ليفكة قبرص 16 أغسطس 2010 – رمضان 1431
(مولانا الشيخ يقف).
الله الله، الله الله، الله الله، عزيز الله.
الله الله، الله الله، الله الله، ربنا الله، ربنا الله.
الله الله، الله الله، الله الله، سبحان الله.
الله الله، الله الله، الله الله، سلطان الله.
ولك الحمد يا رب ولك الشكر ملأ السموات وملأ الأرض وملأ ما شئت من شيء بعد. اللهم آت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي من أجله ولشرفه خلقتَ الخلق، أسمى التشريفات وأعظم التكريمات التي أتيت بها أحداً من خلقك! .. زده يا ربي عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً وهيبة ووقاراً، (مولانا يجلس). وعلى سائر الأنبياء والأولياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وإلى الأبد.
السلام عليكم يا صاحب الزمان، السلام عليكم يا قطب المتصرف، الذي وُضع كل شيء تحت تصرفه بحُكم رباني. ذلك هو القطب المتصرف، فليس لأحد التصرف في أي شيء على وجه هذه الأرض إلا بسلطان من السماء .. السلام عليكم يا قطب المتصرف، نطلب منك، بتواضع شديد، أن تمدنا بقدر ما نقدر على حمله من المدد. فدعمكم ومددكم يكفي لحمل هذه الأرض! .. فما نطلبه لا يعدو نقطة صغيرة من سلطانك ونفوذك .. نقطة صغيرة من إحدى البحار السماوية .. لاحِظونا! .. نرجو منكم أن تلحظوا بعين العناية عباد الله الضعفاء!
كلنا عباد ضعفاء، ولكننا نستخدم مرآة تُظهر صورتنا أكبر من حجمها مئات المرات وآلاف المرات. أو بلفظ آخر، يحمل الشيطان مرآة سحرية، يضعها أمام ناظر كل واحد ويقول له، "أنظر فيها!" فينظر فيها ويقول، "ما أعظمني من شخص، بحيث لا يضاهيني أحد ولن يجرؤ أحد من الاقتراب مني .. أووو .. أووو .. يا ناس! ..عليكم أن تقدموا لي كامل الاحترام، لأنني عظيم من العظماء! .. أنظروا إلي!" وعندما ينظر الناس إليه يرونه كما يرى نفسه عملاقاً عظيماً .. هذا هو السحر! .. سبحان الله! .. الشيطان هو أكبر ساحر! .. لا يضاهيه أحد بعرض السحر.
السلام عليكم يا مشاهدينا! ونقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن سحره. (مولانا يقف)، بسم الله الرحمن الرحيم! .. نأخذ سيوفنا لهدم سحر الشيطان .. فيا أيها الناس استخدموها ورددوها دائماً! (مولانا يجلس).
السلام عليكم أيها الحاضرين! .. إلى الناس جميعاً أينما كانوا شرقاً وغرباً .. إلى الذين يحضرون ليستمعوا! .. عليكم أن تحضروا! .. عليكم أن تستمعوا لكل ما هو آت من عند رب السموات وتطيعوه، وإلا سيق عليكم العذاب الذي يُفنيكم ويُزيلكم عن الوجود!
السلام عليكم أيها المشاهدين ومن ضمنهم العلماء السلفية وأتباعهم الذين يتابعوننا، والذين يطلقون على أنفسهم هذا اللقب. فهذه الألقاب لم تأتكم من السماء .. فهل تملكون أي دليل على أنكم فعلاً من السلف الصالح أو من أتباع السلف الصالح!؟ .. هاتوا برهانكم! .. فاللقب يمكن أن يكون حقيقياً أو زائفاً. والألقاب التي يضعها الناس زائفة.
(مولانا يغير صوته ويقول مازحاً) .. هذا الرجل من أمريكا، ولكنه لا يفهم ولا يساعدني أبداً في تذكيري بالكلمات التي أود أن أستخدمها، فأنا لست إنكليزياً أو أمريكياً، ولكنني أحاول أن أتكلم مثل الأمريكان، لأنها موضة جديدة.. والناس يحبون أن يظهروا مثل الأمريكان .. ولكن هذا الأهبل لا يتكلم أبداً بل ينام دوماً .. مرحباً يا علماء السلفية! .. أين أنتم؟ .. إن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى عباده سعداء .. لذلك، أداعبكم قليلاً في بعض الأحيان .. أما أنتم فتعابير وجوهكم دائماً توحي بالجدية (مولانا يغيّر تعابير وجهه إلى "جدّي") .. عليكم بقليل من الابتسام لوجه الله سبحانه وتعالى .. (مولانا يقف) .. هل الله يبتسم؟ .. هذا السؤال أوجهه لكم! .. إن كان الله لا يبتسم، فكيف لنا أن نبتسم!؟ .. هل الله سبحانه وتعالى دائم الغضب؟ .. وهل يظهر غضبه دائماً؟ .. أبداً! .. فلماذا أنتم تفعلون العكس؟ (مولانا يجلس) .. الشيطان يجعلكم تعاملون الناس بالغلظة وبالغضب، لأنكم تظنون أنهم على باطل وأنكم على حق.
