Go to media page

يوجد مصدر واحد للضوء

شيخ السيد محمد هشام القباني

مسجد بينانج ماليزيا | الأحد 15 ديسمبر

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

الحمد لله، الحمد لله الذى جعلنا، جعلنا الله من أمة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام، الذى هو مظهر الحقائق الربانية و الأنوار القدسية التى تجلى الله عليها به على الحبيب المصطفى من الأزل إلى الأبد من أنوار الحق. هذة الأنوار التى كانت ولم تزل و لا تزال إلى ما بعد بعد بعد هذه الدنيا. تجلى الله عز و جل بهذه الأنوارالأزلية على حبيبه المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام عندما كان نورا موجودا فى بحر القدرة حيث قال النبى صلى الله عليه و سلم أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر و هو ذاك النورالذى أودعه الله فى بحر القدرة. يدور فى بحر القدرة إلى يومنا هذا و هو مدرك لجميع الأشياء بإرادة الله عز و جل بأمر الله عز و جل، و هو مدرك بكمال الإدراك على كل عبد من عبيد الله و على كل أمة من الآمات من الذين خلقهم الله تعالى و قدر لهم أن يكونوا فى هذه الدنيا إلى يوم القيامة ظاهرين على الأرض هم أولياء الله الذين شرفهم الله و قال فى حقهم ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

فمصدر الأشياء مصدرها واحد و لكن تتغير بالمتغيرات. تتغير الأشياء. تتغير بما يحيط حولنا، فإذا أخذنا أو نظرنا إلى النور. إلى النور. هذا النور بسببه ترى الأشياء و إذا كان هناك عتمة كاملا لا يرى شىء، فمصدر النور فى الدنيا هو واحد و هذا المصدر مثل ذاك النور هذا الضوء، سرعة هذا الضوء فى علم الفيزياء ثلاثمائة آلاف كيلومتر فى الثانية، و هذا الضوء يأتى من مصدر واحد، يأتى من نور النبى صلى الله عليه و سلم الذى جعله الله نورا فى الدنيا و نورا فى الآخرة و هو مصدر الضوء و لذلك عند أهل العلم يقولون إن نور النبى صلى الله عليه و سلم لا يتغير و هو فى سرعة دائمة يتصل فى كل مكان فى كل شخص و بكل مخلوق بسرعة ثلاثمائة آلاف كيلومتر فى الثانية.

سرعة النور الضوء إذا لم يكن هناك أى بناء أو لم يكن هناك أى شجرأو لم يكن هناك أى مدر، إذا وضعت نوراً، أوقضت نورا، يمكنك أن ترى ذاك النور على بعد ثلاثمائة ألف كيلومتر، أى ذلك النور فى ثانية واحدة يصل عندك، حسب علم الفيزياء، فسرعته ثلاثمائة ألف كيلومتر، نحن بيننا و بين القمر ثلاثمائة ألف كيلومتر أى فى ثانية واحدة يصل النور من القمر إلى الأرض، أما عروج النبى صلى الله عليه و سلم، بعروجه عرج فى هذا الكون جميعاً و مر به و هو إتجه نحو مكان لا يعرف إلا بإسم قاب قوسين أو أدنى و ذاك الكون عبارة عن ستة آلاف مجرة. تعرف المجرة؟ المجرة هى مجرة الدنيا التى نعيش نحن فيها، فيها الشمس و القمروالمريخ و فينوس(الزهره)، فهناك ستة آلاف مجرة كمجرتنا، وفى كل مجرة ثمانين ألف بليون نجمة من النجوم، فإحسب المسافة، لا يمكن، يقولون لك الضوء قادم من بليونين سنة أو مليون سنة أو عشرة ملايين سنة فالنبى صلى الله عليه و سلم قطع هذه المسافة بلحظات، فإنظر إلى عظمة النبى صلى الله عليه و سلم.

