Available in: Turkish   Urdu   English   Dutch   Italian   Arabic   Go to media page

بسم الله الرحمان الرحيم

اسعَ لضبط توازنك الروحي على يد مرشد حقيقي

صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

أيها الناس. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا عنوان صحبتنا. صحبة التي وصفت من خلال الأولياء أنها لجعل طرق العباد واضحة. لذلك فإننا نقوم بالصحبة لنرى إذا كان اتجاهنا صحيحاً أم لا. تماما كما يُستخدم الرادار.

أيها الناس. الإنسان ينبغي أن يستخدم راداراً ليريهم إذا كان اتجاههم صحيحاً مقبولاً. ليريهم خط طيرانهم. لذلك نحتاج إلى صحبة التي هي نصيحة للناس وتذكير وإنذار لهم. علينا أن نستخدم هذا الرادار الروحي يومياً.

من وقت لآخر الناس يأخذون سيارتهم إلى الكراج. لماذا؟ لحفظ التوازن. لأنهم يشعرون بأنها بحاجة إلى تصليح. إلى ضبط التوازن.

ذات يوم كنتُ مع أخ لنا بسيارته. سيارة صغيرة قديمة. باص كبير أتى فجأة باتجاهنا وقلت للسائق: انظر باص كبير قادم نحونا. ماذا علينا أن نفعل؟ فقال لي: يا سيدي أحاول لكن سيارتي لا تصغي لي أحركها هكذا لتذهب في اتجاه آخر عليَّ أن أغيّر كوابحها وأضبط توازنها.

علينا من وقت لآخر أن نفحص إذا كان توازننا صحيحاً أم بحاجة إلى تصحيح،وهذا ما نقوم به في صحبتنا. كل واحد منا يفحص توازنه وميزانه.

لأن أهم شيء في حياة الإنسان هو التوازن وامتلاك ميزان. ومن يعش من دون توازن فإنه سيخسر كل شيء في الدنيا والآخرة.

لكن الناس الآن لا يبحثون عن توازنهم حتى يُجبروا بالمرض أن يذهبوا إلى الطبيب وينظروا ماذا حدث لتوازنهم. هذا بالنسبة لجسدهم. ولا أجد إلا بضعة من الناس يبحثون عن توازنهم الروحي. غالبية الناس ميزانهم خطأ (خاطئ) لا انضباط لهم. لأنهم سكرى كيف سيهتمون بضبط توازنهم. إذا قلت لذلك السكران لا انضباط لك فإنه قد يشتمك ويضربك. يا أخي أنت تمشي في طريق خطأ ولكن لا تفهم ذلك حتى تصطدم بجدار وتقوم بحادثة وتصبح في المشفى وقد كُسِرَ رأسك أو يدك أو رجلك. فتبكي لأنك لستَ في التوازن الصحيح.

أهم شيء في حياة الناس ليكونوا في الأمان دنيا وآخرة هو أن يكون ميزانهم وتوازنهم صحيحاً. ومن أجل أن يكون توازنهم صحيحاً عليهم أن يصغوا لصحبة من المأذونين. إذا قال شخص بأنه طبيب وهو ليس طبيباً فإنه لو ذهب إليه أحد المرضى سيعطيه دواءً خاطئاً وقد يمرض زيادة أو يموت. لذلك الصحبة مع الشيخ المأذون هي الأهم لانضباط المريد وضبط ميزانه وتوازنه. لذلك كنت مع شيخي كل الوقت أتعلم منه قائلاً لي طريقتنا الصحبة.

أرواحنا في حاجة لمعرفة هذا التوازن. واليوم أيضاً بعض عباد ربي يأتون إلى هنا ليصغوا لشيء ليصحّحوا أفعالهم ليفحصوا إذا كانت أعمالهم صحيحة أم لا،ليعرفوا ما هو الصواب وما هو الخطأ.

توازن صحيح يعطيك ثماراً جيدة وراحة وسعادة دنيا وآخرة. والميزان الخاطئ قد يفضي بك إلى ما لا تحبه دنيا وآخرة. إذا كان ميزانك صحيحاً فإن كل شيء يصدر عنك سيكون صحيحاً. لذلك لا بد من استخدام ميزان الرسول وورثته ميزان شيخك. ومن دون هذا الإرشاد لا يمكنك التحكم بنفسك ولا يمكنك بالتالي ضبط ميزانك وتصويبه. لأن ميزان المرشد يعطيك قوة روحية. وطالما طلبتكم التقدم الروحي فإن عليكم أن تتبعوا وريثا للرسول صلى الله عليه وسلم يصحّح لكم ميزانكم وتوازنكم.

لذلك تعال واسمع. تعال واصغِ للصحبة لا تقل كثير أن نسمع هذا الشخص يومياً. اليوم نسمع كلامه وغداً ندع نفوسنا تذهب شرقاً وغرباً لتستمتع. اليوم لا يوجد عندي وقت للاستماع إلى هذا البث المباشر. أنت حُرٌّ في ذلك. ولكن بعد ذلك كل ما يحصل لك قد تندم.

