Go to media page

Greek Journalist Interviews Sultan ul-Awliya

بسم الله الرحمن الرحيم

مقابلة صحفية مع

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

20 شعبان 1432 – 20 يوليو 2011

مولانا الشيخ: "من أين أنتم؟"

الصحفي: "من أثينا".

مولانا الشيخ يداعب ويقول: "أثينا .. إذاً من الأسبرطيين المحاربين ..!"

الصحفي يرد وهو يضحك: "نعم .. بأي لغة تحب أن نتحاور؟ فقد رأيتك للتو تتحدث اللغة اليونانية بفصاحة".

مولانا الشيخ: "تعلمت اللغة اليونانية في المدرسة الابتدائية سنة 1930. وكنت أتقنها جيداً، ولكن اليوم نسيت ثلاثة أرباعها".

الصحفي: "قبل زمن بعيد .."

مولانا الشيخ: "نعم، قبل زمن بعيد جداً .. بعض الأحيان، عندما يأتي لزيارتي أحد من إخواننا أو أخواتنا من الطرف اليوناني، أحاول أن أفهم كلامهم، ولكن هذا صعب علي. وقد حصل معي كذلك مع اللغة الإنكليزية، فبعد فترة طويلة لم أتحدث بها وجدت نفسي قد نسيت الكثير من المفردات اللغوية. ومع هذا سنتحدث بالإنكليزية لأنها أسهل علي، إن شاء الله! .. كنت أود أن يتم المقابلة بلغتك. ولكن هذا صعب. يتعسر علي أن أتحدث وأفصح عما يدور في خلدي أو ما أعرفه .. نبدأ ونقول، بسم الله الرحمن الرحيم".

الصحفي: "عندي أسئلة، فهل لي أن أبدأ بطرح الأسئلة؟"

مولانا الشيخ: "أنا عبد الله ورجل دين".

الصحفي: أعرف ذلك. أعرف الكثير عنك".

مولانا الشيخ: "أنا عبد لله، ذليل. إن قبلوا بهذا فلهم ذلك. بغيتي ورجائي أن يقبلني ربي عبداً ضعيفاً له، ولا شيء سواه. ومن طلب غير هذا من متاع الحياة الدنيا فقد ضل الطريق. فنحن البشر، خلقنا لعبادة خالقنا. فغايتي ومقصدي في هذه الدنيا دعوة الناس وإرشادهم إلى طريق الحق. ودائماً أذكرهم وأقول لهم، "أيها الناس، لم نخلق لنكون عبيداً لهذه الحياة المؤقتة. بل خلقنا وأكرمنا بأن نكون عباداً لخالقنا وربنا جل وعلا". وقد أرسل الله سبحانه وتعالى من بدء الخلق إلى يومنا هذا آلاف الأنبياء والمرسلين، الذين أصلحهم وهيئهم لحمل الأمانة والمهمة التي كلفوا بها. وميزهم عن عامة الناس بتكوين خلقتهم.

وقد ورد في كل الكتب السماوية، أن الله جل وعلا خلق آدم وحواء. وكانوا عباداً صالحين، طائعين لربهم. ثم جاء دور ابنيهما قابيل وهابيل. وكان أحدهما عاصياً لله، وهو قابيل. غير ممتثل لأوامره سبحانه وتعالى، ولم يكلف خاطره بأن يعي سبب وجود البشر على وجه هذه الأرض. وعندما ولد ليعيش في هذه الأرض، نظر من حوله وقال، أنا الملك على وجه هذه الأرض ورغبتي هي التي تنفذ. ثم نظر إلى أخيه هابيل وقال، أنت يجب أن تكون عبدي وتقوم بتنفيذ رغباتي، وإلا سأقتلك! .."

الصحفي: "أعرف تلك القصة".

مولانا الشيخ: "حري بك أن تعرف، فأنت من أهل الكتاب .. فعندكم العهد القديم والجديد".

الصحفي: "نعم".