معلمنا، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، علم الناس كل شيء. لذا عليكم أن تعلّموا الناس كل ما جاءكم من عند خاتم الأنبياء والمرسلين، سيد الأولين والآخرين! ..
ذلك اللقب، الذي أطلقتموه على أنفسكم وتقولون للناس، "نحن سلفيون"، فمن الذي وضع ختمه عليه؟ .. هل أحد من عامة الناس؟ .. أم أن أحداً من رجال الحكومة وضع ختمه عليه؟ .. سواء كان من هؤلاء أم من هؤلاء، فهذا لا قيمة له! .. الذي له قيمة، ختم من السماء. عليكم أن تسألوا عن ختم وتوقيع يصدّق على أنكم "سلفيون". فكل من يطلق على نفسه لقباً معيناً أو يدّعي لنفسه مقاماً رفيعاً، فعليه أن يثبت استحقاقه لذلك. فعندما يَثبُت استحقاقه لذلك اللقب أو ذلك المقام، سيأتي ختم من السماء فيوضع له؛ "هذا الرجل سلفي"، و"ذاك الرجل من السلف الصالح"، وإلا فلا تدّعوا شيئاً لم يتم ختمه وتوقيعه من قِبل السماء.
ماذا تقولون عن السحر؟ .. هل يوجد سحر؟ .. لا يمكنكم إنكاره، لأنه يوجد سحر. لم يعد هناك شيء في عصرنا يخيف الناس غير السحر. فيهرع الناس إلى المعالجين لظنهم أنهم تحت تأثير السحر. فالسحر يؤثر على قدراتهم العملية ويثبط تقدمهم والوصول إلى غاياتهم، أو أنهم يخافون من أن السحر سيؤثر على مناصبهم التي هم عليها الآن. فهل السحر موجود؟ .. ما هو جوابكم؟ .. يجب أن يكون جوابكم، "نعم، السحر موجود". فالسحر معناه قوة الشر .. قوة الشر امتزجت بنقطة صغيرة من الذرة. والسحر يبث في الناس القلق والاضطراب، وهو فتنة للبشر.
أنا عبد ضعيف. يأتي إلي يومياً من جميع الأصناف من البشر، من الترك والعرب والإيرانيين والروس والأوروبيون والأمريكان، ومن مصر ومن كل أقطار العالم، يشْكون قائلين، "يا شيخ! أنا مسحور" .. ماذا؟ .. وكيف ذاك؟ .. فلا يمكن للإنسان أن يكون تحت تأثير السحر إلا إذا جاءه من موقع الشر!
من الذي يسيطر على الشر في هذه الأرض؟ .. أخبروني! .. يجب أن تكونوا على علم بهذا. لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز عن الملكين هاروت وماروت، يقول الله عز وجل:
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}، (البقرة، 102).
هذه الآية تصرّح بأنه يوجد سحر، ويطلق الناس عليه، "السحر الأسود". وهم يخافون منه ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى، وهذا لجهلهم وحماقتهم! لذلك، يقودهم الله سبحانه وتعالى داخل محيطات الشر غير المتوقعة، ولا يذوقون بعدها طعم حلاوة الحياة. يملكون كل شيء، ولكن نتيجة للسحر، أصبحت حياتهم مُرّة، لأنهم يؤمنون بالسحر.
يأتي إليّ يومياً الناس، ويتصلون إلي أو يبعثون إلي بالرسائل، "يا شيخ! أنا مسحور. ماذا علي أن أفعل؟" كل العالم اليوم تحت وطأة ظلمة السحر. لا راحة للناس. لماذا كل هذا؟ إن الله سبحانه وتعالى يعاقب كل هؤلاء العاصين والخونة هنا قبل الآخرة، لأنهم لا يخافون خالقهم؛ الله سبحانه وتعالى، ولا يقدرّونه ولا يجّلونه حق التقدير والإجلال. لذلك، سلّط الله سبحانه وتعالى عليهم السحر، وغشيهم أينما كانوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، مثل السحابة. والناس يتراكضون ليبحثوا عن معالج.
- "هناك شيخ!"
- "أين؟" ..
مشايخ السعودية يقولون، "نحن لا نؤمن بمثل هذه الترهات" .. ولكن بعضهم قد ابتلي بالسحر .. هكذا يكتبون لي .. يقولون: "يا شيخ! أخشى أنني قد أُلقي علي سحر، فماذا عساي أن أفعل؟ .. أرجوك أن تقول لي ، كيف يمكن أن أخلص نفسي منه؟"
- "ضع هنا بليون دولار، وسأقولها لك!"
- "يا شيخ، هذا كثير!"
- "سوف أستشير أسيادي".
