صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء
أحدهم يقول: إحدى المريدات تسأل: أحياناً لا أداوم على الأوراد بسبب إنشغالي بالأعمال الدنيوية. ماذا علي أن أفعل؟
مولانا: إنني لا أجلس هنا لأجيب على أسئلة كهذه. إذا كان لديها شيخ أو نائب شيخ (أي مأذون) فيمكنها أن تسأله. إنني لا أشغل نفسي الان بالإجابة على أمور كهذه.. إنني أجلس هنا من أجل مخاطبة العالم كله وليس من أجل المريدين فقط. لا. لا. لا أحب لأحد أن يسأل أسئلة كهذه. هنالك مأذون في كل بلد يمكنه أن يجيب عن هذه الأسئلة.
ونقول أولاً: السلام عليكم إخواننا وأخواتنا في الإسلام. أو في الأسرة البشرية أيها الأخوة والأخوات نحن هنا لنتكلم لكل الشعوب والأمم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. رجاءً لا تسألوا أسئلة شخصية تتعلق بكم، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بكل الأمم يمكنكم أن تسألوا عنه. لا أحب أسئلة مثل :ما هو السبيل لأتقدم في سلوكي للطريقة"؟ هذا ليس مهماً هذا من فعل الشيطان ليشغل لقاءنا بهذه الأسئلة الشخصية التي تتعلق فقط بالمريدين حتى لا يعطي لقاءنا منحة وهِبَة لكل الناس.
رجاءً لا أحد يسأل أسئلة تتعلق بهِ أو بعائلته لا. ونقول : السلام عليك يا كل الأمم التي هي أعضاء في شجرة الطبيعة البشرية الضعيفة. ليغفر لنا الله . سلامٌ لكم إنني أسأل شيخي أو مرشدي أو مُعلمي، أسأله أن يدعمني ويمدني بتأييده الروحي. وأسأل بتواضع من مرشدي، وأنا أؤمن واعتقد أن كل الأنبياء هم مرشدون، وكل الناس الذي يتبعون الأنبياء حقاً، إنهم مرشدون للبشرية. وكل واحد من البشرية ينبغي أن يطلب له مرشداً، وأنا أصغي لمرشدي ما الذي يلقيه في قلبي.
القلب الروحاني، وحين أقول قلب فإنني لا أعني تلك المُضغة اللحمية لا. فلكل مخلوق تلك القطعة من اللحم التي هي القلب الصنوبري..
إننا نؤمن بالكتب المقدسة. إننا خُلقنا من قِبِل الله تعالى رب السماوات.
وقد ذُكِرَ في كل الكتب المقدسة إن جسدنا (وجودنا المادي) كما يقول الله تعالى بنفسه قد خلقّه "بيديه"، ولكن هذا حتى نتمكّن من الفهم، لأنه بدون الأيدي التي تقوم بكل شيء، لا يمكننا أن نتخيّل هذا الأمر كيف تَمّ.
لذلك الله تعالى رب السموات، من أجل أن يُفهّم البشر يقول هذا لأن الناس قد يسألون " من الذي خلق أول إنسان"؟ وقد ذُكِرَ في الكتب المقدسة أن أول إنسان كان آدم عليه السلام وعلى جميع الأنبياء وعلى أكثر الأنبياء تعظيماً وتكريماً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. (مولانا يقف تعظيماً لذكر النبي). ليسَ كثيراً على الناس أن يقفوا تشريفاً وتعظيماً لذكره لجاهه. بعض الناس قد يعترض على هذا قائلاً " لماذا يقف الشيخ؟ لذكر اسم خاتم الأنبياء"؟ نعم.
الناس إذا كانوا يعرفون فَوِفقَ معرفتهم يعرفون. ولكن بالنسبة لأشياء كثيرة لا يعرفونها فإنهم جاهلون. نعم، قد يعترضون. إنهم يعترضون لأنهم لا يعرفون لماذا يقفون. إنني أسأل سؤالاً مفاجئاً لأولئك الذين يقولون" لماذا يقف الشيخ كلما ذُكِرَ اسم خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه"؟ نعم. نحن مسلمون ومعرفتنا مستقاة من الكتب المقدسة ومن المقدسين.. معرفتنا ليست نتاج عقلنا. أو ثمرة التفكّر هنالك نوعين من المعرفة في كل دين وعلى الأخص الإسلام. واحد عقلي، نقلي والنقلي هو ما يأتي من نبي أو من الأنبياء، ويصلنا من خلال ورثة الأنبياء. والثاني- النوع الثاني من المعرفة هو ثمرة التفكّر. وهذه المعرفة تأتي وفق قدرتنا على الفهم وقابليتنا واستعدادنا ومنطقنا.
والإسلام يأتي كرسالة سماوية من السماء وعليك أن تؤمن به وتصدقه دون أن تقول" لماذا" أو "لا"! لا يمكنك أن تقول "لماذا" . أو " من أجل ماذا"؟ لما هو كشف إلهي إخبار غيبي لا يمكنك أن تقدّر بالنسبة لما هو كشوفات سماوية لا يمكنك أن تستخدم عقلك أو منطقك أو أفكارك.
