Available in: English   Arabic   Go to media page

إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبيِناً

سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

16 سبتمبر 2010 - شوال 1431 - ليفكة قبرص

(مولانا الشيخ يقف).

لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عليه صلاة الله وسلامه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وخدماء شرائعهم. ألهمنا رشدنا يا ربنا .. يا ربنا وأعذنا من شرور أنفسنا! السلام عليكم يا عباد الله الصالحين! السلام عليكم يا صاحب الزمان! السلام عليكم يا صاحب الإمداد! السلام عليكم يا قطب الزمان! أغيثونا يا رجال الله!

ونقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم". (مولانا يجلس). يا ربنا، هب لنا مغفرة لا منتهى لها .. اغفر لنا بجاه أشرف خلقك، (مولانا يقف)، سيد الأولين والآخرين، صاحب الرسالة المطلقة وخليفتك الحقيقي، حبيبك .. اغفر لنا وارحمنا، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا! (مولانا يجلس). هووووو، هووووو ، هووووو، هووووو، هووووو، هو، هوووو، هوووووو، هو، هووووو، هووووو، هووووووو، هووووووو.

نحن سعداء ونشكر الله الذي خلقنا على ذلك، والذي أعد لنا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هو القادر المقتدر! بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الرحمن الرحيم. أنت الله!

السلام عليكم أيها الحاضرين! السلام عليكم يا أصحاب النوبة، الذين يعتنون بأمة الحبيب، أينما كانوا شرقاً وغرباً ويدافعون عن المؤمنين وينصرونهم. في عصر ظهرت فيه كل أنواع المصائب وتنزلت على رؤوس الناس مثل المطر، فوقفوا مشدوهين مذعورين، لا يعرفون ماذا يفعلون!

السلام عليكم يا مشاهدينا ويا علماء السلف الصالح! هم يطلقون هذا الاسم على أنفسهم، لذا علينا أن نخاطبهم بهذا الاسم الذي اختاروه لأنفسهم! ولكن حقيقة، عليهم أن يكونوا طلاب علم. طالب العلم، عليه أن يستزيد من العلم يومياً. وأن يرتقي من قاعدة إلى قاعدة أخرى من العلوم. لأن مراتب العلم لا تحصى. فيمكن أن يظهر لك أفق فتحسب أنه نهاية علمك. ولكن حين تصل إلى هناك تجد أن هناك أفقاً آخراً للعلم، أكثر إشراقاً وأكثر قوة وأكثر عزاًّ. وكل من يصل هناك يأخذ شيئاً من تلك الدرجة، لأن رب السموات لا يأمر بشيء إلا وأعطى عليه أجراً، فكرمُه تعالى من الأزل مستمر إلى الأبد.

كل ما هو منسوب إلى الله سبحانه وتعالى أبدي، سرمدي .. هم يطلبون مني أن أستخدم هذه الكلمة .. لأنه من المستحيل أن يفهم أحد الحد الأقصى لكرم الله سبحانه وتعالى! .. فكلما ارتقيتم درجة لُبّستم ثوباً من المجد والكرامة، والعلم سبب لأن يُكسى عباد الله من أجله بالمجد والكرامة! .. كلنا نطلب المجد! إلا أنه، للأسف أبناء هذا العصر يحاولون نيل المجد الدنيوي، الذي هو بمثابة شرارة من عود ثقاب. ويركضون خلف تلك الشرارة.

كيف أنتم يا علماء السلف الصالح؟ .. ألا ترغبون في التقدم خطوة إلى الأمام؟ .. إنكم لا تبحثون عن الخطوات الحقيقية، التي إن أقدمتم عليها، كُسيتم بثوب من المجد والكرامة. وإذا خطوتم خطوة أخرى كسيتم بثوب آخر من ثياب المجد والكرامة. ولكنكم ثابتون في أماكنكم لا تتحركون! ولو تحركتم قليلاً لحصل لكم فتح ولرأيتم ما لم يخطر على بالكم ولا سمعتم به ولا عرفتم عنه! .. فعندما يحصل الفتح ستصلون إلى درجات من المجد ما توقعتموها أبداً!

أيها الناس! .. أيها البشر! .. أيها المؤمنين! إياكم أن تظنوا أن الأنبياء قد بُعثوا ليعلموكم شيئاً عن هذه الحياة المؤقتة في هذه الأرض. إنهم لم يُرسَلوا ليعلّموكم عن شؤون هذه الحياة الدنيا. ولا أحد منهم كان راغباً بها، أبداً! ولكنكم ضللتم الطريق وزغتم عن الحق، لذلك، أصيح فيكم منادياً! .. وهؤلاء الوهابية، لا عقل لهم ولا يفهمون. ولكن على علماء السلفية أن يفهموا، بأن الأنبياء لم يُبعثوا ليعلّموكم حول هذه الفترة المؤقتة من الحياة، التي هي بمثابة شرارة صغيرة من عود ثقاب. فهل يعقل أنهم بُعثوا ليضيّعوا وقتهم في تعليم أمور هذه الدنيا المؤقتة؟ .. أبداً! .. فلماذا لا توضّحون للناس بأن خاتم الأنبياء والمرسلين، إنما بُعث ليرفع عنكم الحُجب ويفتح لكم باب الكرامة والمجد، في غضون ثوانٍ أو أقل! ..