مولانا الشيخ: "عندكم العهد الجديد وعندنا القرآن الكريم. وكلاهما من الكتب السماوية. فكل الكتب المقدسة اتفقت على قول: "أيها الناس، كونوا عباد الله!" ولكن الناس يعرضون عن ذلك ويقولون: "لا نقبل أن نكون عباداً لك يا رب! بل نريد أن نكون ملوكاً على وجه هذه الأرض. ولا نحتاج أن نسلك الطريق الذي أمرتنا به، بل نسلك طريقاً يتفق مع هوانا".

ثم إن قابيل قتل هابيل. وتلك كانت أول جريمة قتل وقعت على وجه هذه الأرض، وأول دم يسفك فيها. بدأ بها قابيل وفتح أسوء باب عرفته البشرية. ومن ذلك الوقت أصبح فريق من الناس قاتلين وفريق آخر من المقتولين. وسيستمر الوضع على هذا الحال، لأن الشيطان .. هل تعرف الشيطان؟"

الصحفي: "طبعاً".

مولانا الشيخ: "هل أنت سعيد معه؟"

الصحفي: "كلا، على الإطلاق".

مولانا يضحك، ثم يسأل مرافقة الصحفي: "هل أنت سعيدة معه؟" فأشارت "لا" ..

ويستكمل مولانا قائلاً: "وقد عصى الشيطان ربه وتمرد عليه، وقال مستكبراً، "لن أطيعك، وسأسعى جهدي لإغواء بني آدم وتضليلهم حتى لا يكونوا عباداً لك، بل عبيداً لي".

الصحفي: "هل يمكنني أن أطرح سؤالاً؟"

مولانا الشيخ: "تفضل".

الصحفي: "في شهر نوفمبر سنة 2010 تنبأت بانهيار بعض الأنظمة والحكومات مثل، سوريا، ليبيا، تونس، مصر .. فكيف نجحت في تنبؤك؟"

مولانا الشيخ: "إنما ذكر هذا الشيء في جميع الكتب المقدسة؛ العهد القديم والجديد والقرآن الكريم، كما تحدث عنه الأنبياء عليهم السلام. ففي جميعهم ذكر، بأنه في آخر الزمان ستكون ملحمة كبرى، وستكون أكبر ملحمة شهدتها التاريخ، يسميها البعض بـ"الهرمجدون". فهذه الدنيا ليست مستمرة إلى الأبد. فلا أبدية للحياة في هذه الدنيا. لذلك حياة البشر في هذه الأرض محدودة. فكما كانت لها بداية، فستكون لها نهاية".

الصحفي: "هل تؤمن بأن علامات نهاية العالم سيشهدها هذا الجيل؟"

مولانا الشيخ: "ليس إيماناً فقط، بل هو يقين وحقيقة نزلت إلى الأنبياء من عند ربهم. فكما قلنا، لكل شيء بداية، كما أن لها نهاية. ويجب أن يكون هناك نهاية لحياة البشر على وجه الأرض".

الصحفي: "يهمني أن أعرف مستقبل بلدي، لأن بلدي اليونان يعاني من مشكلة كبيرة".

مولانا الشيخ يضحك ويقول: "ما هي إلا مشكلة تافهة. المشكلة الكبرى هي التي ذكرت في الكتب المقدسة، ألا وهي الملحمة الكبرى. فتلك الملحمة سيطحن الناس طحنا ويعصرهم، كما يعصر الزيت في المعصرة. هكذا سوف يحدث".

الصحفي: "إذن المستقبل، هو الملحمة الكبرى".

مولانا الشيخ: "نعم، في المستقبل القريب جداً".

الصحفي "كم بقي من السنين لهذا الحدث العظيم؟"

مولانا الشيخ: "ليس الكثير .. لم يبق سنوات. فهي تقترب منا بسرعة هائلة، ونحن نجري نحوها كذلك".

الصحفي: "المجتمعات العصرية لا تؤمن بوجود الله. فكيف لله أن يترك مثل هذا الأمر يحدث؟"

مولانا الشيخ: "رب العالمين وخالقنا، وهبنا ميزة الفهم والمعرفة، ورزقنا حرية الاختيار. هل فهمت؟ يمكننا أن نتعلم ونستوعب ما تعلمناه ثم نقوم بتطبيقه. فنحن نعيش لنتعلم ثم نعمل على تطبيق ما تعلمناه. ومن ثم بعد سنوات قليلة نموت. أنظر يا .. ما اسمك؟"

الصحفي: "يورغوس".