لأن منطقك هو ميزان في صورة مصغرة جداً.وأنت تريد أن تزن بعض هذه الأسئلة في هذا الميزان وهذا مستحيل. لذلك ممنوع أن تستعمل منطقك لتقيس به أخباراً ، أنباءً قادمة من السماء ككشف وإظهار من رب السموات لعباده المختارين المصطفين، لأصفيائه. وهذه هي المشكلة الكبرى. الناس في أيامنا يطلبون شيئاً غير ممكناً.
إنهم يريدون ما هو مستحيل...
الإنسان فُطِرَ على الإيمان.. الإيمان شيء والمعرفة شيء آخر. لأنك إذا حاولت أن تعرف كل شيء فلن يكون بوسعك أن تعرفه كما تحب وتشاء.
يمكنك أن تقول " آمنتُ بالله"
كل الأمم تسأل "لِمَ هذا لِمَ ذاك"؟ كل البلدان وهذا أمر عجيب جداً حتى تؤمن عليك ألاّ تستعمل منطقك . ينبغي أن تقول: " نعم ، هذا قادم من السماء ، وأنا أؤمن به ...
لذلك، الله جل جلاله ، كان يستخدم من خلال إخباره الغيبي(كشفه عن الحقائق) نهجاً أو أسلوباً يمكن للناس أن يفهموه (يعطيهم معنى مجازي). وهذا يعطيهم بحجم الفيروس (الجرثومة) فهماً ومعرفة. وفهمهم هذا ربما مثل الذرة!
لذلك فإن الناس يسألون " من أين نحن قادمون" لأنهم لا يعرفون السماء.
الله تعالى يقول" خلقت السماوات والأرض، وخلقتُ أباكم الأول ، خلقته وحتى يفهم كل واحد
الله تعالى يقول" بيدي".
لا يمكننا أن نتخيل أن بوسعنا أن نفعل شيئاً (بدون اليدين)، لذلك لا نعرف التنزّل السماوي إلى مستويات فهم الناس ويقول " خلقتُ آدم بيدي" عندها يقولون . " نعم ، نعم هذا حق، هذا صحيح".
وهناك ينبغي أن تؤمن، قد تسأل " هل لله تعالى يدين" إذا قلنا " لا يدين له فإنهم يقولون . " نحن لدينا يدين وبأيدينا يمكن لكل واحد أن يفعل ما يشاء..." لا يمكنهم تخيّل ما هو أبعد من ذلك. وهذا يعني أنهم لا يعرفون السماء. نعم! الله عنده يدين. لذلك عندما اعترض بعض الناس الأغبياء على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم وقالوا" يدُ الله مقبوضة"
هذا هو مستوى فهمهم . قالوا" أيدينا نحن مفتوحة لكن يد ربك مقبوضة" لا يمكنهم التفكير فيما هو أبعد من ذلك. لكن رب السموات سبحانه، هل له يد كما تظن أو تتخيّل لا ! هذا مستواهم. إنه لا يحتاج إلى يد كما تظن أو تتصوّر لا. هذا مستوى فهمهم إنهم يقولون " يد الله مقبوضة ولكن أيدينا مفتوحة" والله تعالى يرفض ويرد عليهم " بل يداه مبسوطتان"
يداه مبسوطة إلى كل مكان وإلى كل شيء. كل شيء يأخذ وجوده من أيدي ربهم الإلهية التي تصل إلى كل شيء وتعطيهم كل ما يحتاجونه . ما شاء الله!
القرآن الكريم! سبحان الله. ما أعظمه . مُعظّم . الله أكبر كلمات الله تعالى. كلمات إلهية. محيطات لا نهاية لها. ليغفر لنا الله!
نعم. ونحن نأتي إلى ما نسميه تعظيم النبي صلوات الله وسلامه عليه..
تعظيم خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه..
هل تظن أن تعظيم الله تعالى هو شيء بإمكانك أن تحيطه هل هو قابل للإحاطة كلمات الله تعالى لا أحد بإمكانه أن يضع لها حداً من الفهم.
نعم الله تعلى عظمّ آدم أولاً . لماذا؟ لقد عظّم آدم عليه السلام من أجل ابنه الأكثر تعظيماً وتكريماً وتشريفاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم. بسم الله الرحمن الرحيم. ما أنت بحاجة إليه هو محيط. ولا تظن أن الوجود الإلهي عنده فقط محيط واحد. محيطات لا تعد ولا تُحصى! لذلك نأتي ونتكلم شيئاً صغيراً جداً، صغيراً جداً، ونرسل إليكم وفق قابليتكم للتلقي، قابلية البشر، وطالما يستعملون منطقهم فلا يمكن إعطاؤهم أكثر من هذا.
