Available in: English   Turkish   Arabic   Go to media page

الله يخاطب رسوله من الأزل إلى الأبد

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

ليفكة قبرص 29 يوليو 2010

مولانا يصلي ركعتين ثم يدعو. الفاتحة.

بسم الله الرحمن الرحيم. (مولانا يقف).

لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عليه صلاة الله وسلامه. الصلاة والسلام عليك يا سيد الأولين والآخرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى عباد الله الصالحين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. يا ربنا! يا رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين! أصلح شأننا وشأن المسلمين وانصرنا على القوم الكافرين، بجاه نبيك الكريم (مولانا يجلس).

ثم السلام عليك يا سيدي، يا قطب المتصرف وعلى جميع أصحاب النوبة. السلام عليكم رجال الله عدد المشارق والمغارب، المتصرفين في أمور الدنيا وما فيها.

يا سلطان الأولياء! نحن لا نعلم شيئاً، بل نطلب المعرفة والاستزادة في العلم، كما قال خاتم الأنبياء والمرسلين، (مولانا يقف)، "من تشبه بقوم فهو منهم"، (سنن أبي داود). (مولانا يجلس).

السلام عليكم يا سلفيون! أنتم تعرفون اللغة العربية! كان ذلك من كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي لم يكن كلامه من عند نفسه وإنما كان وحياً!

{إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى}، (النجم، 4).

تعرفون اللغة العربية وتفهمونه، هيه؟ هناك محاولة جادة من قِبل الشيطان وأتباعه بنشر الأمراض ليحطوا من شأن الإسلام ويرفعوا من شأن مدرسة الباطل. قدموا أعظم التقدير لهذه الكلمات المقدسة من النبي المقدس! .. حقيقة، هو أقدس وأشرف وأعظم وأمجد وأجلّ واحد من بين جميع الخلائق! وهو لا يقبل جهنم والطرق التي تؤدي إليها. رغماً على أنف هؤلاء الذين يبخلون على خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا ينزلونه منزلته! .. مستواهم مستوى العفاريت والشياطين؛ هؤلاء الذين يحطون من قدر خاتم الأنبياء والمرسلين ولا يمنحونه حق التقدير .. هؤلاء تخرجوا من مدرسة الشيطان. عار عليهم! يبخلون على خاتم الأنبياء والمرسلين، بتقديم الاحترام له وتوقيره، فلا يسعهم أن يروا أحداً يوقّر ويعظّم خاتم الأنبياء والمرسلين إلا تفجروا غيظاً، بسبب سوء طباعهم وبسبب مفعول السموم التي قام الشيطان بحقنهم بها. فيمتلئون غيظاً كلما قام أحد بمدح خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم! .. الله سبحانه وتعالى صلى عليه بنفسه! .. وقال، (مولانا يقف تعظيماً):

{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذيِن آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً}، (الأحزاب، 56).

أين أنتم أيها السلفيون والوهابيون؟ ما معنى هذه الآية؟ أولستم مسلمين؟ ألا تعرفون معنى قوله تعالى، {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}؟ (مولانا يجلس). ما هذا الغباء؟ هل تحاولون هدم العقيدة الإسلامية، المبنية على أساس تعظيم النبي؟ أساس العقيدة الإسلامية مبني على تقديم أجلّ الاحترام والتقدير لخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. الذي نال تكريماً لم ينله أحد أبداً. الذي كان موجوداً من الأزل إلى الأبد. رغماً على أنف الوهابيين والسلفيين ومن نهج سبيلهم! .. ديننا مبني على تبجيل وتوقير خليفة رب السموات الحقيقي، من الأزل إلى الأبد!