مولانا الشيخ: "اسمك يورغوس وتسألني مثل هذه الأسئلة الغبية؟"

الصحفي: "لماذا تنعتها بالغبية؟"

مولانا الشيخ: "أنت مؤمن. ولكن هل أنت مؤمن بالله أم مؤمن بالشيطان؟"

الصحفي: "لا أدري ما أنا عليه .. حقيقة لا أعرف إن كنت مؤمناً أم لا .. لا أعرف، إنني أبحث".

مولانا الشيخ: "أسألك، إذا لم تبعث ابنك إلى المدرسة، فهل سيتعلم؟ .. فلم لا تذهب أنت لتتعلم شيئاً من هذه الأمور؟ .. يبدو أنك لست مهتماً .."

قاطعه الصحفي قائلاً: "أنا مهتم بآرائك .. وأود أن أسألك عن شيء آخر إن سمحت لي".

مولانا الشيخ: "إذا سألنا فعلينا أن نسأل عن الحقيقة. لأنه لكل شيء حقيقة. فبدون الحقيقة لا يمكن أن يكون أي شيء في الوجود. حتى الذرة لا يمكن أن تكون موجودة بدون ذاتيتها الحقيقية، فكيف بالإنسان أن يكون موجوداً من غير هدف ولا حكمة لوجوده؟ ولكن للأسف، لا نفكر في مثل هذه الأمور، ولا نستخدم قوة الاختيار التي وهبنا الله سبحانه وتعالى. ننظر دائماً إلى ما يأتي إلى قلوبنا .. أنت بمثابة حفيدي يا يورغوس وأنا مثل جدك .. كم عمرك؟"

الصحفي: "أربعون".

مولانا الشيخ: "مبارك. أما أنا فعمري تقريباً ثلاثة أضعاف عمرك.. يا حفيدي، السيد يورغوس! ..

تحدثت معك عن الإنسان الأول وتاريخه. يمكنني القول، بأنه كان حلماً ثم مضى. ثم جاء من بعدهم قوم آخرين. وجاء عصر الفراعنة الذين حكموا مصر، ولكن أقول لك، أنه كان حلماً وقد مر. وأخبرك عن كليوبترا الملكة اليونانية التي حكمت مصر، والتي دون خبرها في الكتب، إلا أنني أقول، كان حلماً فمضى. وكذلك أخبرك عن زيوس الذي ورد ذكره في التاريخ اليوناني .. كان حلماً ثم مضى".

الصحفي: "تقصد الإله اليوناني ..".

مولانا الشيخ: "وكذلك رومولوس وريموس في إيطاليا، إن قلت لك كان ذلك حلماً قد مر فلا تعترض! .. وكذلك أخبرك عن الأسكندر الأكبر. الذي كان عظيماً بمعنى الكلمة. وكان له دور عظيم وأنجز أعمالاً عظيمة، إلا أننا نستطيع أن نقول أنه كان حلماً وقد انتهى. وهكذا من بداية التاريخ، الذي بدأ من عصر سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، كان حلماً .. ما حصل في اليونان كان حلماً .. ما حصل في إيطاليا كان حلماً .. ما حصل في فلسطين كان حلماً وقد مضى .. وما حصل في بابل كان حلماً وانتهى .. وما حصل في الأناضول كان حلماً ومضى .. ما حصل في بلاد فارس كان حلماً ومضى .. في الهند .. في روسيا .. في بيزنطيا .. في البلقان .. في إنكلترا .. وكذلك كل ما حصل في المشرق والمغرب، وفي الشمال والجنوب .. وكذلك ما حصل هنا في قبرص، نقول أنه كان حلماً ثم مضى، ولم يبق منهم شيء. ثم تأتي أحلام جديدة .. أقول لذوي المناصب العالية في شؤون الأديان وممثليهم، بأن نابليون كان حلماً ثم مضى .. أليس صحيحاً؟ .. في إنكلترا، وفي إسبانيا وفي الشرق والغرب، كل شيء انتهى .. يمكننا القول فقط، بأنها أحلام ومضت. وكل ما حصل إلى يومنا هذا كان حلماً وانتهى. ونحن ننتظر الأحلام الجديدة التي سيسعفنا به الغد. ولكن الناس ضلوا الطريق وهم في غفلة من أن ينتبهوا إلى مثل تلك العلوم السرية، التي تجعل الناس ينتبهون من غفلتهم ليسعوا في معرفة مهمتهم في هذه الحياة. وهذا هو الأمر المهم! .. فكل ما حدث إلى الآن كان مجرد حلم. ومهمتنا أن نتمسك بالحقيقة، ونقوم بواجبنا الحقيقي .. هل فهمت هذا يا حفيدي؟"