إنه محيط. حتى لو كنت غير قادر على الخوض فيه والوصول إليه، ولكن من بعيد يمكنك أن تنظر وربنا ، صفاته الإلهية، كل أنبيائه يرتجفون من ذلك الخطاب اسمه المقدس ، "علاّم الغيوب" . كل الأنبياء يهتزّون من صفة علاّم الغيوب "علاّم الغيوب" أنا لا شيء ولكن كلما مررتُ بهذا الوصف "علاّم الغيوب" فإن وجودي كله يهتز من عظمة هذه الصفة " علاّم الغيوب" التي تُدهشُ العقل. سبحان الله.
هذه صحبة قصيرة جداً جداً جداً ، وقد نستمر بها حتى الأسبوع القادم:. الشهر القادم، السنة القادمة، لا تنتهي . هل تظن أن بإمكان أحد ما أن يُفرغ مياه المحيطات بواسطة سطل؟ هل هذا ممكن أم مستحيل؟ مستحيل! لكن يجب أن نقول ما هو مستحيل. لأن علماء القرن الواحد والعشرين والمتعلمين يظنون أنه من السهل جداً أن تتكلم عن رب السماوات جلَّ وعلا رب الخليقة وهذا خطأ فادح وكبير! وأنا أقول عليهم أن يكونوا قادرين على أن يفرغوا المحيط الهادئ بواسطة سطل! وعليه أولاً أن يكون عنده مسافة كبيرة بحيث أنه يفرغ فيها ما يأخذه بسطله من المحيط الهادئ!
هل هذا ممكناً أم مستحيلا؟ لكن الناس يظنون أنني عندما أتكلم وأسأل أسئلة غبية كهذه لا معنى لها، ومن أسئلتهم إشارة على جهلهم.
رب السموات يقول: اطلب أن تعرف المزيد لأنه لا حدود للمعرفة لو جعلتك في محيط محدود قد تقول " ماذا وراء هذا المحيط المحدود"؟
والآن ذلك المحيط وأنت تسعى للوصول إلى تلك النقطة.
لذلك الله تعالى يجعلهم يفكرون ودائماً .. فهمهم محدود.
(قالت نملة..) . فقط نملة واحدة تتكلم أو تكلمت. خاطبت كل النمل وفق معرفتها كانت تقول، وكل النملات بسرعة هربوا إلى ثقوبهم. (دخلوا منازلهم) (تلك النملة أَبلغتهم) " احذروا الملك سليمان وجنده يمرون وقد يحطمونكم، ادخلوا منازلكم بسرعة"
هذه قابلية المعرفة، هذا هو الفهم وما نقوله معرفة لا تعرفها قادمة من السماء.
إذا كنت تريد أن تعرف كل شيء، فإن معرفته هي محيط هادئ، أكبر محيط، هل تحب أن تعرف كل شي؟ - نعم خُذ! خذ- واغرف بالسطل (من العلم الرباني)، خذ! انتهى!
أولاً لا يمكنك أن تجد مساحة مثل المحيط الهادئ، إنها كمية كبيرة.
ثم تأخذ من هنا لتضع هناك. من هنا و تُفرِغ هناك. محيط واحد ليس له حدود. لكنها محيطات الله تعالى (محيطات المعرفة) لكن الناس الجاهلين، الإنسان الجاهل يريد ذلك كما لو أن له حدود. ولكن خذ المزيد . نعم . وفق قابليتك وَسِعَتِكَ. انظر إلى نفسك في المرآة. وانتبه إلى ما تدّعيه. لكن الناس الآن يتبعون الشيطان، والشيطان يعطيهم مقاماً كهذا..
هذه بداية الجاهلية في الأرض لأنهم يجعلون الناس يخرجون عن دائرة الأدب إنهم يجعلون الناس يتجاوزون حدودهم! وقابليتهم وسعتهم لا تسمح لهم بعبور المحيط. سبحان الله إذن المعرفة التي وصلت إلينا من الأنبياء هي مثل الذرة، يمكنها أن تكون مثل محيط مليء بالمعرفة.
أيها البشر. اتركوا هذا الغرور وقولوا " ياربي . أنت كل شيء ونحن لا شيء" .
الناس فقدوا الأدب، ودائماً يسألون ويطلبون أشياء التي هي ليست من حسن الأدب. اعرف حدك والزم أدبك. ليغفر لنا الله . السلام عليكم
الآن حان الوقت لجعل رؤوسهم مُنكّسة. الآن رؤوسهم مرفوعة بغرور. والان آتية أجيال جديدة ستجعل الأجيال القديمة التي تدّعي ما هو ليس لها، ستجعل رؤوسهم مُنكسّة
يا ربنا اغفر لنا. يا ربنا باركنا . يا ربنا امنح قلوبنا السلام والسكينة.
أنت فقط الواحد، لا وجود لسواك. أنتّ الأزلي من الأزل إلى الأبد.
الحمد لك بلا حدٍ . الحمد والشكر لك بلا نهاية يا ربنا. اغفر لنا . باركنا . بارك أنفسنا لنكون في طريقك . الذي ذكرته لأحبابك ، لأصفيائك ، طريق عبدك المُعظّم المُفخّم المكرّم . صلى الله عليه وسلم . فاتحة.