Available in: Arabic   English   Go to media page

The Betrayal of the Wahabi Leaders Against Sultan Abdul Hamid

بسم الله الرحمن الرحيم

ضلوا وأضلوا الأمة

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

4 يوليو 2011 – 3 شعبان 1432

نشأت فكرة التجديد الإسلامي، قبل أكثر من مائة وعشرين عاماً، مع الشيخ جمال الدين الأفغاني والذي جر وراءه الشيخ محمد عبده.

مولانا الشيخ هشام: "وكذلك المودودي سيدي".

مولانا الشيخ ناظم: "كلهم بلا عقل .. لذلك أردت أن أشتمهم! .. فالسلفية والوهابية، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وحسن البنا، هم شرذمة قليلة، افترقوا وخالفوا أهل السنة والجماعة. أول الأمر، خالفوا كلام النبي عليه الصلاة والسلام، حيث يقول، "عليكم بالسواد الأعظم".

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم". (رواه ابن ماجة).

فهؤلاء هم شرذمة قليلة. أما السواد الأعظم، فهم أهل السنة والجماعة. ولكنهم كانوا في تلك الفترة في سبات عميق. وأحسنوا الظن بهؤلاء القوم، وظنوا أنهم يريدون مصلحة الأمة ونفعها. ولكنهم كانوا أضر للأمة من الشيطان نفسه. فهم الأحزاب والرسول، عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه، "وهزم الأحزاب وحده". فلا يمكن أن يكون الله جل وعلا مع أهل الضلال، أستغفر الله! ولا الرسول عليه الصلاة والسلام ولا صلحاء القوم. ولكن كان أوان عصر الفتن، قد حان؛ فتن لا يعرف أولها من آخرها.

وظهرت الفتن بين جماعة المسلمين. وقد أخطأ العلماء، بأن تسامحوا مع أهل الضلال والفتن. حيث أن الفتن تخرج منهم وإليهم تعود.

عن علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، "يأتي على الناس زمان، لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، يعمرون مساجدهم وهي خراب من ذكر الله تعالى .. شر أهل ذلك الزمان علماؤهم، منهم تخرج الفتن وإليهم تعود". منهم، أي من علماء السوء، أو علماء الدنيا. حيث صاروا لا قيمة لهم ولا أحد يستمع إلى كلامهم.

وفي تركيا ظهرت فتنة أطاحت بالسلطان عبد الحميد، جعل الله مثواه الجنة، وتسببت في خلعه من الولاية. وقد أصدر علماء ذلك العصر فتوى بوجوب خلعه، بتهمة أنه خالف الشريعة وظلم الناس افتراءً عليه وكذباً. وقد كتب شيخ الإسلام في ذلك العصر فتوى يجيز خلعه. وعلى موجب تلك الفتوى أمر مجلس النواب بخلعه من الولاية. وسبحان الله هشام أفندي! حيث كان الوقت لظهور الفتن قد حان، ولم يكن بالإمكان ردها. وتلك الفتن كانت تمهيداً لظهور سيدنا المهدي عليه السلام. لذلك كان لا بد منها.

سبحان الله! لقد أُريت الوسادة التي كان يستند عليها السلطان عبد الحميد في الجامع الأموي، عندما كان يأتي لحضور ورد السحر في الثلث الأخير من كل ليلة. ونقول أن أدنى مرتبة يحظى بها خليفة المسلمين تعدل مرتبة سبعة أولياء.

ولولا أن الوقت قد حان لظهور الفتن، ما تحرك جيش السلانيك، لخلع السلطان. وقد جاء (حسن) باشا إلى قصر يلدز، وقبل يد السلطان وقال، "ائذن لي أن أقضي عليهم" فرد عليه السلطان، "لا أقبل أن يقتل المسلم أخاه المسلم". كان السلطان عبد الحميد على علم بأن عصر الفتن قد آن أوانه، وأن وقته قد انتهى. {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}. وقد قال الرسول، عليه الصلاة والسلام:

"سيكون من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبارة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر القحطاني، فو الذي بعثني بالحق ما هو دونه".

فهو عن معرفة لم يعط الإذن. فلو أنه أعطى الإذن لذلك الباشا، لقضى على جيش السلانيك ولمحاهم من على وجه الأرض. فما هؤلاء إلا شرذمة قليلة. ولكن السلطان ما كان ليقوم بشيء، من قبل أن يؤذن له، من عند الله جل وعلا. فلو أنه أراد أن ينصب لهؤلاء القوم فخاً عند إتيانهم قصر يلدز لفعل، ولاستطاع أن يقوم بإحاطتهم بالجنود، فيقبض عليهم أو يقتلهم في مكانهم. فقد كان يملك القوة والقدرة على ذلك. فهو السلطان، وما كان لأحد أن يرده عن ذلك. ولكنه كان على علم بأن الوقت قد حان وآن أوان عصر الجبابرة. وهذا مكتوب في اللوح المحفوظ. فهم لهم دور. وقد تزامن دورهم مع فترة حكم السلطان عبد الحميد، جعل الله مثواه الجنة.