معنى، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، نفر من الشيطان وشراكه ونلجأ إلى الله سبحانه وتعالى. لكن حقيقة ليس هذا ما يحصل. وإنما ندخل في حمى أحد الرجال الأمجاد الذين ينوبون عن خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. فلأننا عاجزون عن تقديم الاحترام والإجلال الذي يليق به، نلجأ إلى هؤلاء النواب تعظيماً وتوقيراً لخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. تقديرنا له لا شيء ولا فائدة منه! وماذا يساوي تقديرنا له أمام تقدير رب السموات له، وقد أجله وكرّمه ومنحه تقديراً إلهياً؟ فماذا يساوي تقديرنا له؟ .. لا شيء! وإن قام جميع الخلائق على صعيد واحد وقاموا بإكرامه وتقديره وتبجيله، فهذا لا يساوي شيئاً أمام تقدير الله تعالى له، جل جلاله. إن الله سبحانه وتعالى يصلي عليه. فما قيمة صلاتنا أمام هذه الصلاة؟ وإنما مثل صلاتنا له أمام صلاة رب السموات، كذرة واحدة أمام ذرات جميع الخلائق. وهذا أدنى وصف لصلاتنا قياساً لصلاة رب السموات عليه. ولو صلينا عليه بلايين السنين وتريليونات السنين وكتريليونات السنين، فهذا لا يساوي شيئاً أبداً أمام صلاة ربنا عليه. أما هؤلاء الجشعون الذين يدّعون أنهم يتبعون الطرق، بل هم يتبعون الطرق الشيطانية أما نحن فنتبع الطرق المحمدية، صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف).

الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر على من تكبر وتجبر على حبيب الله، صلى الله عليه وسلم! .. هؤلاء يقولون، "هذه بدعة وهذا شرك وهذا حرام يا شيخ!" ويسخرون من طريقة صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم .. ويقولون، "كيف تصلي على النبي بصيغة المخاطبة وتقول، ’الصلاة والسلام عليك، والنبي قد مات‘؟" .. تفووو عليكم وعلى عقيدتكم! .. إنهم في غاية الجهل ويغرقون في غياهب ظلمات الجهل! .. امدحوه ما شئتم فلا مانع! إن الله سبحانه وتعالى يسُرّه أن يُمدح أجلّ خلقه وأكرمهم، ويرضى على من وقّر وعظّم خليفته الحقيقي. أنظروا إلى السلفيين والوهابيين، كيف أن الحقد ملأ قلوبهم، ويحنقون على من يقدم التعظيم والتوقير لخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. لماذا كل هذا الحقد؟ أي ضرر يحصل من مدح خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، وقد بُعثتم إلى الوجود من أجله؟ .. تعظيم النبي والصلاة عليه أمر جليل! لن يستطيع أحد أن يصل إلى أدنى مستوى إدراك مدى عظمة وجلالة صلاة الله سبحانه وتعالى على خاتم الأنبياء والمرسلين .. الله أكبر! .. سبحان الله! .. رغماً على أنف السلفيين والوهابيين! .. نقدم أعظم تشريفاتنا على أشرف وأكرم وأجلّ من في الحضرة الإلهية.

عليكم أن تدركوا على الأقل، بأنه كلما صليتم ركعتين لا بد من قراءة، "التحيات لله والصلوات والطيبات". ثم تقولون، "السلام عليك أيها النبي!" (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) .. لمن نوجّه هذه؟ .. تصلون كل يوم على الأقل أربعين ركعة وفي كل صلاة تقرؤون "التحيات"، (مولانا يجلس)؛ وهي تحية سماوية! وفي كل مرة تقرؤون "التحيات"، عليكم أن تقولوا، "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، وإلا فلا صلاة لكم! فمن الذي يسلم على النبي ويقول له، "السلام عليك.."؟ ألا تفهمون العربية؟ هل أنتم من العجم أم من الترك، مثلي؟

أيها العرب! لماذا يقول الله سبحانه وتعالى، "السلام عليك أيها النبي"؟ مثل هذا النوع من الخطاب الشخصي والمباشر، "أيها النبي"، لم يحدث لأحد من قبل! .. "السلام عليك أيها النبي"! من القائل أيها السلفية؟ من الذي يقول هذا؟ .. أليس هو الله؟ .. قال، "السلام عليك أيها النبي" ولم يقل، "السلام عليك يا نبي"! بل، "أيها": أداة نداء للتعظيم! كان ذلك خطاباً سماوياً، لم يحظ بمثله أحد من قبل! .. لم يحصل خطاب من الله مباشرة لعبد من عباده، كما في "السلام عليك أيها النبي". ولا يعلم أحد علو قدر هذا الخطاب، ولن يبلغ أحد غاية أبعد من هذا؛ "السلام عليك أيها النبي"! ثم أتمت الملائكة في الملأ الأعلى: "ورحمة الله وبركاته" .. ما شاء الله! وهذا تحليل "التحيات"! .. ثم أتمها جبريل عليه السلام، "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين". فمن هؤلاء، عباد الله الصالحين؟ .. هم الذين يطيعون ربهم ويتبعون أوامره ويقدمون أعظم التقدير والتبجيل لأكرم وأجلّ من في الحضرة القدسية.

