Go to media page

بسم الله الرحمان الرحيم

إسعَ وراء وجودك الحقيقي

صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين.الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين..شفيع المذنبين.

السلام عليكم . دستور يا رجال الله . إنني أطلب التأييد والمدد من الأولياء المباركين الذين يسعون دائماً ليكونوا مع الله جل وعلا. إنهم سعداء بأن يكونوا مع الربانيين. لذلك يمكننا أن نأخذ ونستمد الدعم الروحي من أولئك الذين يسعون دائماً للتقرب إلى الله تعالى. وليس بوسع أحد أن يتقرب من الحضرة القدسية بدون أن يكون قريباً من خاتم الأنبياء صاحب المقام الأرفع في الحضرة القدسية صلوات الله وسلامه عليه.

وليس بوسع أحد أن يكون قريباً من خاتم الأنبياء الأكثر تعظيماً وتشريفاً في الحضرة القدسية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، غفر لنا الله بجاهه عنده.

بدون أن يحاول التقرب من أحد اولئك الذين لا مطلب لهم سوى أن يكونوا في جوار النبي صلوات الله وسلامه عليه.

إنهم يّفرّون من الدنيا ولذّاتها، إنهم أكياس (أذكياء). من هُوَ الكّيِّس (الفّطِن)؟ أيها الناس الكّيّس هو الذي يُميّز بين الحجر والياقوت. كلاهما حجارة .

إذا كان الإنسان أعمى ووضعتّ في يده ياقوتة وقطعة من الصخر (حجر) فإنه لا يُميّز أبداً بين الياقوتة والحجر. لأنه لا يرى.

والناس الآن ينقسمون إلى فريقين: مُبصرين . والفريق الآخر عميان.

والأعمى لا يُميّز أبداً بين الياقوت والحجر. لذلك علينا أن نبحث عن شخص قادر على التمييز. يعرف الفرق بين الوجود الحقيقي والوجود التقليدي.

وكل ما نراه إما أن يكون له وجود حقيقي أو وجود تقليدي وقد أُمرنا بأن نسعى خلف الوجود الحقيقي في هذه الحياة .الغاية الأساسية لهذه الحياة أيها الناس هي أن نبحث وأن نسعى وأن نجد الحقيقة. أن نصل إلى الحقيقة. الحقيقة تعني الوجود الحقيقي. ولكن من المؤسف القول أن واقع الناس اليوم أنهم يلهثون خلف وجود تقليدي. ولتوضيح الأمر لكم فإن أشياء كثيرة تبدو للناظر إليها على أنها جوهرة ولكنها ليست جوهرة تبدو كالياقوت ولكنها ليست ياقوتاً .

ولكن الناس لا يسعون لمعرفة أيهما الحقيقي.

إنهم يقولون" أنا لا أكترث لذلك" . إذا كنت تقول بأنك لا تكترث أولا يهمك الأمر فإنك لن تصل أبداً إلى أي شيء من الحقيقة خلال حياتك كلها. فتأتي إلى هنا أعمى وتمضي من هنا أعمى. (أي تكون في الدنيا أعمى وفي الآخرة أعمى).

لقد أُرسلنا إلى هنا (أي إلى الدنيا) لنُبصِر. ولكن الناس يصبحون عمياناً.

الأنبياء الذين هم أصفياء ، مُصَطفون، قد مُنِحوا قدرة فوق قوتنا المادية، عندهم قوة روحانية وهم يدعون الناس إلى الحقيقة إلى الواقع. كل الأنبياء وأتباعهم الحقيقيين أيضاً هم من أهل الحقيقة ويصلون إلى يواقيت حقيقيةِ جواهر حقيقية.

من الصعب جداً . من الصعب أن نجد إنساناً صادقاً (من أهل الحقيقة) ليريك أو ليعطيك جوهرة حقيقية خلال عمرك كله. الناس يقولون لقد خُلقنا فقط للأكل والشرب والجماع. هذا مستوى الحيوانات. الذين همّهم بطنهم وفرجهم فإن مستواهم هو مستوى البهائم. والآن نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وهو تقويم جديد. لكن التقويم الحقيقي للبشرية يبدأ مع الإنسان الأول سيدنا آدم عليه السلام أبُ البشر. ولكنهم لا يستخدمونه وبدلا من ذلك يستخدمون ما يسمونه بالتقويم الميلادي والذي يعتقدون أنه بدأ بميلاد السيد المسيح عليه السلام.

هذا خطأ عليك أن تقول أن التقويم بدأ مع الإنسان الأول، حينما وضع قدمه على الأرض هذا هو اليوم الأول. الشهر الأول، السنة الأولى للتقويم الحقيقي. لكن من يعلم؟ الله يعلم. وأيضا أولئك الذين عَلّمهمُ الله ربهم يعلمون بداية تقويمنا الحقيقي.

والآخرون يربطون تقويمهم ببعض المناسبات. إذا كانوا يقولون تقويم البلدان الغربية. نحن عندنا التقويم الإسلامي.