وفي اليوم الثاني جاء ليسأله ثانية:
- "هل سألت أسيادك؟"
- "سألتهم، ولكن لن يقبلوا أقل من ذلك! .. اذهب وفكر في الأمر، ثم ارجع إلي!"
يذهبون ولا يرجعون أبداً. بعضهم انتقل إلى المقابر والبعض الآخر إلى مستشفى الأمراض النفسية.
يا أبناء القرن الواحد والعشرين! .. اعقلوا، وإلا سلّط عليكم رب السموات، عفاريت السحر وشياطينه، فيصيبوكم بالاكتئاب والاضطرابات النفسية! فعندها لن يهنأ لكم عيش أبداً، ولو كان عندكم كل شيء، وتملكون كل خيرات الدنيا.
أيها الناس! تعالوا .. سوف أرشدكم كيف تخلّصون أنفسكم من السحر .. أقول، اذهبوا إلى علماء السلفية، فهم يعرفون الكثير من الأمور! (ضحك).
يذهب أحدهم إلى أحد علماء السلفية ويسأله:
- "يا شيخنا! .. ماذا يمكنك أن تفعل من أجلي؟ .. فأنا تحت وطأة تأثير السحر .. ماذا عساي أن أفعل؟"
- "نحن لا نقوم بفك السحر، ولكننا سمعنا أن شيخاً في إحدى الجزر الصغيرة يعالج المصابين بالسحر ويشفيهم منه. اذهب إلى ذلك الشيخ!"
- "من ذلك الشيخ؟"
- " إنه ذاك الذي يشمت فينا كل يوم .. اذهب إليه، لا حرج! .. فنحن نخاف منه أيضاً أن يلقي علينا سحراً إن رددنا عليه".
أنا لست ذلك الشخص ولا أعمل السحر، ولكننا نملك الإذن والصلاحية لوقاية الناس ومعالجتهم من السحر. فكل من له منزلة ربانية من بين عباد الله، له تلك الصلاحية. والسحرة يرتعبون خوفاً منهم! .. ومن لا يخاف، يُدفن تحت التراب في غضون سنة!
أيها الناس! إذا أردتم أن تحموا أنفسكم من السحر .. أخبروني من هو معلم السحر؟ قولوا يا علماء السلفية! .. من هو؟ .. أخبروني عن اسمه، حتى يعرفه الناس! .. (مولانا يصغي بسمعه كمن يريد أن يسمع الجواب) .. إنه الشيطان .. هذا صحيح! تعرفون أن الشيطان هو من يقوم بعمل السحر. وكل من أراد أن يتعلم السحر، عليه أن يتخلى عن إيمانه ويتبع الشيطان، فيصبح مثل الشيطان .. اسألوا الله تعالى، أن يحفظنا من الشيطان ومن أعماله ومساعيه.
أيها الناس! تعالوا إلى سبيل الهداية. فإنك إذا اهتديت، فلن يستطيع ملايين من أمثال هاروت وماروت أن يصيبوك بأذىً وإن شنوا عليك هجوماً. وأما إذا تركت عبادة ربك فهذا سيكون عقابك. وأما عقابك يوم القيامة فسيكون عسيراً.
أيها الناس! تعالوا وجددوا إيمانكم في هذا الشهر الفضيل! .. عليكم أن تطيعوا ربكم؛ رب السموات، فيما فرضه عليكم، وإلا فإن ذلك العقاب سيلزمكم، ولن يتوانى الشيطان وأتباعه من سحركم. والسحر يجرّد الإنسان من إنسانيته. فعندما ينظرون في المرآة ويرون أنفسهم في أسوأ حال وأبشع منظر. يودون لو يهيموا على وجوههم هاربين، ولكنهم لا يستطيعون.
أيها الناس! .. أتركوا السحر واتبعوا الحقائق التي في أيدي رجال الله، الذين يملكون القدرة على رفع السحر عن كل العالم وعن كل الناس، وإلا سيستمر ذلك كعقاب على الكافرين والعاصين، فلا يذوقون طعم الراحة أبداً.
أيها الناس! .. تعالوا وأعلنوا توبتكم وقولوا، توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة استغفر الله! .. بحرمة هذا الشهر المبارك، نترك الشيطان ونرجع إلى طريق هدايتك! اللهم ثبتنا على الهدى، واجعلنا من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف ثم يجلس).
أيها الناس! تعالوا إلى الله، وإلى الأنبياء، خلفاء الله المكرمين. فكل الأنبياء نواب لخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. وسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم كفيل لكل الأنبياء. والأنبياء كفلاء لأممهم. فكل من يأتي خلف نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى فهو ناجٍ. وإلا فلن تجدوا ملاذاً آمناً أو كفيلاً ينقذكم من قنوات السحر المظلمة. فتمضون ما بقي من عمركم في تلك القنوات. غفر الله سبحانه وتعالى لنا!
أيها الناس! السلام عليكم. توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة، أستغفر الله!
الفاتحة..