو وانتهى! لا تقولوا أنا أصبحت دكتوراً! إن أصبحت دكتوراً تعال، وسأفحص لك نبضك! نعم، هناك من يقوم بجس النبض للناس، ولا أعني جس النبض فيزيائياً، وإنما هناك رجال قد أُعطوا إذناً لينظروا في أية درجة فهم وعلم ومعرفة أنتم. وعلى حسب درجاتكم يرسلونكم إلى أماكنكم ومقاماتكم. غفر الله لنا بجاه أشرف من في الحضرة القدسية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً له).

الفاتحة.

(40 دقيقة)، ما أرسلوه يكفي الآن. (524،000 مشاهد).

UA-984942-2