والذين دخلوا السراي وقاموا بتبليغه أمر خلعه أربعة؛ اثنان منهم من اليهود، أحدهما هو عامنوئيل قرصوه الماسوني. قال ذلك اليهودي مخاطباً للسلطان: "الأمة لم تعد تحبك ولا ترضى بك، وقد جئنا من أجل تبليغك أمر خلعك". فخلعوه في ذلك المجلس. وهو بدوره سلم نفسه لهم وقال، {ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ}. وأخذوه إلى بلدة "سلانيك"؛ مركز الشياطين، إهانة له وإذلالاً.

كان عندنا قبل أن تولد، يا شيخ هشام أفندي في بلدة "لاكفوشا"، رجل كان حاضراً أثناء خلع السلطان في إسطنبول. قال، بأنهم أخذوا السلطان عبد الحميد بالقطار إلى بلدة "سلانيك". وهؤلاء الشياطين الذين خلعوا السلطان، اقتادوه مقيداً، وقاموا بتحريض الناس على أن ينادوا، "حميد، أومباش!" تحقيراً له. وأومباش هو أدنى مرتبة في الجيش التركي. وكان هذا الشاهد يقول: "رأيت السلطان عبد الحميد قد أخرج من جيبه منديلاً، فشقه قطعتين ورمى بهما عليهم وقال: "كونوا مثل هذا!" فانقسمت الدولة كما قال، وحصل ما حصل.

والآن أوروبا تريد أن تعود الملكية ويرجع السلطان، لأن غيرهم غير قادرين على ترويض تلك الطوائف؛ طوائف الشيطان، من الوهابية والسلفية وإخوان المسلمين، الذين اختلفوا وجلبوا إلى البلاد ولأهل الإسلام ألف فتنة. والآن يريدون عودة الملكية. وما يكون إلا كما أراد الله سبحانه وتعالى، (مولانا يقف إجلالاً لله جل وعلا) .. سبحانك يا رب سلطانك يا رب! (مولانا يجلس).

أعطى الله سبحانه وتعالى لهؤلاء فرصة، لينظر ماذا يفعلون. {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، (يونس:14). لقد منح الله الفرصة للعرب وللأتراك. وقد نادى بالقومية من يرفض أن يكون من الأمة المحمدية .. "نحن الأتراك! .. نحن العرب! .. نحن العجم! .. نحن المصريون!" وهكذا .. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعوى العصبية أو القومية وقال:

"ليس منا من دعا إلى عصبية، أو قاتل من أجل عصبية أو مات من أجل عصبية". وفي حديث آخر قال، صلى الله عليه وسلم، محذراً من العصبية: "دعوها فإنها منتنة"، (رواه البخاري ومسلم).

أليس هذا مذكوراً في الأحاديث الشريفة؟ .. لعنة الله على من يدعو إلى القومية ويتخلى عن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ونادوا، "نحن العرب! .. نحن الأتراك! .. نحن الأكراد!" وقد تركهم رب السموات، (مولانا يقف إجلالاً للرب جل وعلا ثم يجلس)، يأكل بعضهم بعضاً، ويقتل بعضهم بعضاً ويحرق بعضهم بعضاً. فكل الشر من وراء تلك القومية. والديمقراطية وراء القومية. فعندما ظهرت القومية نزلت عليهم البلاء. نعوذ بالله! .. حفظنا الله!

ولكن هناك أناس أبرياء، يرفضون فكرة القومية، ويحاولون أن يعيدوا الأمة إلى سابق عهدها ويحيوا أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم من جديد. هؤلاء الذين أذنبوا، {ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ}، فما ذنبنا إذ أذنبوا؟ .. يا ربنا أنزل عليهم غضبك، على الذين اخترعوا القومية والديمقراطية! .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! .. توبة يا رب!

ولذا نحن ننتظر "ليلة البراءة"، التي يفرق فيها كل أمر حكيم. {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}، (الدخان:4،5). فبعد تلك الليلة سيحصل ما يحصل من أشياء، تدهش عقول هؤلاء الذين خالفوا أمر الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى اله عليه وسلم ثم يجلس). وسوف يذوقون وبال أمرهم. {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ}، (الحشر:15) .. "هم الكبار إذ أذنبوا، نحن الصغار ما ذنبنا!"، هكذا يجب أن ينادي شباب الأمة .. "هم الكبار إذ أذنبوا، نحن الصغار شو ذنبنا!" تلك المناجاة، سيقلب الأمور رأساً على عقب. انتهى. ولو لم يكن من بين بلايين الأمة إلا رجل واحد مستجاب الدعوة، يستجاب له، ويقلب هؤلاء الشياطين رأساً على عقب ويدفنهم تحت الأرض. وسيظهر الحق. فالحق يعلوا ولا يعلى عليه. فانتبهوا يا أمة الحبيب! .. الحق يعلوا ولا يعلى عليه! قولوا، "أجدادنا وكبارنا تسببوا في علو شأن الباطل. فنحن لا نرضى بذلك. لقد دفنوا الحق وأظهروا الباطل. وأما نحن، فنريد أن ندفن الباطل ونظهر الحق. فالحق يعلوا ولا يعلى عليه!" .. يا أمة الحبيب، عليكم أن تعرفوا أن هؤلاء على الباطل. فالباطل يدفن والحق يعلوا، {وّقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}، (الإسراء:81) .. توبة يا ربي، توبة أستغفر الله! الفاتحة.

UA-984942-2