من المعروف جداً لأولياء الله سبحانه وتعالى أنه من خلال الـ 24 ساعة، تُفتح لكل واحد 24 ألفاً من الحجب. ما لك لك وما له شيء آخر. فالله لا يصنع نسخاً ليعطيك مثلما أعطى ذاك. لا، أبداً! .. لقد بُعث الرسل وتم، وآن الأوان لأن نفهم شيئاً عن النبوءات. ومن ثم نرجع إلى أصلنا؛ إلى وجودنا الحقيقي، الذي خلّفناه وراءنا عندما جئنا إلى هذا الوجود الزائف.

"لكل شيء حقيقة!" فحقيقتك شيء وحقيقته شيء آخر! ورب السموات يتجلى على كل واحد من البشر، مهما كان عددهم، وإن كانوا بلايين أو ترليونات أو كترليونات من البشر. فالتجليات الإلهية التي تظهر عليك ليست كالتجليات التي تظهر على غيرك. فكل شيء له مظهر خاص يختلف عن غيره. الله أكبر! .. الله أكبر!

أيها الناس! عليكم أن تحاولوا أن تعرفوا وتتعلموا! .. فالناس، همهم الوحيد، تلك الفترة القصيرة من الحياة الدنيوية، التي هي بمثابة عود الثقاب، تعطي شرارة صغيرة ثم سرعان ما تحترق. عليكم أن تعلموا أن الله سبحانه وتعالى بعث الرسل إلى هذا العالم، لأجل أن يفتحوا عليكم! .. منكم وإليكم! (مولانا يقف).

أستعيذ بالله،{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاَ مُبِيناً}، (الفتح، 1).

أيها العلماء! تلك هي بحار المجد والكرامة اللا متناهية والبحار النورانية اللامتناهية للبشر! {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاَ مُبِيناً}! .. الله أكبر! (مولانا يجلس).

الله الله، الله الله، الله الله، عزيز الله.

الله الله، الله الله، الله الله، كريم الله.

الله الله، الله الله، الله الله، سبحان الله.

الله الله، الله الله، الله الله، سلطان الله.

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاَ مُبِيناً}! .. هم ينظرون إلى ضعفنا، فيحافظون على بحار المجد والكرامة من أن تنفتح من خلال هذه الآية الكريمة! .. فهذا مستحيل! .. "إنَّا .." .. هذه علامة .. (مولانا يرى أحد الحاضرين قد نعس، فيقول مازحاً: "سوف آمر هذا أن يقف أمامك فإذا نام وقع عليك!" والجميع يضحك .. "إذا أردت أن تنام فلا تأتِ إلى هنا!")

الله الله، الله الله، الله الله، عظيم الله.

الله الله، الله الله، الله الله، سبحان الله.

سبحان الله، سلطان الله، سبحان الله، سلطان الله،

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاَ مُبِيناً}! .. أخشى أن أقول شيئاً حول هذا الموضوع، أستغفر الله! .. أستغفر الله! .. لأن مشاهدينا غير جاهزين للفتح، حتى لمقدار ثقب إبرة .. فلو فُتح مقدار ذلك الثقب، ستختفي، ليست الدنيا فقط، وإنما كل شيء في الوجود، في غضون فترة لا يمكن قياسها!(أي في أقل من ثانية) .. الله أكبر!

أيها المشاهدين! أين أنتم؟ .. طوبى لنا؛ لكم ولي .. وطوبى لأولئك الذين يفهمون من بين علماء السلفية!

يا علماء السلفية! أنتم من البشر، وأنا من البشر. ولكن رب السموات كلّفني أن أقول لكم شيئاً لإيقاظكم. وهذا أمر رباني يأتي من السماء إلى الأرض، "يا عبادي، أفيقوا!" .. لأن الوقت قد انتهى. وإن لم تفيقوا، فلن تلحقوا أن تُكسوا برداء المجد والكرامة، فقد فات الأوان! .. فمن جلالة المنظر وبهائه، سيغمى على الناس، يوم القيامة، إذا نظروا إلي وقد كسيتُ برداء المجد والكرامة!

