Available in: Arabic   English   Go to media page

Memories with GrandShaykh Abdullah al-Faiz Daghestani

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكريات مع مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني

30 أبريل 2011

مولانا الشيخ ناظم: "سبعون سنة وأنا أنتظر سيدنا المهدي عليه السلام".

مولانا الشيخ هشام أفندي: "وهل وجدته؟"

مولانا الشيخ ناظم: "نعم، والحمد لله".

مولانا الشيخ هشام: "بشرك الله سيدي".

مولانا الشيخ ناظم يتحدث عن مولانا الشيخ عبد السلام ويقول: "إن الله سبحانه وتعالى بعثه ليكون خليفة. فهل تقبلون خلافته؟"

مولانا الشيخ هشام: "آمنا وصدقنا .. من زمان! .. نحبه سيدي".

مولانا الشيخ ناظم: "عندما ولد، كنت أنا في الثلاثين من عمري .. "

مولانا الشيخ ناظم: "كبّرت حالك كثيراً، سيدي".

مولانا الشيخ ناظم: "لم أره قط غاضباً في حياته، (يقصد مولانا الشيخ عبد السلام). .. مات مولانا الشيخ الأكبر، (الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني) وهو راضٍ عنه. كان راضياً عنه كثيراً. وكان يناديه بالأفندي".

"كانت لأم كوثر قط أصفر، وكان ذلك القط يقفز من على الحائط الذي بين دار أم كوثر ودار مولانا الشيخ الأكبر. وكان يثير غضب مولانا، إذ كان، لتحديد منطقته، يتبول على برميل ماء، كان موجوداً في باحة مولانا الشيخ الأكبر. فمرة رآه وهو يتبول عليه، فزجره مولانا الشيخ الأكبر ورمى عليه القبقاب، ففر هارباً إلى الجهة الثانية، وهو يصطدم بغطاء البرميل .. ألا تذكرين ذلك القط الأصفر؟ (يسأل مولانا الشيخ ابنته الحجة نزيهة). كان هذا القط يأكل حمامات جبراني أيضاً؟"

"كان عند جبراني حمامات يستخدمها للاستعراض. وذات مرة وفي مناسبة ما، اجتمع الناس عند جبراني، ليشاهدوا الاستعراض. وصادف، أن كان مولانا الشيخ الأكبر موجوداً، لسبب ما. وكان بين الحاضرين شرطي أيضاً. وبينما كان جبراني يقيم عرض الحمامات. تسلل القط إلى صغار الحمام، ليأكلها. فرآه جبراني وطلب من الشرطي وهو يشير إليه، أن يضربه بالنار. فأخرج الشرطي بندقيته وأطلق على القط ثلاث رصاصات أمام ناظري مولانا الشيخ الأكبر. فوقع القط على الأرض. وقالوا انتهينا من أمر ذلك القط. انزعج مولانا الشيخ الأكبر، فمهما فعل ذلك القط لم يرد مولانا أن يضرب بالنار. عاد مولانا الشيخ الأكبر وجلس في مقامه هكذا، وأصبح يردد قصيدة" .. يقول مولانا الشيخ ناظم: "أنا لا أذكر قصيدة واحدة عن ظهر غيب. ولكن مولانا الشيخ الأكبر كان يحفظ القصائد .. ’لا بد من مرشد ...‘ أليست القصيدة هكذا؟"

مولانا الشيخ هشام: "نعم سيدي".

مولانا الشيخ ناظم: ".. نظرنا حوالينا، وإذا بذلك القط قد أتى مرة ثانية. جاء إلى برميل الماء يريد أن يتبول عليه، لإثبات ملكيته. فزجره مولانا الشيخ الأكبر ثانية .. (مولانا يضحك). في الحقيقة، كان الشرطي قد ضربه بالرصاص ثلاث مرات. ولأن مولانا لم يرد أن يتأذى، لم يصبه طلقة واحدة من تلك الطلقات".

الحجة نزيهة (ابنة مولانا الشيخ ناظم): "ببركة مولانا لم يصبه".

مولانا الشيخ ناظم: "لم يرد مولانا أن يصاب ذلك القط .. ورجع يتبول، كعادته على ذلك البرميل، فينهره مولانا الشيخ الأكبر ويصيح عليه، فيولي هارباً إلى حائط أم كوثر .. كان لمولانا الشيخ الأكبر كرامات عديدة، ولكنه لم يكن يحب أن يظهرها".

الحجة نزيهة: "وأنت أيضاً لا تحب أن تظهر".