أود توجيه سؤال لعلماء السلفية ودكاترة الشريعة وإلى علماء الأزهر الشريف. بسم الله الرحمن الرحيم. (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) صفة الكلام من الصفات الإلهية، (مولانا يجلس). سؤالي لكم، كلام الله قديم من الأزل إلى الأبد! فما الذي فهمتم من هذا؟ .. هل كلامه سبحانه وتعالى متواصل على الدوام أم منقطع؟ .. لا يمكن أن نقول بأنه منقطع! .. فهذا كفر! فالصفات الإلهية تشير على الدوام بلا تعطيل أو إبطال. وكلام الله سبحانه وتعالى لا ينقطع ولا يتوقف أبداً! فمن صفات الله سبحانه وتعالى الكلام، وهو المتكلم، وكلامه قديم.

اسمعوا أيها السلفيون! .. هل يا ترى كان الله سبحانه وتعالى يخاطب ذاته المقدسة؟ حسب عرف الناس مخاطبة الإنسان نفسه ضرب من الجنون. فعندما نرى شخصاً يتكلم مع نفسه نتهمه بالجنون .. نقول، "جُن الرجل"! فهل الله سبحانه وتعالى يكلم ذاته بذاته؟ أخبروني! (مولانا يضحك). أنتم علماء، ما شاء الله، وأي علماء! .. قولوا! هل الله سبحانه وتعالى يتكلم بدون أن يوجد مخاطَب؟ .. لا بد من وجود مستمع في حال الكلام. إن كان هناك مخاطِب (بكسر الطاء)، فيلزم أن يكون هناك مخاطَب، (بفتح الطاء) وإلا سيبدو الأمر ضرباً من الجنون! فهل رأيتم خطيباً يعتلي المنبر وليس في المسجد أحد يستمع إليه؟ .. سيقولون، "جُنّ الرجل! يحاكي نفسه بنفسه. الله سبحانه وتعالى يتحلى بصفاته القدسية من الأزل إلى الأبد. فمن كان المخاطَب (بفتح الطاء) في الحضرة الإلهية؟ .. ردوا علي! .. إن قلتم أن الله تعالى كان يكلم ذاته المقدسة بذاته المقدسة، فهذا لا يليق بصفاته القدسية. وإن قلتم أن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم، فقد نفيتم صفة ثابتة من صفاته القدسية، ألا وهي الكلام. إذن فمن المخاطب في حضرته القدسية؟ .. قولوا الحق ولا تحيدوا عنه يمنة ويسرة! .. من ذاك المخاطَب؟ (مولانا يقف) .. إنه سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! .. فلماذا لا تفصحون عن هذا؟ .. ألا تستحون من عدم الإفصاح عن ذلك؟ .. أم أنكم لا تعرفون؟ إن قلتم بأن الله لا يكلم أحداً، جعلتموه مثل ذلك الرجل الذي يتكلم مع نفسه! .. يقولون، "جن الرجل"! فهل جن ربنا؟ .. بل كان يتكلم سبحانه وتعالى مع أحب وأكرم وأعظم وأمجد خلقه، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! .. رغماً على أنفكم! (مولانا يجلس).

إن كنتم علماء، فقولوا واعترفوا بذلك ولا تبخلوا على أحب الخلق عند الله سبحانه وتعالى، وإلا سوف ينتقم الله سبحانه وتعالى منكم! غفر الله لنا. الفاتحة.

- الله أكبر! .. عجايب! سبحان الله! .. مقلب القلوب بلّش (بدأ). هذا الكلام حق! إن لم يكن حقاً، ما كان لأحد أن يسمعه! فهذه علامة خير .. وهي بشرى لنا يا معشر الإسلام! .. إن لنا من العناية ركناً غير منهدم! .. فمن هو ذاك الركن؟ .. إنه النبي الكريم؛ ركن غير منهدم! .. مستحيل أن يسقط، فهو قائم على الدوام! حق! .. حق!

الفاتحة.

بدأ التجلي الأعظم في نصف شهر شعبان. وسيزلزل الباطل ويجعله تحت أقدامنا .. أمان يا رب!

دوم دوم، دوم دوم .. ينشد باللغة التركية ...

الفاتحة.

UA-984942-2