التقويم الإسلامي غيّرَ كل شيء كُليّاً. اليوم الذي بدأ فيه التقويم الإسلامي. قبل ذلك، ما حدث مُدّونا في أوراق التقويم- إنه لا يهمنا.

نحن نعلم أن البداية الأولى مع آدم وحواء عليهما السلام، لكن الأهم.

آدم عليه السلام كان أول إنسان وأول نبي. بعدها أرسل الله تعالى إلى البشر أنبياء كُثُر. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر واحد أُرسل من السماء إلى البشر على الأرض، إذن الإنسان الأول كان أول نبي وجاء بعده مئات وآلاف الأنبياء، ولكن آخر حلقة تنتهي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لذلك بداية التقويم الإسلامي تشير إلى أن يوم القيامة باتَ قاب قوسين وعليك أن تضيف السنين إليه حتى تتهيأ ليوم الدين – يوم الحساب. نعم خاتم الأنبياء حلقتهُ تصل وتكمل دائرة الأنبياء.

والتقويم الإسلامي مؤسس على أساس واقعي حقيقي وليس خيالي. إنه حقيقي والحقيقة هي مع خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه. وكل حدث يمكن أن تضبطه وتوازنه بالتقويم الإسلامي.

والتقويم الإسلامي الآن كما نبّأنا النبي صلى الله عليه وسلم سيكون(1500) سنة والآن وصلنا إلى 1430. ألف وأربعمائة وثلاثون تعطينا معرفة حقيقية عن واقع هذه الحياة على هذا الكوكب. ماذا يفعل الناس الآن؟ إنهم لا يهتمون أبداً بكل ما هو وراء وجودهم المادي. إنهم يغادرون هذه الحياة وفي النهاية يصبحون هباءً (تراباً). دون أن يأخذوا شيئاً. دون أن يتعلموا شيئاً ينتهي أمرهم هكذا. لكن رب السموات أرسلنا إلى هنا فقط لنعرف شيئاً عن حياتنا، شيئاً عن مستقر البشر. هذا أمر هام. لكن الناس لا يهتمون بمعرفة مقصودهم، مستقرهم، وجهتهم الأخيرة. فقط يقولون بأنهم وُلِدوا وأنهم في النهاية سيصيرون تراباً. لا. هذه ليست معرفة حقيقية. ليست معرفة صحيحة. أبداً إنها فقط فكرة لا قيمة لها. لا تستعمل أفكارك الظنية. لا تستعمل ظنّك.

أيها الناس الذين يعيشون على الأرض الآن، لا تستعملوا أفكاركم، لأنه على عدد البشر الذين يعيشون على الأرض ستجد أفكاراً مختلفة. وينبغي أن لا نتبع أفكاراً مختلفة من إنتاج البشر ولكننا نتبع الحقيقة التي تأتي من السماء إلى الإصفياء المصطفون من الناس من بين البشر من خلال الكتب المقدسة. عليك أن تبحث عن ذلك. ولكن من المؤسف القول أنه لا أحد يعتني أو يبدي اهتماماً بالكتب المقدسة التي أُرسلت من السماء وعلى الأخص خاتم الأنبياء الذي أُعطيَ الرسالة السماوية الأخيرة. كل واحد يعلم أن ثمة رسالات سماوية .

وأنا أسألهم إذا كنتم تؤمنون بالرسالات السماوية ماذا تفعلون؟ هل تتبعون الرسالات السماوية؟ أبداً! ولكنكم تتركون الرسالات السماوية وتخترعون أفكاراً وَسِخَة (قذرة) قائلين هذه ... نظرية. نظرية! إننا لا نسعى خلف النظريات. كل النظريات لا قيمة لها لأنك قد تضع نظرية ثم بعد مدة يأتي شخص آخر يضع نظرية أخرى وينقض نظريتك. الذهب هو دائماً ذهب. القصدير هو دائماً قصدير النحاس دائما نحاس . الفضة هي دائماً فضة. الذهب هو ذهب. والجوهرة هي جوهرة ولكن الناس لا ينظرون ولا يبحثون. الناس يظنون أنه بنظرياتهم يمكنهم فعل شيء، يمكنهم جمع قلوب الناس. لا . النظريات ربما تجد بعض من يتبعها لكن ليس إلى الأبد، وليس بوسعها أن تكون لكل أحد. ولكن الرسالات السماوية ليس بوسع أحد أن يقول عنها: "هذا خطأ أو هذا ليس صحيحاً".

دائماً الذهب هو ذهب. لذلك الناس الذين يعيشون على الأرض الآن هم في الطريق الخطأ أفكار باطلة "مزوّرة". المئات والآلاف، ولكنها عاجزة عن السير بالناس من الأسفل إلى الأعلى. (من أسفل السُلّم إلى أعلاه). ولا أي فكرة بوسعها أن تنقذ الناس وتخلّصهم من بئرٍ سحيقة وترفعهم إلى الأعلى. لأن آمالهم كنسيج العنكبوت (أي واهية).

عليك أن تطبّق رسالة سماوية لإنقاذ وتخليص البشرية الآن.