"ذات مرة غضب مولانا الشيخ على أهل إسكندرون (مدينة في جنوب تركيا، في الجبل). وكان في المدينة خوجا أرناؤوطي، جاء من اليونان. وكان مولانا الشيخ قد زوج ابنته لهذا اليوناني. وذات مرة اعتدى عليه الإسكندرونيون، الذين يقطنون الجبال. حتى أنهم جاءوا إلى المسجد واعتدوا علينا نحن أيضاً. وعندما هجموا علينا، وقف مولانا الشيخ الأكبر على الشرفة الصغيرة هناك، وصاح فيهم بجرأة وشجاعة، "إن استطعتم ذلك، فتعالوا!" .. انهزموا جميعاً من هيبة مولانا الشيخ، وكأنهم أكلوا ضربة سياط".

"ويوم أن وقع انقلاب بالشام. ومسك زمام الحكم، الذين كانوا بالأمس تحت. كان هناك أحد الوزراء من الحكومة السابقة، واسمه نذير الشمعة وكان صهر مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني. وكان رجال الأمن يلاحقونه ويبحثون عنه. وذات يوم وصلتهم الأخبار أنه يختبئ عند عمه (والد زوجته). جاءت سيارة عسكرية إلى بيت مولانا الشيخ، وفيها فرقة مدربة من العساكر، بكامل أسلحتهم. طرقوا الباب ودخلوا الدار. فسألهم مولانا الشيخ، "لم أتيتم؟" قالوا له، أنهم جاءوا ليأخذوا صهره. وكان نذير الشمعة، صهر الشيخ في الداخل وهو يرتعد من الخوف. فنادى عليه مولانا وقال، "نذير الشمعة، تعال إلى هنا!" وخرج نذير الشمعة، فإذا به أمام فرقة من الرجال، كأنهم دببة من ضخامة أجسامهم. فقال لهم مولانا، "هل تخافون أن يقوم هذا الرجل بالانقلاب ضدكم؟ ها هو عندي، خذوه إن استطعتم!" صُدم قائد الفرقة من هيبة مولانا .. "

مولانا الشيخ ناظم يستطرد قائلاً: "لقد رأيت مولانا الشيخ الأكبر في ذلك الوقت. كان مكسواً بهيبة عظيمة. أنزل قائد العسكر سلاحه وقال: "يا سيدنا الشيخ، نحن مأمورون، ولكن أبقِ صهرك عندك ولا تدعه يخرج". فأخذ القائد فرقته وذهبوا ..

ما كان أحد يجرؤ على رد قول مولانا، أو أن يرفع صوته على صوته. كان مولانا الشيخ، مثل الأسد في شجاعته لا يعرف الخوفُ طريقاً إلى قلبه أبداً. إذا أمسك بالرجل أوقعه على الأرض .. ألم تكن وقتها هناك يا شيخ عبد السلام أفندي؟"

مولانا الشيخ عبد السلام: "كنت موجوداً حينها عند مولانا الشيخ، ولكن لم أحظ بمشاهدة هذه الواقعة".

مولانا الشيخ ناظم: "أنا كنت هناك ورأيت ذلك بعيني".

"كان عند مولانا رجل يخدم عنده، اسمه أبو بكر. لم تكن الحكومة توافق على إعطائه الهوية السورية. وذات مرة ذهب مولانا الشيخ إلى دائرة شؤون المهجرين، وتحدث مع المدير بشأن أبي بكر. ولكن المدير رفض أن يعطي له الجنسية السورية، وقال أنه سيعاد إلى بلده الأصلي .."

يستطرد مولانا الشيخ ناظم قائلاً: "هذه الحادثة أنا لم أحظ برؤيتها شخصياً، ولكن مولانا الشيخ الأكبر أخبرنا بها، قال، "ضربت على الطاولة أمام المدير ضربة قوية وقلت له، "أتريد أن تعيده إلى بلاد الكفر ليصبح مثلهم؟ .. سوف أجعلكم تندمون!" قالوا، "أمان يا شيخ أفندي .. نكتب له ورقة جواز إقامة .. ما جنسيته، ومن أي بلد أتى؟" فرد عليهم الشيخ، "من جهنم جاء! .. " فأعطوه ورقة جواز إقامة وكتبوا فيه، ’جنسية غير معينة‘. أعطوه، ولم يسألوا عنه بعدها".

يقول مولانا الشيخ ناظم: "قال لنا مولانا الشيخ الأكبر وهو يضحك، "عندما ضربت على الطاولة انحلت المشكلة وانتهت". وبعد أسبوع قاموا بإقالة ذلك المدير الذي رفض في البداية منح جواز الإقامة .. توبة أستغفر الله .. الله يرحمه!"