أيها الناس! .. تعلموا ولو شيئاً قليلاً! لا أقصد العلم الذي في جامعاتكم ولا الذي في معاهدكم العالية ولا الذي في كلياتكم ولا الذي في المعاهد الأكاديمية. فهذا لا قيمة له! وإنما يريد الله تعالى؛ رب السموات، أن يرزقكم علماً ينبثق من خلالكم؛ من أعماق قلوبكم، عن طريق الفتح. فيحصل الفتح منكم وإليكم! .. الله أكبر! .. هذا هو معنى الآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ}. منكم وإليكم! .. منكم وإليكم! .. مني وإليكم! منكم وإليهم!

أيها الناس! تعلموا شيئاً قبل أن يفوت الأوان، لتكونوا من عباد الله المكرمين يوم القيامة. كل الأنبياء يسبحون في بحار الكرامة والمجد. ولكن تلك البحار مخفية عن أنظار الآخرين. يقول خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف) ".. وأيكم مثلي، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني"، (مولانا يجلس).

(وهذا في الصحيحين من حديث أبي هريرة، في النهي عن الوصال في الصوم، عندما قال له رجل: إنك تواصل يا رسول الله).

الفتح قادم، ولا أحد يدرك بذلك! .. لا أحد يدرك بذلك! .. الله أكبر! .. الله أكبر! .. الله أكبر ولله الحمد!

أيها الناس! تعلموا كيف تحصلون على التكريم الرباني، وعلى المجد والكرامة الإلهية .. آه .. آه! .. ادفعوا كل شيء مقابل تعلم ذلك!

يا علماء السلفية! تتلون الحديث الشريف ثم تقولون، "هذا هو معنى الحديث الشريف"! .. هم لا يخشون ولا يخافون أن يقولوا ذلك، بل لديهم الجرأة على أن يصرحّوا قائلين،"هذا هو معنى الآية الكريمة" .. لا .. لا أبداً! .. ضعوا نصب أعينكم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، معلم الناس الخير، (مولانا يقف ثم يجلس). معلم الأنبياء والرسل والملائكة .. هو معلم الكل، سيد الأولين والآخرين!

أيها الناس! لا تضيعوا حياتكم القصيرة سدىً ولا تغتروا بعلمكم. لا تنخدعوا بأكاذيب الشيطان الذي يحاول أن يزيّن لكم المعاصي والأشياء المستقبحة، بل تخلّوا عن المفاهيم الشيطانية، فإن هذه ستوقعكم في ظلمات النفس الأمارة بالسوء. ولقد كلّفوني أن أتحدث إليكم، ولذلك أجلس وأتحدث إليكم. ولو أغلقوا الباب، ما تحدثت إليكم ولا فهمت شيئاً. حينها سيكون فهمكم أكثر من فهمي أنا.

أيها الحاضرين! .. امنحوا لأنفسكم يومياً، ولو بعض الدقائق من وقتكم الثمين، للتفكر والتأمل! .. فكروا، ولكن لا تقضوا الليل كله وأنتم تفكرون في مشاغلكم ليوم غد! .. فمثل هذا سيخلع عنكم لباس الشرف. وإنما عليكم أن تصلوا إلى درجة تنتقون يومياً كساءً من كسوات الشرف والإكرام. وعليكم أن ترتقوا من الإيمان الصوري إلى درجات الحقيقة. وفي تلك الدرجات، ستأتيكم فتوحات لا حصر لها. حتى لا تتحسروا على أنفسكم يوم رحيلكم من هذه الدنيا وتقولوا، "يا ليتنا لم نضيّع فرصتنا!" فتندمون حين لا ينفع الندم، وتكونون كالأعشاب تداس بالأقدام .. أما الأشجار الكبيرة فلا يمكن أن تكون مداساً للأقدام! .. غفر الله لنا!

أيها الناس! شكراً على اهتمامكم وإصغائكم إلى كلامنا ومحاولة جهدكم لفهمه. فكل واحد قد أوتي شيئاً من الفهم والإدراك. فحافظوا عليه يومياً ولا تضيعوه، وارتقوا بفهمكم حتى تصلوا إلى بحار المجد والكرامة الإلهية. غفر الله لنا بجاه خاتم الأنبياء والمرسلين، سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف ثم يجلس).الفاتحة.

شاعر من أهل الشام يلقي شعراً لمولانا:

ها قد أظل زمان الوصل يا أملي فامنن وثبت به قلبي وأقدامي

وقد قدِمتُ وما قدَّمـتُ لـي عمـلاً إلا غرامي وأشواقي وإقدامي

يا ربـنـا أرنـي أنـظـر إليـك بــه عند القدوم وعاملـني بـإكـرام

مولانا: "أكرمك الله يا شيخ!.

UA-984942-2