لا يمكن، لا يمكن لأحد لو أراد أن يأخذ طائرة أو صاروخ أو سفينة فضائية، لا يمكنه أن يتخطى المائة كيلومتر فى الفضاء، فينحرق كلياً فيحترق ذاك الشخص إذا لم يكن فى سفينة فضائية، و هذه السفينة الفضائية تصل على بعد مائة كيلومتر، فما بالك و ظنك بالنبى صلى الله عليه و سلم الذى عرج مليارات السنين الضوئية إلى أن وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى ثم رجع و فراشه ساخن فى ساعتين؟

يقول النبى صلى الله عليه و سلم تعرض على أعمال أمتى. تعرض على النبى صلى الله عليه و سلم أعمال الأمة أى كل فرد بفرده، يدرك، يدرك النبى صلى الله عليه و سلم عمل ذلك العبد فى كل لحظة أى تعرض على أعمال الأمة أى فى كل لحظة أرى أمتى جميعاً أراهم كلهم فى وقت واحد فى لحظة واحدة يمكن للنبى صلى الله عليه و سلم أن يرى الأمة بمفردها و لكن فى وقت واحد. نحن ننظر ربما نرى مائة شخص ننظر عليهم نعرفهم. النبى صلى الله عليه و سلم ينظر إلى أمته جميعا فى دقائق معدودة و كلهم يدركهم جميعاً، و كل من رسول الله ملتمس، فيدركهم و يدركونه بقوته التى تصل عندهم، و يتجلى فى ذلك النبى صلى الله عليه و سلم على أمته فإن رأيت خيرا حمدت الله، فإذا رأى خيرا حمد الله، و إن رأى غير ذلك "إستغفرت لهم" إى إستغفر لكل عبد من أمته و قدمه إلى حضرة الله عز و جل، يستغفر له بإسمه و كنيته و لا يختلف واحد على واحد، يراهم كلهم جميعاً فرداً فرداً، هل يمكن ذلك لأى شخص؟

عظمة النبى صلى الله عليه و سلم لا يمكن وصفها و الله عز و جل و صفها فى القرآن الكريم و نحن نشرح، ليس كلامنا و لكن كلام الحق و الأحاديث ليست كلامنا و لكن كلام النبى صلى الله عليه و سلم، فلا يجوز لأحد أن ينكر على النبى صلى الله عليه و سلم ما قاله و القرآن يقول:

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله

إذا أراد الله عز و جل إنزال القرآن على جبل لهدم الجبل من حشية الله عز و جل، خوفا من الله عز وجل، عندما موسى عليه السلام قال: ربى أرنى أنظر إليك، طلب النظر إلى رؤية الحق عز وجل و الله خاطبه: لا يمكنك لا تستطيع يا موسى لا يمكن، هو شدد ياربى ياربى ياربى أرنى أنظر إليك، قال لن ترانى و لكن إنظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف ترانى، و لما تجلى ربه للجبل جعله دكا و خر موسى صاعقا، عندما تجلى الله عز و جل بأسمائة و صفاته على الجبل ربما بإسم واحد تجلى ربه على الجبل جعله دكا، أى دك الجبل من أساسه، كذلك أنزل فى حق النبى صلى الله عليه و سلم فى معنى تعظيم النبى صلى الله عليه و سلم يقول الحق لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، أى كما دك جبل موسى يدك هذا الجبل إذا أنزل القرآن على الجبل و لكن أنزل على محمد، على قلب محمد، و سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لم يتزحزح و لم يدك قلبه، هو أقوى من كل شىء موجود من خلق الله عز و جل ، قوة النبى صلى الله عليه و سلم و قوة قلبه أقوى من كل شىء خلق على وجه الأرض.