الصحفي: "طبعاً .. نعم .. فهمته جيداً!"

مولانا الشيخ: "وهذا اللقاء كان مكتوباً في السماء، في اللوح المحفوظ. فلكل أمر أجل لا بد وأن يظهر في أوانه. فاليوم اجتمعت وإياك، وأنا ابن التسعين تقريباً وأنت في عمر أحفادي. وهذا اللقاء سوف يختم وينتهي. فتقول، "اجتمعت اليوم مع شخص .." وإذا سألك أحدهم، "من ذاك الشخص؟" فلا تملك إلا أن تقول، "كان ذلك حلماً كنت في انتظاره .. انتظرت هذا الحلم الذي قدره الله سبحانه وتعالى لي ثلاثاً وأربعين سنة، حتى تحقق واجتمعت به لأستمع إلى كلامه، لأنه بشر مثلي، من ذرية آدم عليه السلام".

عار على البشرية أن يقاتل بعضهم بعضاً، ويحمل كل طرف أفكاراً سيئة تجاه الآخر، ويسيء كل طرف إلى الطرف الآخر، وهم من نسل رجل واحد. يقدمون أسوأ ما عندهم ولا يقدمون أفضل ما عندهم. فالذي بذل أفضل ما عنده، والذي بذل أسوأ ما عنده، رحلوا جميعاً ومضوا من هذه الحياة الدنيا، كما يمضي الحلم. فكل بداية يا حفيدي، حتماً له نهاية. فلا شيء يستمر إلى الأبد .. لكل بداية نهاية. ولكن الناس لا يتعلمون مثل هذه الأمور. وإنما يركضون خلف الأحلام. ويقومون بتدمير هوياتهم الحقيقية بأفكارهم الغبية وأحلامهم السفيهة .. أهلاً وسهلاً بكم. إن لم تفهموا شيئاً مما قلته فلكم أن تسألوني. ما أعرفه سأقوله لكم".

الصحفي: "أفهمك جيداً .. أردت أن أسألك سؤالاً آخر. ما هي مشكلة الديمقراطية؟ هناك مشكلة في النظام الديمقراطي .. فقد ولدت أزمة عالمية".

مولانا الشيخ: "النظام الديمقراطي ليس نظاماً سماوياً. وإنما هو فخ من الشيطان، لمنع الناس عن الشرائع السماوية. هناك نوعان من الأنظمة استخدمها البشر للحكم منذ البداية، لتحقيق المنافع التي يحتاجها البشر؛ الملكية والديمقراطية. فالملكية من عند ملك الملوك ومالك السموات. فرب السموات ملك من الأزل إلى الأبد. فهو رب وهو ملك، وليس رئيساً منتخباً كما في النظم الديمقراطية. فهؤلاء الديمقراطيون لصوص البشرية. والنظم الديمقراطية فخاخ الشيطان. والشيطان أسوأ عدو للإنسان. ويسعى جاهداً لتدمير النظام السماوي، ألا وهو النظام الملكي. أنظر لترى ماذا حصل بعد سقوط الأنظمة الملكية وتأسيس الأنظمة الديمقراطية!