طالما أنتم تفرون وتقولون قد نجد حلاًّ لهذه الأزمة. لا..لا أحد بوسعه أن يجلب شيئاً. من اليوم وحتى يوم القيامة فإن أفكار الناس ونظرياتهم عاجزة عن إيجاد حّلٍّ للبشر ولمشاكلهم. أولا العالم الإسلامي ينبغي أن يعرف ويتعلم هذا ويؤمن به طالما هم لا يؤمنون ويضعون الأوامر السماوية جانباً. فلن يكون ثمة حلّ بين الدول الإسلامية وبين شعوبهم. هذه أهم نقطة. لذلك نرفض كل النظريات التي هي من صنع البشر. لا نؤمن بها أبداً. لا. هذا مستحيل. إنها أزمة كبيرة.

هذه التي يقع فيها العالم كله. الأزمة الاقتصادية وغيرها. لا أحد بإمكانه أن يجلب حلاً من نتاج عقله. قطعاً ، قد يحاولون ولكنهم يفشلون.

لا أحد بإمكانه أن يجلب سلاماً للناس، سلاماً لأجسادهم وسلاماً عبر قلوبهم وهذه أهم نقطة والتي مسؤوليتها تقع على عاتق البلدان الإسلامية التي تدعي " نحن مسلمون" ويرفعون القرآن الكريم ويقولون عندنا حَلّ لكن مشكلة في حياتنا لذلك هذه المشاكل والمصائب والحروب والنزاعات والقتل والهرج والمرج، كل شيء سيستمر حتى يأتوا ويقولوا "توبة يارب . تبنا ورجعنا إليك يارب"

لذلك فإننا بحاجة لأناس يتبعون أفراداً (آحاداً) بإمكانهم النظر في الحقائق السماوية التي أُعيد ذكرها في القرآن الكريم. الرسالة السماوية الأخيرة. إذا لم يفعلوا ذلك. سيتم تدميرهم وزوالهم. لا سبيل لهم. كل سبيل مغلق لن يكون بوسعهم الخروج مما هم فيه. أيتها البلدان الإسلامية عليكم الرجوع إلى حكم ربكم الله تعالى. إلى أن تأتوا وتأخذوا بالوصية السماوية، فسينتهي أمركم وستنقرضون وتتلاشون وستكونون عل الدوام في مصائب وشدائد دنيا وآخرة.

لأن سبب كل الشدائد والمحن هو الفرار من الشريعة المقدسة. والذين يسّببون المصائب هم أناس معروفين. إنهم شياطين. خلفاء الشيطان وثمة خُلف كُثر للشيطان. النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل يوم القيامة سيظهر (30) دجّالاً. أناس قذرين كذابين يجعلون الناس يفقدون سبلهم إلى الحق ويقودونهم إلى المهالك. يوقعونهم في الشدائد والبؤس والمصائب وكل ما هو سيء ورديء لذلك يسقطون في النار هنا.

لأنهم يتركون المرشدين الحقيقيين للبشرية الذين أرسلهم الله تعالى ووعد قائلاً: " يا آدم إنني أُرسل لأبنائِكَ من يحمل إليهم هُداي فمن اتبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. سيكونون في الأمن والأمان. وإلاّ فسيسقطون في النار دنيا وآخرة " ليغفر لنا الله.

أيها الناس . أنا لا شيء. ولكني أدعوكم لقبول الحقيقة. كفوا عن التسبب بالمشاكل فيما بينكم تعالوا سوية تحت راية واحدية الله تعالى واقبلوا هُداه الذي أرسله من خلالِ أنبيائه. لا تقولوا ديمقراطية ونفاقاً. اتركوا هذه الطرق الشيطانية وتعالوا وانضموا إلى بعضكم تحت راية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المقدسة.

ليغفر لنا الله بجاه ذلك الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم. بجاه سورة الفاتحة يا رب.

وفق الأمر الإلهي " فذكرّ" يا حبيبي ذكرّهم... ذكرّ عبادي بما أرسلته لهم. هذا هو أمرربي". ووفق هذا الأمر القدسي فإننا نقول هذه الكلمات البسيطة. أنا عبد عاجز ليس إلاّ. على قدر الإمكان. أو على قدر ما يعطيني الدعم والتأييد السماوي فرصة لأتكلم بالحقائق. هذه مهمتي ولا شيء غير ذلك. لأنني أصل إلى آخر عمري. ولا أسأل ولا أطلب شيئاً من هذه الحياة. انتهى الأمر. لا أسعى لأن أكون ذا شهرة. "شيخ الإسلام" أو ملكاً أو نبياً . لا. أنا فقط ناصح. من يقبل أهلا به. من لا يقبل فلا إكراه في الدين إنهم أحرار بإرادتهم الحرة. فليفعلوا ما يشاؤوا. إنني لا أحمل سيفاً أو مسدساً أو عصا لا. إنني فقط أحاول أن أذكّر الناس بما هو ضروري لهم.

ليغفر لنا الله بجاه صاحب المقام الأرفع في الحضرة القدسية. عظّم ومجّد ذلك الواحد الذي هو سبب كل الخليقة.

UA-984942-2