هل من هذا المكان المسجد المبارك إذا قلنا اللهم صلى على محمد؟ صلوا على النبى! صلوا على محمد! صلى الله و سلم عليه . هل سمعنا الرسول؟ سمع كل إنسان بمفرده، و صلى الله على كل إنسان بمفرده عشر صلوات و النبى سمع كل إنسان بمفرده و ربطه فى قلبه، و ربط محبة ذاك الشخص فى قلبه لأنه صلى عليه. إذا صليت على النبى أى أظهرت حبك للنبى و هذه محبة النبى صلى الله عليه و سلم إظهار المحبة بالصلاة على النبى صلى الله عليه و سلم، اللهم صلى عليه و سلم، فإذا قلبك موصول مع النبى صلى الله عليه و سلم و كل عبد من عباد الله من المسلمين و المؤمنين قلبه موصول مع النبى، و قلوب العباد موصوله مع النبى، أمة النبى صلى الله عليه و سلم قلوبهم موصولة مع النبى صلى الله عليه و سلم بالإسم و بالكنية و يرد على كل واحد منا. لا تظن أن ذاك كثيرا على النبى صلى الله عليه و سلم، ذلك من القليل ليس من الكثير. أنظر و تفكر شركة جوجل كم لها من الإيميلات؟ ملايين و كل شخص له عنده إيميل مرتبط على الإنترنت. هل الإنترنت أقوى من النبى صلى الله عليه و سلم. إذا صنع الإنسان صنع آله يمكن ذاك تلك الآله أن تصل كل الناس مع بعض، فما بالك بقلب النبى صلى الله عليه و سلم؟ لا يمكن المقارنة، و لذلك لا يجوزالإنكار على قوة النبى صلى الله عليه و سلم فى معرفة أمته فردا فردا كما جوجل يعرف كل إنسان فردا فردا، و النبى صلى الله عليه و سلم لا يعرف؟ لا يمكنه؟ بل هو مرتبط أو رابط مع كل شخص مع كل عبد من عباد الله من المسلمين و غير المسلمين صلى الله عليه و سلم.

و فى هذا المجال يقول الإمام السيوطى، لسنا نقول و لكنه هو يقول، و هو من العلماء المشهورين و هو يقول إن النبى صلى الله عليه و سلم فى قبره حيا، نحن لا نختلف، نحن نصدق، و لكن على الآخرين التصديق أيضا، و ليس بكلامنا و لكن كلام الإمام السيوطى، يقول إن النبى صلى الله عليه و سلم فى قبره حيا لأنه قال فى الحديث الشريف: " من صلى علي مرة رد الله عز وجل على روحى حتى أصلى عليه." أى رجعت روح النبى صلى الله عليه و سلم إلى جسده فى القبر حتى يصلى على ذاك الشخص الذى يصلى عليه، و على مدار الساعة فى كل بقعة من بقاع الأرض هناك من يصلى على النبى فلذلك هناك الروح دائما موجودة فى الجسد حتى ترد بالصلوات وبالسلام على ذاك الشخص الذى صلى على النبى صلى الله عليه و سلم. لا يجوز أن نقول أن الله عز و جل أدخل الروح ثم أخرجها، ثم أدخلها ثم أخرجها، ثم أدخلها ثم أخرجها، و لكن هى أدخلت و هنالك لا تزال قائمة إلى يوم القيامة روح النبى صلى الله عليه و سلم، كما قال الإمام السيوطى بسبب الصلاة على النبى صلى الله عليه و سلم يرد الله عز و جل روح النبى إليه حتى يسلم على ذاك العبد.

اللهم صلى على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم، فمحبة النبى صلى الله عليه و سلم لأمته غاليه جدا و لذلك قال النبى صلى الله عليه و سلم فى حديثه الشريف: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق." أن الله عز و جل أرسلنى إليكم حتى أكمل الأخلاق الحميدة فيكم، لا أنتظر منكم أى عمل لأنكم لا يمكنكم أن تقوموا أن تكونوا بأفضل الأعمال و لذلك أخذت عهدا على نفسى أن أكملكم أمام الحق عز و جل، و ذلك قال إنما بعثت لأتمم، أى هو الذى سيتمم مكارم الأخلاق لكى عبد من عباد الله من أمة النبى المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام، أخذها على عاتقة لا يعتمد على عملنا، لأن عملنا

وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا

عملنا ليس بالعمل الصافى المخلص لله عز و جل و لكن ممزوج بالشرك الخفى، ممزوج بالأخلاق الذميمة، أما عمل الرسول صلى الله عليه و سلم بإتمامنا بمكارم الأخلاق هو يكون من طرف النبى صلى الله عليه و سلم و هذه محبته لأمته، و لذلك قال للبدوى الذى جاء إلى النبى صلى الله عليه و سلم و طلب منه أن يخبره متى الساعة. جاء إعرابى إلى النبى صلى الله عليه و سلم ووقف بباب المسجد الشريف فى المدينة المنورة. المسجد النبوى و قال يا رسول الله متى الساعة فلم يجاوب النبى صلى الله عليه و سلم لأنه كان فى خطبة الجمعة ثم قال مرة ثانية يارسول الله متى الساعة؟ فلم يجاوب النبى صلى الله عليه و سلم. قال للمرة الثالثة متى الساعة فنزل جبريل عليه السلام قال يا رسول الله إن الله يقرؤك السلام و يقول لك أن تجاوب ذاك الإعرابى فقال يا إعرابى ماذا أعددت لها و هى سفر طويل، قال يا رسول الله لا من كثرة صلاة و لا من كثرة صيام و لكن بمحبتك يا رسول الله. أعددت للساعة محبتك. لا من كثرة صيام، إنه يصلى و يصوم، ولا من كثرة صيام و لا من كثرة صلاة و لكن من كثرة محبتك يا رسول الله.

قال النبى صلى الله عليه و سلم يحشر المرء مع من أحب، ستكون معى، أى تحشر، كل مرىء سيحشر مع الذى يحبه، و إذا نحن أحببنا النبى صلى الله عليه و سلم، و إذا جعلنا النبى صلى الله عليه و سلم، جعلنا محبته فى قلوبنا بالصلاة و السلام عليه، فالله عز و جل يحشرنا معه يوم القيامة لأنه قال يحشر المرء مع من أحب، فنحشر مع النبى صلى الله عليه و سلم إذا أحببنا النبى،

فيا عباد الله و يا أهل الإسلام صلوا على نبيكم المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام، فإن هذه الصلاة التى تنجينا من نار جهنم لأن من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرة، فإذا صلينا على النبى مرة يصلى الله عليها عشرة و صلاة الله علينا ليست كصلاتنا على النبى صلى الله عليه و سلم، فلا يمكن لحد، لجعل حد للصلاة التى يصلى علينا بها الله عز و جل، و كم جزاء هذه الصلاة، فلذلك أكثروا من الصلاة على النبى تكثروا من صلاة الله عز و جل عليكم. إذا صلينا بكثرة على النبى صلى الله علينا أضعاف مضاعفة. إذا صلينا عشر مرات صلى الله علينا مائة مرة، و إذا صلينا مائة مرة صلى الله علينا ألف مرة، و إذا صلينا ألف مرة صلى الله علينا عشرة آلاف مرة، و إذا صلينا عشرة آلاف مرة صلى الله علينا مائة ألف مرة، فكم من عباد الله الذى أنا أعرفهم و موجودون فى كل مكان يصلون فى اليوم و الليلة ألفين مرة، ثلاثة آلاف مرة، أربعة آلاف مرة، فيصلى الله عز و جل عليهم أضعافاً مضاعفة فطوبى لمن صلى على النبى المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أن نجدد الإيمان جميعا إن شاء الله بكلمتى الشهادة

إرفعوا أيديكم

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم رسولا و نبيا و بالقرآن كتابا و الله على ما نقول وكيل

و صلى الله على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

http://sufilive.com/rnd.cfm?m=5344

© Copyright 2014 Sufilive. All rights reserved. This transcript is protected

by international copyright law. Please attribute Sufilive when sharing it. JazakAllahu khayr.

UA-984942-2