"كان في بلدة الراشدية في تركيا حارة للأرمن. وكان الأرمن ، لا يدعون أحداً من المسلمين يمر من أمام حارتهم. وكانوا يخوفونهم بكلب شرس متوحش، إذا هجم على شخص قطعه إرباً إرباً. وذات مرة صادف مولانا الشيخ الأكبر أن يمر من هناك، وكان الكلب نائماً أمام المنزل. فقال الأرمن، "سوف يهجم الكلب على الشيخ ويقطعه تقطيعاً". ومر الشيخ أمامه، وفي يده المسبحة .. يقول مولانا الشيخ الأكبر، "لم أخف من شيء في حياتي، لا من كلب ولا من غيره!". فمر مولانا الشيخ الأكبر من أمام الكلب، فرفع الكلب رأسه. وعندما رأى مولانا أمامه، طأطأ رأسه حياء منه واستلقى على الأرض ليعود في نومته. تعجب الأرمن، كيف أن هذا الكلب لم يهجم على الشيخ".

"كان هناك رجل عالم، دائماً يعارض مولانا الشيخ الأكبر. ولا يكف لسانه عليه وعلى شيخه شرف الدين الداغستاني. وذات يوم بينما كان مولانا الشيخ الأكبر يمر من أمام بيت هذا العالم، وجده يقوم بخلط الطين، أو شيئاً من هذا القبيل. وكان مولانا الشيخ على علم بنواياه السيئة تجاهه وتجاه شيخه. ومن غير سلام ولا كلام أمسك بذلك العالم وغرس رأسه في الطين. وأخذ الرجل يقاوم، ولكنه ومع ضخامة جسمه، لم يستطع أن يفلت من قبضته، إذ كان مولانا الشيخ يتمتع بقوة كبيرة في ذراعيه. قال له مولانا الشيخ، "إذا لم تكف لسانك عنا، فاعلم أن هذا سيكون نهايتك!" .. كان يقول مولانا الشيخ الأكبر، "تلك القوة التي وضعها الله سبحانه وتعالى في يدي لم يعطها لأحد!" .. فكيف سيفتح ذلك الرجل فاه، ليتكلم عن مولانا بعد أن رأى ما رأى؟ .. الله أكبر! أعلى الله تبارك وتعالى درجاتهم دائماً! .. الله الله، كم من الوقت قد مضى منذ ذلك الحين؟"

الحجة نزيهة: "أكثر من ثمان وثلاثين سنة".

مولانا الشيخ هشام: "حضرتكم ما شاء الله، سبعون سنة في انتظار المهدي عليه السلام".

مولانا الشيخ ناظم: "نعم، منذ زرت إسطنبول لأول مرة. كان ذلك سنة 1940 .. يا رب اعف عنا! .. نتحدث عن الأمر وكأنه لعبة أطفال .. كان مولانا الشيخ الأكبر يملك قوة عظيمة في ذراعيه، لو ضرب بها الأرض هكذا، لأزاحتها عن مسارها. فالقوة التي يملكها الأولياء لا حدود لها. {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى}، (الأنفال:17). "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".

"عندما ولد الشيخ محمد أفندي (الابن الأكبر لمولانا الشيخ ناظم)، وأصبح عمره أسبوعاً، قالت الحجة أمينة (زوجة مولانا الشيخ ناظم وأم الصبي، رحمها الله): "هذا الصبي ولد مختوناً، فهل علينا أن نقوم بختانه؟" فقلت لها، "أعطيني الصبي آخذه إلى مولانا الشيخ". فأخذتُه إليه. قال لي مولانا الشيخ: "ناظم أفندي، هات الولد لأراه". وضع نظاراته على عينيه ونظر إليه، ثم قرصه. لم يكن قد قرصه أحد من قبل. وقال: "تمام يا ناظم أفندي، ولكن لأجل إقامة تلك السنة قوموا بختانه قليلاً" .. مولانا الشيخ الأكبر لم ينظر إلى عورة أحد أبداً، إلا في هذه المرة. ومولانا الشيخ محمد أفندي صاحب سر، وقد أحبه مولانا الشيخ الأكبر كثيراً .. أين ابني الثاني (الشيخ بهاء الدين)؟ .. إيه! عندما كان صغيراً، كان يشتغل أجيراً عند أخيه. وعندما كان يكسب بعض النقود يذهب إلى حانوت رجب وهو يقفز فرحاً .. هذا الأفندي (مولانا الشيخ محمد)، كما قلنا يتمتع بقوة روحانية عظيمة .. هو يستطيع أن يحكم .. نسأل الله أن يمنحه حياة طيبة في هذه الدنيا وفي الآخرة. وأنتم كذلك. اللهم لا تخيب رجاءنا ولا تكلنا في أيدي الكفار والظالمين. أعذنا من شر الشيطان وشركه. أولياء الله يرمون الشيطان 70 مرة قبل أن يصل إلينا. الفاتحة.

UA-984942-2