أيها الناس الذين يسمعون (الصحبة). نصف ساعة يومياً تعطيكم قوة روحانية وروحانياتكم ترتفع وتقوى وأنتم بحاجة إلى ذلك. هدف حقيقي للصحبة هو أن ترفع مستوى روحانيتنا وتجعلها أقوى. لأن للإنسان مراتب لا حد لها. وعليك يومياً أن ترتقي وأن تصعد ولو مرتبة واحدة وهذا هو المقصد من البث المباشر الذي نقوم به. أنا آسف إن هذا الكبير في السّن هو الذي يخاطبكم ويتكلم إليكم. قد يقول بعضكم: دَعكم من هذا الشيخ. دعونا نمتّع أنفسنا.

ولكن انتبه. إذا لم يكن اليوم فغداً أو بعد غد أو بعد سنة سيأتيك ملاكٌ من السماء ليأخذ روحك وإذا لم تهيئ نفسك لتلك الساعة (أي من الناحية الروحانية) فعند مفارقة الروح للجسد ستسقط في ظلمة هاوية لا حد لها.

لقد خُلِقتَ من روح وجسد. لديك وجود مادي ووجود روحاني. وقد تركتَ العناية بروحانيتك ولكن حين يحين الموعد – موعد الرحيل والمغادرة فإن جسدك لن يعطيك القوة للوقوف وستسقط عندها تقول: يا حسرتي.. يا خسارتي لقد أهدرتُ حياتي في أشياء مادية ولم أعتنِ بوجودي الحقيقي.

أيها الناس لديكم وجود حقيقي. كفوا عن السكر بوجودكم المادي. لقد وُهبتُم مع وجودكم الجسدي هوية روحية. وروحانيتك تحكم بقوة سماوية لذلك عليك أن تبحث عن شخص سماوي هويته سماوية. وهؤلاء هم المأذونين بتصحيح خطواتك وروحانيتك. وضبط توازنك الروحي وتقويم ميزانك.

يوماً بعد يوم عليك أن تخطو ولو خطوة واحدة. إذا لم تصل إلى هذه المرحلة فسيكون صعباً جداً ذلك اليوم الذي ينتهي فيه وجودك الجسدي. جسدك سيُلقى في المقبرة. لا نفع منه. كما يلقي الناس سياراتهم حين تخرب في مقبرة السيارات. عليك أن تتذكر أن يوما ما ستكون جسداً لا نفع منه. لا تستطيع فعل شيء وستؤخذ في تابوت وتُلقى في مقبرة.

إننا نحاول أن ندعو الناس. أيها الناس كل واحد يجب أن يعتبر. أن يأخذ عبرة وحكمة. أنا لستُ شيئاً . ولكن سلطة سيد هذا العالم عينّتني لأجلس هنا وأخاطب الناس. وأقول يا بني آدم توقفوا وكفوا عن قتل بعضكم. ليس أمراً سماوياً أن تقتل الأبرياء للاشيء أو للدنيا وللشيطان. تعالوا واعتنوا بعبوديتكم لله تعالى.

عرب. يهود أتراك. اسبان. هند. باكستان. أفغانستان. إيران. في كل مكان الناس لا شيء في رؤوسهم إلاّ القتل والتدمير. هذا ليس شرفاً للإنسان.

(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) فكروا بهذا الأمر. يوما ما ستؤخذون إلى المقبرة. ثم يوماً ما ستؤخذون من المقبرة إلى المحاكمة يوم القيامة حيث ستكون محكمة سماوية لكل البشرية. أيها القادة الدينيين. رجاءً قولوا يومياً صباحاً ومساءً.

تبليغ. كل يوم ذكرّوهم. يا أتباع موسى توقفوا عن القتل والتدمير. يا أتباع عيسى توقفوا. يا أتباع خاتم الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام. يا أمة العرب تفهمون فقط من القرآن الكريم (والصلحُ خَير) هذا ما يقوله الله تعالى (الصلحُ خير) خيرٌ لكم دنيا وآخرة لأني أنا الواحد الذي أعطي حكمي عليكم يوم القيامة وسأعطي أوامري إلى الناس لأولئك الذين هم صالحين ويصغون لشرائعي أن يذهبوا جهة اليمين. وأما الأشرار الذين لا يصغون لي فيذهبون جهة الشمال. الله يقول أنا أنتقم منكم حتى لو قتلتم نملة بلا سبب. أنا خلقتُ ذلك المخلوق فكيف أنتم تقتلونه؟ أيها الناس هل أمرتكم أن تقتلوا بعضكم أم أمرتكم أن تعيشوا بسلام وأن تصلحوا فيما بينكم؟

إنني أعطي حكمي الأخير وأرسل عبادي إلى الجِنان وأما أتباع الشيطان فأرسلهم إلى الجحيم.

أيها الناس: تعالوا واسمعوا. واجعلوا الناس يسمعوا. لا أسألكم أي احترام لي. ولا جاهاً ولا شيئاً. كل هذا لا شيء بالنسبة لي. كل ما أطلبه وأرجوه أن يقبلني الله فقط كعبد عاجز ضعيف. وأن يقول لي يا عبدي العاجز الضعيف وهذا سيجعلني في سعادة لا حد لها ورضً لا حد له.

كنتُ متعباً اليوم ولكن الحمد لله الذي منحني (35) دقيقة لأتكلم إليكم. أولئك الذين أتوا ليستمعوا ويصغوا إليّ لن أجعلهم يرجعوا فارغي اليدين. أسأل الله أن يملأ قلوبهم بالإيمان والأنوار السماوية وأن يُلبّسهم لباس الشرف: العبودية.

UA-984942-2