والديمقراطية في لغتك عبارة عن كلمتين "ديموس" الذي معناه الشيطان وكلمة قراطية (كراتيس) يعني الحكم. والإنكليز يسمون الشيطان "ديمون". معنى هذا، أن النظام الديمقراطي نظام الشيطان وحكومته. أنظر بتمعن ماذا يجري في الدول الديمقراطية. الناس تقتل بعضهم بعضاً. وفي عصر الملوك كان الحكم مستنبطاً من الشرائع السماوية. وأما الديمقراطية فهي إيحاء من الشيطان، ولا أقبل بها أبداً. بل سأسعى ضدها ما دمت حياً. أتطلع إلى عودة الملكية وأن تهبط مملكة السماء على الأرض".

الصحفي: "هل تقصد عودة السلاطين؟"

مولانا الشيخ: "عندكم الملوك وعندنا السلاطين".

الصحفي: "ماذا تقول عن أسامة بن لادن؟"

مولانا الشيخ: "بن لادن لم يكن سلطاناً ولا ملكاً، بل فرد من الأفراد. وكل من لا يسعى لتحقيق شرع الله، يتبع هذا أو ذاك .. يقول الله سبحانه وتعالى لعباده، لا تقتلوا!" ..

الصحفي: "هل تقصد أنه كان قاتلاً؟"

مولانا الشيخ: ".. اسمع يا يورغوس! في أي كتاب من الكتب المقدسة ذكر عبارة، ’أقتلوا‘؟"

الصحفي: "أبداً، ليس مذكراً في أيّ منها".

مولانا الشيخ: "إذن، فلماذا يقتل بعضهم بعضاً؟"

الصحفي: "هل أفهم منك أنك ضد الجهاد؟"

مولانا الشيخ: "تعرف أن كل الكتب المقدسة ذكرت حرمة القتل. وأنه لا يجوز قتل الناس بعضهم بعضاً. ولكن، إذا دخلت في غابة وفيها ما فيها من الوحوش والحيوانات المفترسة. فخرج عليك أسد أو ثعبان أو أي حيوان مفترس آخر، هل تجلس في مكانك مستسلماً هكذا، تنتظر أن يأتوا إليك ويلتهموك؟ ألن تدافع عن نفسك؟ فكل واحد من البشر، كما تطرقت عليه في بداية حديثي، فيه نزعة من تركيبة قابيل الدموية، الذي قتل بلا سبب. ومع أنه كان على علم أن الموت سيلقاه حتماً يوماً ما، وأنه سيرحل من هذه الدنيا، إلا أنه أراد أن يكون السيد والجميع تحت قدميه، يأتمرون بأمره.

لذلك، الجهاد، أو ما تسمونه بالحرب المقدسة، هي ضد الشيطان وأتباعه، وليس ضد الصالحين، أبداً! فما الذي جعل الأسكندر الأكبر عظيماً حسب ظنك؟ كان عظيماً لأنه كان يحكم بالعدالة الإلهية، ولم يؤذ أحداً حتى وصل إلى الهند. وكان يتمتع بذكاء واسع. كما أنه كان مؤمناً حقاً، يؤمن بالحقيقة. ونحن كذلك، علينا أن نؤمن بالحقيقة، ولا نستسلم لمحاولات الشيطان المستمرة ضد من يؤمن بالحقيقة، ليوقعهم في الفخاخ التي نصبها للبشر، فيقتل بعضهم بعضاً. ذلك مسلكه؛ زرع الفتن حتى نقاتل بعضنا البعض.

وفي المقابل، نزلت الكتب المقدسة؛ العهد القديم والعهد الجديد والزبور والقرآن الكريم، لتمنع الظلم، وتحمي البشرية من ظلم وحوش البشر. ولكن للأسف، الناس سكارى، ولا يهتمون بمثل هذه الأمور الدقيقة".

الصحفي: "أخبرني عن المهدي. ماذا تقول بشأن المهدي؟ هل جيلنا سيشهد ظهوره؟"

مولانا الشيخ: "إن شاء الله! ونؤمن أيضاً بأن المسيح عليه السلام، سيأتي في آخر الزمان؛ ينزل من السماء إلى الأرض. فيجازي كل واحد بما هو أهله. يبقي على الصالحين من عباد الله، ويبيد الأشرار. هل فهمت؟"

الصحفي: "نعم".

مولانا الشيخ: "فنحن لسنا في انتظار المهدي عليه السلام فقط، بل ننتظر أيضاً نزول عيسى عليه السلام. وما مهمة المهدي عليه السلام، إلا تمهيد الأرض لنزول عيسى عليه السلام، وإقامة شريعة الله على وجه الأرض، وتخليص العالم من وحوش البشر وحماية الصالحين. هذا ما نؤمن به. لكن الشيطان استطاع أن يفسد عقول الناس، وثنيهم عن الحق، وجعلهم ينظرون إلى الأشياء نظرة مشوهة، وفهم الأمور بصورة مقلوبة، والعمل عكس ما جاء في الكتب المقدسة. ولكننا رغماً على أنفه، مؤمنون. هل تفهم؟"

الصحفي: "نعم، أفهم .. عندي سؤال آخر. ما هو مصير الرجل الصالح من الكفار بعد الموت؟"

مولانا الشيخ: "لا يمكن أن يكون الكافر صالحاً! .. هذا لا يمكن! .. فهو جند من جنود الشيطان. ومثواه النار، كما ذكر في الكتب المقدسة. أنا لا أقول هذا من عند نفسي .."

الصحفي: "لا، لا، لقد أخطأت في التعبير، إنما أردت أن أسأل عن الرجل الصالح من أهل الكتاب من غير المسلمين، مثل المسيحي أو اليهودي!"

مولانا الشيخ: "إنما حياته ومماته بيد خالقه. فنحن لا نملك أن نصرح أو أن نقول أي شيء بهذا الصدد .. فما نحن إلا خلق من مخلوقات الله عز وجل، ولسنا بالخالق لكي نقرر مصائر الناس. فهو الحاكم، وهو الذي يصدر الحكم النهائي يوم الدين .. لماذا يسمى بيوم الدين، يا حفيدي؟ .. ذكر في الكتب المقدسة يوم الدين، فهل تؤمن به؟"

الصحفي: "نعم".

مولانا الشيخ: "وهو أحكم الحاكمين يوم الدين، وهذا ليس لنبي مرسل ولا لعبد مقرب. بل أحكم الحاكمين وأقضى القضاة يوم الدين، هو رب العالمين .. يدعو عباده أن يكونوا من الصالحين ولا يكونوا من الأشرار المفسدين. ومن قدم إلى الله عز وجل وقد عمل الصالحات فسوف ينال جزاءه ومن قدم وقد عمل أسوأ ما عنده زجه في النار. ولا يملك أحد أن يمنع ذلك.

{لِيَجْزِيَ الَّذيِنَ آمَنُوا وَعَمِلوُا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكَافِرينَ}، (الروم:45).

{وَيَسْتَجِيبُ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلوُا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالكَافِرُونَ لَهُمْ عَذاَبٌ شَدِيدٌ}، (الشورى:26).

هذا مذكور في العهد القديم والعهد الجديد والزبور والقرآن الكريم. وتلك عقيدة أهل الكتاب والمسلمين. فعقيدتهم واحدة. ولكن الشيطان يحاول إفساد الأمور .. أركله برجلك وأطرده خارجاً! .. ولكن للأسف، الناس يهتفون للشيطان ويرحبون به ويعرضون عن ربهم. وعلى هذا عقابهم عسير .. غفر الله لنا!

فنحن ننتظر نزول عيسى عليه السلام. وسيأتي إن شاء الله! في نهاية، أو منتصف القرن الواحد والعشرين .. مرحباً!" .. (ضحك).

الصحفي: " .. آمين".

مولانا الشيخ: "أنت شخص فهيم! إذا كنت سيء الفهم فها هو العصا.."، (لوّح بعصاه كمن يريد أن يضربه، فضحكوا) ..

الصحفي: "أريد أن أنال بركتك" .. (قال ذلك وقبل يد مولانا، ومولانا أومأ على رأسه وقبله) ..

مولانا الشيخ: "حفيدي .. يمكنك أن تحضر إلي في أي وقت شئت".

الصحفي: "سأفعل".

UA-984942-2